أبحث عن موضوع

السبت، 10 يوليو 2021

النفس الأخير............... بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق




أتناولُ وقتَ الفطورِ

قدحاً من اللامبالاة 

مع كسرةِ أملٍ بائنةٍ

في قدرٍ مطمور ،

مع عددِ قليلٍ من السجناء 

في معسكرِ تحريرِ الروح 

من رذائلِ الحكام ،

كنتُ أتزعمُ إحدى العصابات

قررتُ ذاتَ حبسٍ انفرادي 

أن أشقَّ نفقاً يؤدي إلى العاصمةِ 

بغداد ، أخططُ مع المجرمين 

أن نصلبَ الخريطةَ بمحكمةٍ صورية ، 

القاضي الأول من عصابتنا 

هو الآخرٌ قررَ ألا يكون إلا مع الذي يكون 

مثلنا ، نشبهُ الحرفَ المثبتَ 

في بطاقةِ أحوالنا الشخصية ،

أنّنا موزعونَ على نسائنا بالتساوي ،

ليس فينا مغبون ،

الفائضُ منا جنديٌ يقطنُ على الحدود

أو أدنى بشبرٍ واحدٍ 

سريرهُ الخندقُ

يتوسدُ العتاد ، 

تغطي بياناتُ المعاركِ رسائلَ حبيبته  ،

بعدما تهشمتْ ملاعقُ النبشِ

والتوى مسارُ النفق ،

 وأنهكَ اللهاثُ القدرةَ العقلية ،

قلتُ لجماعتي 

-ساعةَ الترويضِ المسائي-

أنّ قضبانَ الحلمِ محدودةٌ 

لا تتعدى دائرةَ رغيفٍ 

ولا تتخطى مواقدَ الطهاة ، 

أثناءَ النومِ الاجباري

كتبتُ لنفسي قصاصةً

قبل أن أدسّها في جيبِ بدلتي الوردية

"أنا لستُ مناسباً لكلِّ الاحجام 

لم أكن يوماً 

مفتاحا بيد السجّان ،

ولم أكنْ حصانا

أركضُ أمامَ الحوذي

أقودُ نفسي بنفسي 

إلى الأعلافِ والمرجان 

أتزودُ من أصحابي

أدواتِ الكتابة ، 

استعيرُ حقيبةَ الصيّدِ من الكسلان ،

أما الحياةُ عندي

كسيجارةٍ ترمى على جنبٍ

حينما تصلُ إلى النَفسِ الأخيرِ" .. 

…………………

البصرة / ٤-٧-٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق