أبحث عن موضوع

الخميس، 21 فبراير 2019

أحلامٌ على الشّواطئ .......................... بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق




نهرٌ يعاشرُ شحوبَ الضّفّةِ، هفهفةُ زرقةِ الماءِ سكنٌ لهُ دونَ المجاذيف،

يبحثُ عن قمرٍ ساقطٍ على حلمهِ الغافي فوقَ قاربِ اللّيلِ العابرِ تحت جسرِ اللّهفة، استفاقَ الشّوقُ متأرجحا بين نياطِ الموج، رأى مجدافا ممدودا إلى أعالي السّماء، يفركُ الجفنَ تساقطتْ حبّاتُ التّأويلِ على هامةِ غيمةٍ تعانقُ نجمةً سرّا، خشية المطرِ يسدلُ ستاره قد يفضحُ مدى العشقِ ربّما تعدّى حدودَ الأملِ متجاوزا منحرَ الفجر…

من متاريسِ العتادِ دفنَ الخوفَ معاندا بلا هزّةِ ضمير، خرّتْ له الخطواتُ

كأنّه الملكُ على عرشِ ولايةِ السّلام، معصوبَ الرّأسِ يطيلُ النّظرَ إلى مرافئ الغدِ توارثتِ السّفن الرّاسيات محمّلةً بقوارير عطرِ الانتماء، القدمُ اليمين تكهّنتْ الفرحة بألفِ إكليل والشّمالُ توقّعتْ نواقيسَ تقرعُ دندنةَ نهارٍ مشروخِ الضّياء، تجهضُ المحارُ رمالَ الجفاف، هذا الملكُ أمنيته بسيطةٌ جدّا، لا أحدَ يدركها غيرَ مرضعته التي غادرتْ إلى ليلةٍ صمّاء من خاصرةِ الوطنِ، تغرفُ الظّلامَ بدلوٍ مثقوبٍ يخرُّ الجبابرةُ يومَ تمتدُّ الخريطةُ على منضدةِ الحروب، أرادَ أن يتحسّسَ ثوبَ حرّيّةِ الفقراءِ بعيدٍ أحمرَ يشبهُ الحبّ عندَ فتياتِ القصرِ عند الغروب . أرادَ أن يتذوّقَ طعمَ شوكِ الثّمارِ قبلَ أن يقشّرها الطهاة، أرادَ أن يتنعمَ بخدِّ صنوبرةِ الصّخورِ على الجزرِ الوسطيّة، أرادَ أن يتلو الصّلاةَ في معبدٍ سقفه جريد نخلٍ تلعبُ في ضوئه خيوطُ القطن، قبل أن يعودَ خاوي الوفاضِ تلاقحتْ تلافيفُ الأفكار، أرادَ موجةً تائهةً تغسلُ وجهَ الأحلام. تنبّهَ أخيرا أنّه ملكٌ غابتْ عنه الانقلابات.


البصرة /١٨-٢-٢٠١٩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق