أبحث عن موضوع

الخميس، 21 فبراير 2019

لـــحظة اخـــتناق ................... بقلم : المفرجي الحسيني // العراق




أكتب اليك هذه السطور على منضدة الكتابة ، ممزوجة بالكآبة المالحة كدمع العيون ، ليس سهلاً أن أتذكر، هائم غارق في بحر لجيّ ودوامة الحاضر، راكض قافز في مدارات اللحظة الآتية ، بفعل جاذبية كوكب المستقبل ، ليس سهلاً أن أخلع عن جلدي، أصوات اللحظة ورائحتها وألوانها، لأتكئ مكوماً على أريكة الصالون، ليس سهلاً أن أخلف جسدي ونفسي، هنا ومعه زمني الحالي بإيقاعه ومزاميره، طموحه أحلامه وأشباحه ، لأهرب داخل كهوف الماضي، مطمورة في أعماقي ،مثل منجم فحم منهار ومنذ عصور، في الظلمة أزحف تحت سقوف منهارة متداعية ، يتساقط منها التراب على رأسي ،تضيق أنفاسي رويداً رويداً ويصبح الزحف سهلاً ، خيط رفيع من الضوء يأتي عبر كوة ما

أفتح الكوة ، صوت كبكاء يهب من صرير الكوة، يدخل الضوء بانبهار ويغمر وجهي، ليس سهلاً أن أتذكر وأعرف نفسي إني لم أنس شيئاً ، لم أختم ذاكرتي بالختم ، من هنا يأتي الألم ، سنوات جميعاً تهب دفعة واحدة ، غصاتها تجرعها القلب ، مدى سنين ليعود مذاقها ليُملأ مرة واحدة داخل فمي، أتذكر الآن جيداً بوضوح مروِّع الأصوات ولهجاتها

وجوه تأتيني وتغرب، مثل اقنعة تطلق صرخات، هستيرية سخرية أو همسات حنان، تتراكم احداث فوق صدري، أشعر بالاختناق ،أغمر رأسي بالماء البارد، حتى لحظة الاختناق، لأقوم بعملية غسل دماغ ذاتية


العراق/بغداد

16/2/2019
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق