أبحث عن موضوع

الجمعة، 17 ديسمبر 2021

العدّاد/ قصة قصيرة .......... بقلم : عادل نايف البعيني - سورية





لهث خلف الورقة، حتى كادت أنفاسُه تنقطع، أمسكها أخيرًا وتَمسّك بها، ثم راح يجرف أمامه الكيلومترات الخمسة، بليراتٍ خمسٍ وجدها مختبئة بين ثنيّات جيبه.
وعلى باب المشفى وقف ساكنًا يخشى أن يطلب ما يريد حتى بادره البواب بالسؤال، وبعد أن أخبره ما يريد أفسح له الأخير الباب وهو يشير إلى مكانٍ ما.
دخل وخرج سريعًا وبيده زجاجة، وما أن أصبح على الشارع، حتى دسها في جيبه. متحسسا معها بعض النقود في الجيب المسن. تساءل؟ هل يصل في الوقت المناسب. عصر النقود وهو يشير لأول مرة في حياته لسيارة صفراء. دلف إليها وعيناه تتجه إلى العداد.
= عين الديك من فضلك.
وبدلاً من أن تنهب السيارة الطريق، أخذ العداد بنهبِ نقوده، تململ، ارتعب عندما بدأ رقم العداد بقضم آخر الليرات. هتف مرعوبًا.
= هنا أرجوك.
= لكنك لم تصل بعد.
واضطر أن يخرج علبة الدواء ليخرج النقود. سأله السائق:
= دواء لمن ؟ لابد الحالة خطيرة أنا أعرف هذا الدواء.
= نعم لابنتي وهي في حالة خطرة. وأموالي لا تكفي أجرة عدادك النهم.
انطلق السائق كالبرق وهو يقول: = دلّني على الطريق.
أمام البيت المتهدم نزل الرجل وأصابعه الخجلى ما تزال تعصر النقود، وعيناه المتهدلتان تستعطفان السائق، ولكن ما إن استوى على الطريق، حتى انطلقت السيارة كالسهم، تاركة الرجل غارقًا في ذهوله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق