أبحث عن موضوع

الجمعة، 3 أكتوبر 2014

من دون حب لا معنى لنا .................. بقلم د. فراس الفهداوي الدليمي /// العراق






دائما كنت أقول إن المرآة هي سيدة الحب .
فعندما نقول إن الرجل العازب فذلك قد يكون أمراً طبيعياً ومقبولاً ، ولكن نطلق على المرأة غير المتزوجة أسم عانس ونعتبرها شيئاً ناقصاً ، مثل اللغو الذي يردده الشاعر باريون من أن الحب هو طريقة لتزجية الوقت لدى الرجل ، لكنه بالنسبة الى المرأة هو الحياة في الواقع أننا نعيش تجاربنا مجزأة ، نعيش على الأكثر في الحاضر ، بيد أننا لو كنا مخلصين لا عترفنا بأن الحياة سلسلة من اللحظات يرتبط بعضها ببعض ، وبأننا بالحب نقهر الضجر ، ونمتلئ بكل ماهو جميل ، من القبلة الى قدح النبيذ الى الرقص على أنغام بيانو او على صوت خوليو اغلاسيس ، وتناول العشاء على أضواء الشموع محبو المال لا يخطر في بالهم الحب إلا كعلاقة تجارة .
فالتاجر القابع في محله يعتقد أن غاية الحياة تكمن في حصوله على صفقة مربحة أو سيارة فخمة ، أما السياسي فيقرن غايته بهدف الحزب في الوصول الى النيابة أو الوزارة ، فيما رجال الدين يربطون هذه الاشياء بالكتب المقدسة .
إن جميع هؤلاء يستخدمون أنواعاً مختلفة لغاية واحدة ، هي إضفاء نظام ما لفرض معنى ما . وكل هذه المحاولات لا تعدو أن تكون تزييفاً .
فلو كنا مخلصين لأدركنا ان الحياة بدون الحب لا معنى لها .
الحب يحول حياتنا بحثاً عن معنى ما .
سوى ذلك ، فإن كل شيء عديم المعنى الى أن نكتشف معناه .
الحب الحقيقي ليس ما يدعي بالجنس لدى كثير من الناس او الشباب .
الحب الحقيقي معاكس للشعور باللاقيمة واللاجدوى إنه شعور طاغ بالقوة والأمان .
إنه الاختفاء التام للشعور بأنك شيء عادي .
إنه إيمان غامض ، بأن لا شيء مهماً من دون الحب ، وبأن كل شيء من دون الحب ، وبأن كل شيء جميل في الحب .
هكذا أفهم الحياة . كثيراً ما أمر بمشاعر مختلفة مثل الأطفال . مثلاً إن مجرد الشعور بالانعدام التام للهدف لدى الاطفال يجعله يسعى لا متلاك كل شيء حتى دمى أخته . حب السيطرة ينمو مع الطفل ، وما يحميه هو أن يتعلم الحب ، حب أمه وأبيه وأخته وأخيه ، ثم حب المدرسة والرفاق ، والاساتذة ، فينمو معه الحب كشيء أساسي في حياته . بهذا ، يسلك تلقائياً طريق السعادة . الحقيقة التي لا مناص منها هي أن الحب أعظم مايمكن أن تقع للإنسان ، الذي بدأ يشعر بالسعادة والحماسة ، بالامتنان من الحياة لأن الحب يعلمه الثقة بنفسه ، والثقة بالناس .
أحياناً ، أتسأل لماذا أكثر الناس لا يؤمنون بشيء اسمه الحب إلا مقروناً بالجنس والاستيلاء على الآخر ، وخصوصاً الرجال الوحشيين ، الذين ما إن ينالوا وطرهم من المرأة ، حتى تصبح لا شيء . هذا يدل على دنائتهم واحتقارهم لأنفسهم .
الحب جميل في الخيال . انه يحرك ملكة التخيل في قلوبنا وأفكارنا وأدمغتنا . وهو وضوح النهار ومصيدة الزمن ، رمز اللامرئي . اللامرئي هو ما يمكنك رؤيته في هذه اللحظة ، الى أن يتخطى الوعي ليضم بين جوانحه كل مكان والتاريخ . هو التحرر بكل المواصفات ، وبه نزداد قوة يوماً بعد يوم . إننا ، به ، نحس بأننا على وفاق مع أنفسنا ووجودنا ، وفي وسعنا أن نحقق أمنياتنا وأحلامنا ، وبه نتبصرا أعماقنا ونزداد حماسة لا كتساب الحياة . وهو يولد فينا الاهتمام بالآخرين .
ليست الحياة كما يتصور المتشائمون استعداداً للعذاب الأبدي .
لأن الحب يعمل ضد الألم بكل أشكاله يصده عن أنفسنا بقوة ، ذلك عندما نتحرر من شبق الجسد قد يسأل سائل : هل تعني أن الجنس لا قيمة له في الحياة ؟
لا . لست أقصد ذلك . الجنس تتمة للحب وليس الحب تتمة للجنس . الجنس هو الخصب واستمرار الحياة مغضوباً عليه ، وبسبب ذلك نفقد لذة الحب . الزواج أمر مهم لمن لم يتزوج بعد ، ولكن علاقة الزوج والزوجة ، فيها من المقدس والنبل والفروسية ما يجعل حياتهما في ذروة السعادة ، ثم الانجاب والأولاد زينة الحياة الدنيا .
خلقنا لنحب بعضنا بعضاً . هي الحياة كما كانت منذ الأزل وستظل هكذا الى الأبد . ولكن من الضروري أن نجعل هذا الحب وسيلة لغاية كبرى هي أن نبني مجتمعاً حضارياً وراقياً له اخلاقه ومثله العليا ومبادئه السامية والانسانية . لننظر الى فساد الغرب عندما أتاح لأهله التحرر من كل شيء ، ومن دون مساءلة . لقد صدورا إلينا الامراض والمخدرات بأنواعها وصدروا إلينا الإيدز وألخ .. ، ذلك كله بسبب تخليهم عن المبادئ الانسانية والقيم والمثل العليا التي لا تزال تعيمن على مجتمعاتنا العربية ، مع أن بعض شبابنا يمشي على طريق الغربيين في التقليد ، من دون هدف إلا التأثر المبالغ بهم .
علينا أن نمتلك الحنين الى الاطياف والخيال وتعلم الكلام الجميل وخصوصاً في حضرة المرأة التي تخجل ، مهما تكن جريئة من كلام الرجال عن الجنس والتبجح به من دون طائل لو دققنا النظر اليهم في الغرب ، لوجدنا أن الشيطان هو الذي يمتلك أفكارهم .
هل يساورنا الشك ونحن ننظر في أرجاء عالمهم : خطر الحرب في كل مكان . الجريمة الشر بلغا مستوى عالياً جداً . لاحظ جرائم القطاع الشرقي في اوربا ، أنظر الى الاوربيين كيف يعاملون جيرانهم ، العرب ، وأنظر الى مخزون القنابل الذرية والهدروجينية ؟ لقد اصاب العالم جنون ، لأن الشيطان فيه هو الملك ، وهذا السبب من اسباب خلق دول الشر ، وقتل الناس الأبرياء . الوضع الأن تماماً كما توقعت تماماً ، الكتب المقدسة . يتنبأ سفر الرؤيا بوضوح تام بأن الناس سيسعون لاصلاح الأمور ، ولكن بعد فوت الآوان : ففتح بئر الهاوية وصعد دخان من البئر كدخان أتون عظيم فأظلمت الشمس والجو من دخان البشر وفسادهم الأن ، لا شيء يمكن أن يوقف شيطان الشر في العالم إلا الحب ، ولا شيء يوقف العالم في السير قدماً نحو الحساب الأخير إلا الحب . فلنحب بعضنا بعضاً ، ولنكن تحت خيمته وظله أسرى له . وهو أسر جميل من دون شك .
حتى الرؤساء والامراء والملوك والشخصيات الكبيرة يجدون في الحب نجاة من المسؤوليات القاسية التي تحطحنهم على مدار الساعة . هو الحب مرفأ الأمان ، مثلاً هذا السر كان مخبئاً زمناً طويلاً عن الرئيس الاميركي الراحل جون كينيدي الذي اتهم بعلاقة جنسية مع نجمة السينما ماريلين مونرو ، فنرى أنه عاش حباً سرياً مع فتاة اسوجية أصبحت الأن عجوزاً فنشرت جزءاً من رسائله إليها وعرضتها للبيع في مزاد علني موضحة أنها أرادت أن تظهر للناس مدى رومنطيقية الرئيس الاسبق .
قالت جونيلا فون بوست للاذاعة الاسوجية : كان دافئاً وحساساً ورومنطيقياً وظريفاً بشكل لا يتصور ومستمعاً جيداً وجذاباً ومتأملاً .
وتذكر جونيلا أنها التقت بجون كينيدي صيف 1953 في منتجع الريفييرا الفرنسي عندما كان عمرها واحداً وعشرين عاماً قبل شهر من زواج عضو مجلس الشيوخ في ذلك الوقت من جاكلين بوفير ، وقبل سنوات من أن يصبح الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة الاميركية .
وقالت جونيلا فون بوست أنها لم تكن سمعت مطلقاً بكيندي قبل لقائهما ودهشت عندما سمعت منه بعد شهور لاحقة أنه لا يتمكن من التوقف عن التفكير في فتاته الاسيوجية . وكتبت جونيلا عن علاقة العشق التي تضمنت زيارة له الى اسوج في كتاب يحمل اسم الحب جاك في عام 1997 . وقررت أخيراً طرح هذه الرسائل الى العلن .
وكتب هذه الرسائل بخط اليد ، وتحمل توقيع الأفضل جاك و حبيبك جاك وكل الحب جاك وتوثق علاقة استمرت أعواماً .
وكتب جون كينيدي
أفكر لو استقللت مركباً وأبحرت حول المتوسط اسبوعين معك كملاح فماذا تفكرين ؟

د. فراس الفهداوي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق