أبحث عن موضوع

الجمعة، 30 ديسمبر 2022

الذكرى الثامنة والخمسون لرحيل الغائب الحاضر الشاعر بدر شاكر السياب ........ بقلم : علي البدر/ العراق



علي البدر والذكرى الثامنة والخمسون لرحيل الغائب الحاضر الشاعر بدر شاكر السياب 24/12/2022 - 24/12/1964 ومع استمرار مسيرتي الأدبية المتواضعة في القصص القصيرة والنقد الأدبي والتشكيلي والشعر والترجمة الأدبية والقانونية وغيرها، كان حصة المرحوم السياب أربع قصص لحد الان من خلال حوارات مشتركة معه وعدة مقابلات شعرية. وقصتي الأولى بحقه تحتاج إلى قصة أيضًا. في البداية قررت أن أقرأ كل شيء تقريبا عن السياب حيث بقيت متواصلا مع المكتبات العامة الحكومية التي كانت منهلا لا ينضب للمعرفة، واستطعت تدوين كل شيء عنه. وفي خاتمة المطاف كتبت القصة الأولى وهي "يا بدر بن شاكر ... سلامًا." ذهبت إلى البصرة بنهاية الثمانينات حيث انتهاء الحرب العراقية الإيرانية التي دمرت البلدين، ووقفت أمام التمثال على ضفاف كورنيش شط العرب. وكان الموقف صادما حيث امتلأ جسد السياب بالشظايا وبات منخورا من كل جانب. صدره وخاصرته وقريبا من قلبه وهناك شظية مزقت الكتاب الذي في جيب سترته والذي غير مزاجي وجود بعض الاطفال فرحين حوله والأحبة يلتقطون الصور وهناك طفل يبكي بعد ان عجزت امه عن إقناعه بعدم استطاعتها إعطائه الكتاب الممزق لأنه التصق بجسدة وبات جزء منه. وعندما حل السكون وغادر الجميع وبدأ الليل يسدل سدوله، انتابتني رغبة في الحديث معه وأنا أشير بذراعي اليه عله يخفض رأسه ليراني، وبت على وشك العتب عليه لكن خفير الساحل ربت على كتفي برفق وكأنه فهم ما بأعماقي وبدأ مرددا : (يا مطر يا حلبي عبر بنات الجلبي يا مطر يا شاشا عبر بنات الباشا)). ولا أدري هل أضحك أم أبكي، لكنني تمنيت أن أصرخ وبجنون كما صرخ النحات ميخائيل أنجلو امام تمثاله الذي نحته ولم يبق إلا بث الحياة فيه حيث صرخ وبجنون: تكلم. تكلم. تكلم..... ومن حسن الصدف، اشتركتْ هذه القصة في مسابقة صوت الجماهير وقررتُ إهدائها وإرسالها إلى الشاعر الكويتي الغيور "علي السبتي". لكنها لم تفز بالجائزة الأولى واعتبروها ضمن القصص العشرة الجيدة التي ستصدر بكتاب خاص. ولابد أن أذهب إلى صديقي الناقد حاتم الصكر في دار آفاق عربية حيث كان رئيس تحرير مجلة الأقلام الأدبية لأجل حصولي على عنوان الشاعر علي السبتي في الكويت، لأنني أهديت القصة له لوفائه عندما احتضن السياب في مرضه ثم نقله الى البصرة منقولا على تابوت خشبي. استقبلني الناقد الصديق حاتم الصكر بحفاوة ، وكانت المفاجأة عندما دخل علينا الروائي عبد الرحمن مجيد الربيعي. ولمجرد ان تعارفنا وقف رافعا يده قائلا.. أنت.. أنت .. يابدر بن شاكر سلاما... فقلت له كيف عرفت بإسمها وأنا لم أنشرها؟ . رد متحمسا: قلتُ لهم لابد ان تفوز وتستحق الجائزة الاولى. أجل انها تستحق. أيدني المجتمعون في لجنة المسابقة لكن رئيس اللجنة رفض وبإصرار ضاحكًا ومستهزئًا: هل من المعقول أن يتحدث التمثال وينزل من قاعدته؟ وعندها سألتُ من هذا رجاءً؟ رد الروائي الربيعي وباستغراب: أستاذ النقد الأدبي في كلية... ورئيس أحد أقسامها.. ولابد لي أن لا أذكر اسمه لأن من يقرأ كلماتي هذه الان قد لا يصدق.. بل من المستحيل أن يصدق... في ختام اللقاء أخبرني الصديق حاتم الصكر بأن أُعنوِنَ الرسالة إلى اتحاد ادباء الكويت وفعلًا أرسلتها واستلمت جوابها من الشاعر علي السبتي ووعدني بنشر القصة قريبا.. الجواب بالنسبة لي وثيقة تاريخية أفتخر بها ما دمت حيًا، لأنها من إنسان نبيل التزم المرحوم السياب منذ وصوله الكويت ورفادة في المستشفى الأميري غرفة رقم (1) حتى وفاته غريبا حيث نقله بسيارة اجرة الى جامع السيف في البصرة لعدم معرفة عنوان الأهل الذين شردهم النظام في وقتها بعد فصله من وظيفته لأسباب سياسية. 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق