أبحث عن موضوع

الجمعة، 12 أغسطس 2022

لا تعاتبيني أيتها الرياح...!.......... بقلم : ناهد الغزالي- تونس



لا تعاتبيني أيتها الرياح...!
أتتني الرياح شاكية،
معاتبة؛
-ماذا فعلتِ بشجرة المواعيد!
أراها بلا أوراق،
ألقتْ أغصانها في جوف الحرائق،
كلما حطّتْ عليها عصافير قبيلة
الخزامى،
أطلقتُ مبيد الغربة!
رفعتُ رأس فزاعتي،
وألقيتُ صخر الآه
عن ظهر الصباح ثم أطلقتُ
عصافير صوتي مترنمة،
-عضت بلادي يد الشمس،
وأبعدتْ حيتان العشق الأول
عن موجها الأخضر،
ليل الهدير أغرقنا في مراكب الغربة،
وقادت عرائس القمح نوار الحلم
إلى قلب الرحى!
سيغدو غبار لهفة على رقعة الذكرى،
أين عجائز الصبار!
وأحفاد شقيقة النعمان!
أين قهقهة القمر في "حوش" جدي!
و" شكوة" اللبن تستبيح عطر الدالية!
أين أعراس الدمى في هناشير البهجة!
أين زبدة الفرح الذائبة في ثغر الجنون!
لا تشتكي أيتها الرياح العابرة،
بل اسحبي أسراب الضباب
عن بِرَكِ الوطن التي أغرقتنا فيها أسودٌ مزيفة،
عن فجر غابر،
أمسك عروس بحر بازغة
من قلب فقير!
ارجعي لذة اللبن للأقداح!
ليَسكر درويش الحيّ،
حتى النباح تغير،
وأصبحت الكلاب بائسة،
تعوي فقط عندما نغفو طمعا في تفاحة
حلم طازجة!





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق