أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 3 ديسمبر 2019

المقامة السوقية ................... بقلم : يحيى حمدان القضاة عجلون _ الاردن





هذه مقامة فيها تطويع لمنظور العصر




حدثنا سعيد بن سلطان قال: إن أبا الحناء العطار في إحدى اسفاره قد حل به مصاب أقعده عن الكسب والطلاب، ونصحه الحكيم على الفراش يقيم حتى تندمل البثور وينجبر المكسور .

اشتد به الوقت وكأنه لحظة من موت . ساعاتها أيام ، وأيامها شهور .نفد معها الزاد وما يقيت العباد . هلك الطارف والتليد ، وبات عيشهم على الحديد .

فأشار إلى أم الحناء : هل لك من حاجة قضاء ،وتكوني من الفضلاء؟ فقالت : ما تريد ؟ ونحن على السعة نجيد .

قال : أريد ان تنزلي السوق وتأتينا بما يصلح الحال ،ويرفع عنا هذا الطوق ، فلا بد أن يكون لنا في بساتينهم نخلة ، وفي قطعانهم سخلة . فقالت : كيف السبيل ؟ ، وانا لست الجميلة ،وتعوزني الحيلة . فقال لها : احزمي الأمر ، وسترفعين راية النصر .

دخلت إلى الساح وكأنه موسم الأفراح ، والسواد من الناس ألوان وأجناس . دفعت عربة أمامها ، وملأتها بما لذ وطاب ، وما خفي عن الأحباب .

أقبل شاب من بعيد فقالت تحقق الحلم السعيد ، فأنكبت عليه ، وطوقته بذراعيها ، تقبله وتتمسح به ، كمسافر طالت غيبته ، وهي تناديه أمي ، أمي ...... ابني أنت ابني ، حاول الهروب ،وصعب عليه المطلوب ، تجمع الناس ، وقد أفعموا بالمشاعر والاحساس ،وأخذوا يهنئون ، وبالسلامة يحمدون .

دفعت عربتها المليئة بأشتات من سلع ومونة ، وأشارت أن الحساب عند أبنها الشاب ، وبلحظة قدر تلاشت عن النظر ،وأنشأت تقول :

أنا ربيبة الخدور. رشيقة كيف تدور

فارسة المحافل. براقة الظهور




١٢ رمضان ١٤٣٨. ٢٨ /٥/٢٠١٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق