أبحث عن موضوع

الأحد، 25 أكتوبر 2020

حسين ألأقجم ..ناقدا /قصة قصيرة ............. بقلم : علي حداد // العراق





الكلمة

الناقد نافذة عصره الخضراء..ومأساة ..حين يفتحها ..امام من هب ودب

الاهداء

الى ابي حسين الاقجم الذي لايقبل ابدا < ولو على كص ركبته >

ان تغادر الفراشات الجميلة بعيدا

كان أبي متوسط القامة ..بأنف مفلطح ..وبملابس أنيقة كانوا يشبهونه بحسون الامريكي ..و شعره المدهون وبنطلونه المكوي .. وبشاربه المشذب وابتسامته العريضة الأخاذة ..كان مولعا بالنساء ..يموت من فوره حين يرى أمراءة جميلة كأنما يتوقف قلبه ..أنا كنت أعرفه أكثر من غيري كأي ابن في محلة ابو دودو ولأني كنت أبنه البكر كنت ملتصقا به واعرف كل أسراره وخفاياه ..وكان يقول عني

- انت الشاة الضالة عن القطيع

كان من شقاوات المحلة كأحمد أبو الجبن ..وجمال كردي وابو الهوب ..لكنهم كانوا منصفين وعادلين وهم لايخافون في الله لومة لائم ..هم في وجهك يقولون

- انك لاتصلح لهذه المهنة ولاتتورط في صناعة العار لنفسك

لم يكن من طبيعة أبي المجاملة في شيء وأذكر أننا حين كنا نتعمال في محافظة الكوت وكنا نجلس في نادي المهندسين وكان كاظم الشعار قد ثمل وهو يردد بضحكته المجلجلة ويمسح على شعره الاشعث ويقول جملته قبل ان يذهب الى دورة المياه ..

- اقجم انت مقصر تجاه أولادك انت ..غير عادل أقجم

أصابني الرعب حينها .. ولم أعرف اي قبر سيضم هذا الشعار ..وأين سيكتم ضحكته المجلجلة ..لابد ان يكون قبره في دورة مياه نادي المهندسين في الكوت تخيلته مضرجا  بدمائه وراء باب التواليت وهو يبكي بكاءا مجلجلا ..لكني حين نظرت الى أبي رأيته باردا مثل قالب ثلج ولم يتحرك من مكانه بقى ساكنا مثل تمثال وكانت عيناه تائهتان مثل قطتان تائهتان في درابين أبو دودو وحاولت ان اقول بعد ان نشف ريقي .. ثم تمكنت من لساني

- ابي كاظم سكران ..أغفر له أرجوك

كنت أظنه يبيت له أمرا لاأريد له ان يحدث امامي ..لاني كنت أكره منظر السكاكين وهي تنغرز في .........وصلنا الى بغداد حين نطق قالب الثلج بينما كان الشعار يغني < والله ماريدك باليني أبلوه >

- أسمع كاظم .. يا شعاركنت محقا ..كنت محقا

حينها تنفست الصعداء .. وفي اليوم التالي أصطحبنا جميعا في سفرة الى سلمان باك  اخوتي واخواتي كنا عشرة سبعة ذكور وثلاث أناث ..كنت اطيل النظر اليه بربطة عنقه وبنطلونه المكوي وراح يحتضن أمي وأخواتي وهويسمع أغنية < المايزور السلمان عمره خسارة > وكان سعد ورزاق ورسول وحمادة يحاولون ان يلقوا به ارضا وهم يتضاحكون ..كان يحتضن كل كنوز الدنيا وهويقول متسائلا

- ايتها الشاة الضالة انت كنزي قل ماتريد ..قل ماتريد..كان الشعار محقا انا اهملتك ..اهملتكم جميعا ..

لم استطع ان أقول له ما اريد . لأني كنت اريد أن أمتلك العالم كله .. بما في ذلك القمر مازلت أعتقد أن أبي وحده هو من يستطيع أن يأتيني  بالقمر ..وبالقصص فذلك هو ما كنت أعيش من أجله ..وبعد أعوام سألني ونحن نجلس في مجلس الفاتحة المقام على روح صديقه ابو الهوب .. سألني بحماس

- مازلت تكتب ها ؟؟

- انا احب ان أكتب القصص

حين عدنا مشيا كان يمسك بيدي بحنان .. احسست بدمائه تجري بدمي ..وعرفت ان الشعارقد أثار انتباهه الى شيء كان قد غفل عنه .. الشارع كان خاليا الا من بعض المارة واصوات القطط وهي تطارد الجرذان ..ونباح الكلاب يأتي من محلة الطيطران... وحين وصلنا البيت تلقتنا أختي فاتن حمامة  اخر العنقود< هكذا كانوا ينادونها > فرفعها الى صدره .. وبينما كانت

تلعب بأذنيه .. غرق في ضحك طويل  ثم انزلها ارضا وأبعدها عنه وهو يتسأل بشغف مثل طفل

- من اين تأتي بالقصص ؟

- هي التي تأتيني لوحدها أنا لآاتي بها ..

- وماذا يقولون عنك  الان ؟؟

- انهم يراوغون . هم ليسوا مثلك حين قلت لكاظم انك مجرد مهرج ..وشعار .. وستبقى كذلك ..ليس فيهم واحد مثلك يقول الحقيقة  .. كلهم يصفقون لي ولغيري ضعت < بين حانه ومانه > انهم يصفقون على شيء وعلى لاشيء .. أريد واحدا مثلك < ينطيهه بالكصة > أريد ناقدا مثلك .. وأبا مثلك .. وحسين .. أقجم مثلك

Alihadad012@gmail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق