أبحث عن موضوع

الأربعاء، 27 فبراير 2019

حتماً يعود .......................... بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق






أخرجُ من جرّةِ الصمت

هذه المرّة

على سجيةِ دعوةٍ

من حلمٍ يقتاتُ السّهر

وسطَ موائدِ اللّيالي

برفقةِ القططِ المتوحشة.

أعاشرُ أنصافَ الكواليس

خلفَ أسواقِ القلوب

معتبراً أنّ الوطنَ هاجرَ قبلي

بألفِ شهرٍ وشهر

لن ينسى الطريقُ خطواتي

المكسوةَ بكسوةِ الله

ولن تنسى حنجرةُ السطورِ ذلكَ الصوتَ

العابرَ محاورِ الصدى .

لا شرطيٌ ينتشلُ منديلي من قبضةِ الرصيف

لحظةَ سقوطِ فاختةِ القريةِ مبلّلةً بدموعٍ طائشة

في صباحٍ تشريني

أبانَ غرغرةِ الحقولِ ولا قصيدةٌ تقرعُ الطبول .

على لسانِ البيادر

كانَ يغني أنشودةَ الطلاب

قربَ نافذةٍ تشبهُ عطشي

إلا نصفَ كأسٍ

منزوعةٍ من شفاه ،

تمرُّ زغاريدُ العصافيرِ مرورَ الأنغام

كمواعينِ وليمةٍ انتفعتْ من لعقِ الحضور

على حسابِ الجائعين وكسراتِ الرغيف .

شمسٌ عانقتْ ثيابَ الأنبياء ،

غيومٌ تضاجعُ النّجوم

في غفلةٍ من أشرعةِ الرحيل

حينما فسّرَ المهاجرُ الماءَ بقاموسِ المرافئ

لجةُ المحارةِ تذوبُ في أثرِ الفرار

كم يشتهي الموجُ الإنحناءَ على سواعدِ الرمال

ليستوي وفقَ معادلةٍ لتساوي الرجال

الركودُ من طباعِ الكرمِ أو حتى الألم

كلّما داعبت النوارسُ دائرةَ القرار

تحاصرني النغمةُ بين أضلاعِ المنصّة

كأن العودَ لا يعودُ إلى الألحان

أو النايَ والكمانَ يغادرانِ مقاهي بغداد

هي نزلةُ بردٍ حلّتْ بالبلاد

بحَّ صوتُ الأملِ وحشرجةُ الدعاة

لا تحتاجُ إلى ممرضٍ

أو قرصٍ من حكيمٍ

عادةً الرّيحُ تدملُ جروحَ العبادِ بالمجان

العراق باقٍ على العنادِ سواءً عادَ أو ما عاد..




البصرة / ٢٤-٢-٢٠١٩
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏سماء‏، و‏ليل‏‏ و‏نص‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق