أبحث عن موضوع

السبت، 27 مارس 2021

الموسيقى المتوحشة / ق.ق.............. بقلم : صباح خلف العتابي // العراق




الكثير من الدمار ، والكثير من الحزن في قريتي الجنوبية ، وفيها أختفت مع بقية الذكريات قدرتنا على الأحساس الحقيقي بالحياة ٠

مسقط رأسي يقبع على خط النار بين الدولتين المتحاربتين دوماً ٠٠٠حيث سقطت فيها القنابل بديلاً عن المطر ، وبعضها لازالت مدفونة تنتظر العابرين لتقطع أوصالهم ٠

٠– متى يُزال الرعب المدفون هنا ٠٠؟

قريتي تلك المساحة المنزوعة السلام تبحث الآن عن مغفرة بشرية ، سماواتها خالية من الحلوى مليئة بغيوم من زقوم ٠

الناس تكدح وتعاني بلا أمل ، بلا نهاية ،فقط شعلة الموت تضوي ليلهم الطويل ، ضوء موت ساطع ٠

٠—— لماذا لا تتركوا بيوتكم وتهاجروا ؟ ؟ هل الدموع كُتبت عليكم لتذرفوها هنا ؟ ؟

مسقط رأسي أصبح أرضاً خطيرة، ووحشية ، حادة كالسكين تعمل بتضاريس أجسادنا ، ارضاً مفترسة وشرسة لايمكن ترويضها ،وهذه الالغام العشوائية التي زُرعت فيها بدل النخيل وأشجار البرتقال  أصبحت تقضي على كبرياء ساكنيها كل يوم  ٠٠٠أرض تدوسها  كوابيس الموت ٠ 

قريتي عالم ضاعت فيها النفوس ٠٠٠ عالم بدون مخرج  ، غضبي الان مثل صخرة أحملها داخلي ٠٠ وبدأت تثقل كاهلي ، وما عدت أستطيع حملها ٠ 

أنا الآن أرفع صوتي ، وبصري نحو السماء منادياً في جوف الليل :

٠— من رسم هذه اللوحة المدمرة ؟ ؟ وأنتم أيها المتحاربون من أيّ جنس بشري همجي ؟؟ 

في مسقط رأسي مات الكثيرون بفتات الشظايا المنفلتة  من الغام مجنونة مدفونة بخبث ٠٠٠٠ الباقون من الناس هم محطمون في عالم  التخمينات والترقب ، والأمل المفقود ٠ 

أخطاء بشرية لا يمكن غفرانها ٠٠٠ يدفع الفقراء ثمنها من أجسادهم الواهنة ٠٠ حيث الجميع مطرودون سلفاً الى غياهب الظلمات ، والمصير الأسود ٠

وها أنا أشعر بأن بصري يخبو ٠٠ وعقلي يزداد تشوشاً كل يوم في أرض تنتحب الصخور فيها …وكل المعادن مابقي منها مجرد ظل حزين من مجدها السابق حيث كانت تقع على حافة الفرح ، في مركز كل شيء جميل  ٠ 

الشاطئ هناك كان يصدر أصوات موجات مؤنسة  ، حيث كانت باديء ذي بدء ضخمة  المنشأ ، لكنها تنتهي رقيقة على الضفاف الناعمة ٠

أُناسها أتقاء  جداً … وذووا  أرواح مشعة بالأمل والرضا ، أرض مباركة تماماً ، هكذا عهدناها بالأمس ٠

وما  اِن  أشتعلت الحرب ضاعت قريتي وديست بالكامل … وحتى الشمس ضلت تشرق مظلمة … 

لا أحد يكترث ، بل حتى الموسقى تخرج ليلاًمتوحشة  تجبر الأرواح والأشباح على الخروج غير الأمن 

طالما ناديت  بأعلى الأصوات : 

—- تعالوا وشاهدوا فناء أهل قريتي … تعالوا وشاهدوا شاطيء من الجثث والرؤوس المهشمة … هنا البطون المبقورة ، هنا اللحم المحروق ، هنا تجري  أنهار السموم  ،تندفع بين بيوت قريتي  ……

—- ( لامجيب … لا مجيب … لا مجيب  )٠



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق