أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2019

البـــيداء الحـــزينة .......................... بقلم : المفرجي الحسيني // العراق






بيداؤنا حزينة كقلوبنا


امواج الرمال تعلو وتخمد


الكثبان دون غطاء، ُتهال


حادي الركب لا عباءة ،لا غطاء رأس


يشّد حبال الليالي


صحراؤنا ميتة، الريح العاصف تجرفها


ثم ظلمة ، القوافل تسير، آمالنا تموت


ضعنا، نسينا الألفة، ركدنا في الظلمة


وحدانيون، نحلم بعطر النرجس يأتي


نلوك قطع الصبر، يؤلمنا كما النسيان في اعماقنا


ما زالت الريح تغزل فينا الرمال


تخدعنا بهدوئها تارة، وصفيرها الخافت


ليلا يظللنا قمر السماء، رسول بين حنايانا


سنابل القمح نحلم بها، في البيداء تتمايل


نتحرق حزنا لمجهولنا القادم


رجال القوافل ليلا ، يغنون والصحراء لهيب


لا تطفي الرياح اعيننا، لا تغرقنا كثبان الرمال


لكن نسينا صحراؤنا


جروحنا نازفة بالذكرى


حيث مروجنا الخضراء، تحزن النسيان ان نسينا


نحمل احزانا في قلوبنا من قرانا النائية


صحراؤنا بلا افق، لكن واحات واشجار كثيرة


تخزن الاسرار


وغدير الماء كدف ينقر بصوت حزين لِشهيد


سرى في البطحاء يحمل قنديلا


لم تخمده الريح، في فؤاده مضاء يتوهج


قريتي ظلام لا أحسّ بانتمائها


يرحل الشهيد، تكابده الآلام يرتجل تشربه الاحزان،


عيونه مغرورقه بالدموع، كاللؤلؤ المصقول


غادر بدون زوجة تنتحب او بنت تولول


غاب بعيدا من اقصى البيداء


ينادي، القلب حزين، لن انسى سأعود


يعدو والقوافل لم تنقذه من العواصف


قلبه قمرا يقطر ندى على اغصان الفجر


قريتنا موحشة وحشية، بليدة غافية


لكن لن تنسى من قطف تمر نخيلها


ومن غنّى بحقولها


ماتت الريح والنسيم، وغاب افق الصحراء


اغترابنا ضاع


والريح العاصف يسوق القوافل ناقة ناقة


يصلب في قريتي الفقراء على جذوع النخيل


تصعد آلامهم، يثقلونهم بالصخور والشقاء


تملأ قلوبهم آلام منازلهم ، تشتعل


والريح ما ركنت


الوجوه الغابرة لم تدخلها الرحمة، تشكو


والنجوم ترصد الظلمة، تراجفها بنورها


من ينقذ البؤساء؟ من يعدو بهم للأفق؟


وظلالهم يمضغها القلق


اغتربوا في قراهم، بلا ظلال


قلوبهم عليلة، مغلقة


أعوامهم حالمة بأحلام اليقظة


لا شمس تشرق في الغربة،


والصحراء بلا افق


إلههم مقتول


لكن قلبه يغص بالعشق


تذكّره الليالي والنجوم


مطعون، جراحه لا اثر لها


عيونهم ترتقب


برق خافت يضيء، لكن يلتهب


الصحراء كبيرة، كثبانها عالية


رياح عواصف لا افق لها


قوافلنا تسري بلا هوادج، تغرق طفوفها بالرمال







العراق/ بغداد

22/10/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق