أبحث عن موضوع

الجمعة، 4 نوفمبر 2016

أشياؤكِ المَخبوءة ..................... بقلم : إحسان الخوري / لبنان


أيَّتُها السَّمراءُ كَغابةِ الكَستَناءِ ..
أعلَمُ أنَّهُ لا مَهْرَبَ مِنكِ ...
بِداخِلِكِ تَنبُضُ الأنُوثَةُ هَائِلةً ..
ولأنوثَتِكِ جَسَدٌ يَعرِفُني ..
تَلهَثُ بهِ أنفاسيَ المُمَزَّقةُ ...
نكهَتُهُ شَهيَّةُ المَذاقِ ..
وتَتَجَنَّنُ لهُ كلُّ حَواسِّي ...
مُخيِّلَتي تَهِمُّ وتَستحضِرُكِ ..
فَتُحضِرُكِ جِنيَّاتُ اللهْفَةِ ..
تَتمدَّدين في غُرفَتي الشَّقيَّةِ ..
علىٰ فِراشٍ اختارَكِ أنتِ ..
وأَقنعَ ذاتَهُ بِأشيائكِ المَخبوءَةِ ...
أبوابُ غُرفَتي لا زالَتْ تَعرِفُكِ ..
أريجُ راحَةِ يَدِكِ علىٰ مَقابضِها ..
لا ينتَهي الزَّمانُ ..
ذاكرَتي مُعجِزةٌ ..
وجَسدُكِ نهايةُ كلِّ المُعجِزاتِ ...
صَعَدْتِ ..
نَشَرْتِ جَسَدَكِ ..
هوَ يَلمَعُ ويَتلألأُ ..
يَتَطايرُ ..
ويوشِكُ أن يَتَناثرَ في الأرجاءِ ..
استَغرَقَني التَّفكيرُ فيهِ زَمَناً ..
وكانَ يَكفيني أن يأتي قَليْلُكِ ...
يُثَرثِرُ نَهداكِ ..
سَمِعْتُ ما يكفي منَ الآهاتِ ..
تَهوي الأعماقُ في داخِلي ..
من النَّهدَين وحتَّىٰ الغَرقِ ..
هُما كلُّ الأقدارِ ..
مُنذُ المِئَةِ وإلى السِنَةِ الألفِ ..
فتَتَزاحَمُ حواسِّي الخمسةُ ..
تَشغَلُني تِلكَ الشَّامةُ على خَصرِكِ ..
تَطفَقُ نظَراتي تَرصُدُ المَسافةَ ..
تَستَدرِجُ أُنوثَتَكِ ..
فتَطرَحينَ جَمالَكِ علىٰ جَسَدي ..
تَفيضُ شهيَّةُ الخَيالِ ..
أُوزِّعُ بَعضي في أنحائِكِ ...
فَتُحسِنُ أصابِعي الحَبْوَ ..
أعبُرُ جَسدَكِ..
مَغرَفَتي في يَدي ..
والشَّهدُ يَملأُ الجَسدَ ...
يبدأُ التُّوتُ يَحتَجِزُ القُبُلاتِ..
يَعلو الصَّهيلُ ..
تَمرُّ السَّاعاتُ ..
يَكتمِلُ الزَّمنُ كلُّهُ ..
فيَتهادىٰ نَهداكِ ..
تتراخىٰ كلُّ المَوجاتِ ..
كلُّ حَرَكةٍ ..
وكنتُ أعرفُ أنَّ عينَيكِ تُودِّعُ الرَّغَباتِ ..
وتَحتَاجُ لدُعاءِ أشجارِ الصَّنَوبَرِ ....


من ديواني الرابع: نِساءٌ من شَمع
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق