أبحث عن موضوع

الجمعة، 2 ديسمبر 2016

مشهد سريالي في مكان نرجسي ................. بقلم : احمد اسد مشرقي // العراق


كانوا ثلاثة رجال ...
اشباحٌ بلون العُتمة
اولئك الذين اطحتُ بهم ارضا بثلاث حركاتٍ سريعة
وثلاثُ ضرباتٍ خاطفة و موجعة

كان قلبي مستعدا لكل شيء دائما
وهكذا يجب ان يكون القلب.. .. دائم الاستعداد

شاغلت الاثنين بواحد
بينما كان هدفي هو الاثنان
فالمغرور يقع في الفخ الذي ينصبه له الحكيم بسهولة

هناك عند المنعطف الضيق كانت المصابيح المُعلقة على الاعمدة قد شاخت وهرمت فما عادت تبصر جيدا
ونوافذ الشقق المُطلة على المكان كانت صدئة ولن تُفتح الا بعد صرير يصك الاسنان
اما الجدران فقد اصابها الصمم نتيجة الضجيج الفارغ الذي ملأ كل مسامها لعقودٍ من الزمن ..
هناك وفي ذلك المكان الكئيب
سقط رجال ثلاثة بثلاث حركاتٍ سريعة
و ثلاثُ ضرباتٍ خاطفة و مُوجِعة

كان شعوري مغايرا وعكسيا في تلك الساعة
لم اشعر بالنصر او الزهو ابدا
رغم اني كنت في حالة دفاعٍ عن النفس
وانهم اختاروا الرجل الخطأ ليعبثوا معه فنالوا مايستحقون

كل ما شعرت به وقتها هو الأسى عليهم
بدوا ضعفاء جدا ومثيري للشفقة
ارتسمت علامات الذهول على وجوههم لسقوطهم السريع

ما اسرع واسهل ان يسقط المرء في هاوية الشر السحيقة
وما اصعب ان يخرج منها ويتخلص مما علِق به من ادرانها

ارتفعت يد احدهم ملوّحة :
_ هذا يكفي ارجوك فقد اخطأنا
بينما كان الاخر يزحف مبتعدا
اقلقني حال الشخص الثالث الذي لم تبدُ منه اية حركة

جاهدت عاطفتي طويلا كي لا اقترب منه لأطمئن عليه
فهذا لن يكون صحيحا او مناسبا في مثل هذه المواقف

على المرء ان يكون حازما وان ينبذ كل عاطفة قد تزلزل قراراته المصيرية
يا الهي
ان هذا العمل سيء ومشين
سامحني لأني لم اكن كما اردتني ان اكون

لم اتكلم و( كم كان صمتي مهيبا ) حينها..
استدرت واكملت طريقي مبتعدا عنهم
و كل ما اذكره هو ان قلبي كان يكفكف دموعه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق