أبحث عن موضوع

الاثنين، 15 يوليو 2019

المجموعات الأدبية ما بين مؤيد و معارض ..................... بقلم : هويدا عبد العزيز _ مصر






إن في السخرية اقتناص حق لمن لا حق له .

استوقفني الأمس، نص يحمل بين جنباته السخرية

والاستهزاء بالمجموعات والروابط الأدبية ، دون مرجع ، تقصي للحقائق ، لهو بذاته عجز لقصور الفهم وغياب التبصر و النظرة الثاقبة والواسعة للحياة ، وإذا ما كان الإنسان أكثر حنكة في فهم الطبيعة البشرية ورغباتها وحاجتها للتجمعات لما قامت حضارات وظل الإنسان في كهنوت الوعي الحالم يداري سوءته، وتقتاد ظلامه . وما قامت الإدارةالفيسبوكية بادراج المجموعات كتقنية من تقنياتها .

إن المجموعات الأدبية لم تنشأ من فراغ بل رغبة في قتل الشعور الناجم عن الغربة والإغتراب و بث روح التآخي والتآزر بين النسيج العربي الواحد ،حفاظا على الهوية العربية ،تحدهم لغة واحدة ، وما أظنها

إلا امتداد للمدارس الشعرية والصالونات الأدبية التي ازدهرت مطلع القرن العشرين ، كالرابطة القلمية في أمريكا بقيادة العظماء أمثال جبران خليل جبران وندرة حداد وميخائيل نعيمة وايليا ابو ماضي و العصبة الأندلسية

التي تأسست في البرازيل ١٩٣٢ ، لبث روح التجديد وتعميق صلة الأدب بالحياة، إلا أن المجموعات الفيسبوكية صبغت بروح العصر وآلياته فنشأت كدويلات افتراضية مصغرة لها سياسات ومناهج متبعة فمنها مدارس شعرية وفنية وأدبية قائمة بذاتها و أجناس مستحدثة و مصغرة تلائم روح العصر التي تخلقت فيه ، لها من الأهداف والقيم للوصول بالانسان أعلى درجات الوعي ،و كان بديهيا الصدام لتنوع الثقافات التي جمعت بين مجتمعات منغلقة بذاتها حتى مطلع الستينيات من القرن الماضي صبغتها القداسة لما هو موروث ومكتسب من العادات والتقاليد . و مجتمعات "لائكية "تتقبل الآخر وتنفصل عنه . وكأي سلاح ذو حدين لها وعليها ، إلا أنها احتضنت الكثير من المواهب، وعملت على تعزيز مهارات التواصل والإنفتاح و تشجيع الحوار و النقاش المجتمعي والثقافي و إثارة التفكير النقدي كلبنة داعمة للتطوير والتغيير ، كلها مستندة لتغذية راجعة بناءة شكلها التيار الواعي من ذوي الثقافة والأدب فشكرا لكل يد بيضاء ، أعطت من وقتها و جهودها ولم تنتظر جزاءأو شكورا لخدمة مجتمعها وقوميتها . وشكرا لمن سقط بغيبوبة الوعي الحالم ليمنحنا يقظة الفكر بما نقوم به من أهمية العمل التطوعي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق