أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

قراءه أولية لقصيدة ( تحتَ غيماتِ السماءِ ) للشاعر المبدع احمد البياتي ........بقلم ناظم ناصر/// العراق




احمد البياتي شاعر و أديب وصحفي انسان تتمثل البساطة والتواضع في شخصه
محياه مبتسم وهو يسعى للخير دائما عندما تقراء كلماته تجدها تدل عليه فهو نفس كلماته وعندما ترها تجده يشير الى كلماته فهو بكل دقة كلماته البسيطة والرقيقة ومعانيه التي يذهب اليها عبر طريق من العذوبة يكلله الجمال كبهاء القمر في الليلي الصيفية عندما يداعب النسيم الزهور ليحمل شذى العطر معه ليلامس وجه الماء برقة تم يمر على أغصان الشجر ليدعبها ذاهب الى خيال بعيد يلامس أفق الابداع
والقصيدة التي سنتناولها في هذا المقال كمتذوقين للشعر هي قصيدة ( تحتَ غيماتِ السماءِ )
ها هو البحر زرقة تمتد في مسافة متناهية تلتقي زرقة السماء في خط الأفق وشمس الأصيل بدأت تلوح بمناديل الوداع على صفحة الماء الرقراق وذهب الى بعيد هناك وبدا الليل يتهياء للانقضاض على بقايا النهار متسللا الى أوكاره وهاهي الذكره تفترش الوقت مهدهد تعب النهار الذي ذهب في الغياب ولن يعود مرة أخرى الا في الذكريات والشاعر الذي أمضى مسافة الوقت في النهار يحمل همومه وهموم الناس والوطن بدأت ذكرته تتفتح كزهرة من شقاء فهذه الأم المنحنية على طفلها تحاول أن تمنحه بهاء الحرية الذي تنسمت عبيرها من بعيد رغم أن الوهم تركها خلف السراب لكن تحاول أن تمنحه وليدها أمل لعل الوهم يصبح حقيقة بدموع عينيها التي تكونت من الألم تحاول أن تضيء عتمت الليل
والشاعر أبدع في هذا المقطع أيما أبداع فالبحر يسحب رداء النهار فالبحر هو البحر والنهار هو البحر الذي نغرق بهمومه وأحزانه وأفراحه القليلة أن وجدت مشغولين دائما لا ننتبه حتى لا نفسنا
البحرُ يسحبُ رداءَ النهارِ من أطرافهِ
الليلُ ينسلُ متثاقلاً إلى أوكارهِ
أبصرت الذاكرة تحملُنا على الأكتاف
الأمُ منحنيةٌ على طِفلها النائمِ
تمنحهُ قُبلةَ الحريةِ لتطردَ النعاسَ عنهُ
بالدموعِ عيناها فائضتان
ويطلق الشاعر نداه يا جذوة الروح أيها الشعاع المتوقد في داخلنا الى متى نحلم بالمستحيل ومزارعنا التي أصبحت جدباء الأرض التي أتعبتها الأيام وخطوات البؤس المتثاقلة عليها والقتل الذي ستباح الأرواح والسماء التي تموت حين نحلم بالحرية مقيدين اليدين مكممين الفم فكيف بالحرية نحلم وأحلامنا مهدورة الدم
أيُّها الشعاعُ المتقد في أرواحنا
المزارعُ الملساء مابينَ المدِ والجزِر تنبضُ
أستفزنا البؤس 00 نحنُ نقتلُ
تموت السماء حينَ نحلمُ بالحريةِ

وهذا أملي وردة بيضاء من البؤسَ والشقاء تعاني وتعاني أيها الحزن الذي يملاء القلوب وخيم على الوطن أيها الثوب الموحش متى تمزقك صرخات الوطن ومتى تخترقين جدار الهم يا صرخات البؤساء ومتى أرك يا ليلتي البيضاء ويا فجري النقي ومتى نستقبل ربيعنا ببهجته وألوانه بدون نحيب
الوردةُ البيضاء تعاني البؤسَ والشقاءَ
الرداءُ الأسود يسمعُ صرخاتِ الوطنِ الصماء
الليلةُ البيضاء في منتصف الطريق
تستقبلُ الربيعَ من دونِ نحيبٍ
رغم الحواجز المتكدسة على الأغصان حتى لا تنموا وعلى الأهداب حتى لا تزور الأحلام العيون رغم قسوة الكذب المكدس بالكلام والكاذب يبتسم ككلب يلهث يحاول أن يخدع الخديعة نفسها مرتديا ثوب البراءة نحن سائرون تحت غيمات السماء الأغنيةُ تسمعُ صرخاتنا , أغنية الفجر , فجرنا القادم الذي لاح شراعه وسيتفجر حمما كغضبنا الذي سينطق مع الفجر وسيهدر ويتدفق كالسيول نحن الذين لا نملك سوى كلماتنا والنقاء وحب الوطن
رغمَ الحواجزِ المتكدسةِ على الأغصانِ
سائرون تحتَ غيماتِ السماء
الأغنيةُ تسمعُ صرخاتنا
تهبطُ بسلامٍ
لاحَ شراعُ الفجرِ
تفجرَ حمماً يشكو الفصولَ الظمأى
كُلّ ثانيةٍ ، كُلّ دقيقةٍ
تذكرنا بوعورةِ الطريقِ
سيظلُّ حبُّ الوطنِ في قلوبنا نقياً

وهكذا سافرنا مع الشاعر القدير احمد البياتي في قصيدته تحت غيمات السماء فكانت موهبته الشعرية الفريد تجسيدا للنظرية التي تقول أن الشعر طريق للحياة فكانت كلماته في غاية الوجدانية و الاحساس بما يدور حوله من هموم الوطن الذي حملها على عاتقه وعاش إحساسه معاناة الناس وصور تلك المعاناة بدقة عالية لتمكنه من لغته وصياغته لمفرداته وجعلها ترسم صورا روعة في الوصف بحيث دلت على معانيها وأعطاها بعدا أخر يسمح للمتلقي أن يفتح خياله نحو أفاق واسعة فهو رسم له الطريق والقصيدة بمجملها تمثل مسيرة الحياة بكل تفاصيلها
النص
( تحتَ غيماتِ السماءِ )
البحرُ يسحبُ رداءَ النهارِ من أطرافهِ
الليلُ ينسلُ متثاقلاً إلى أوكارهِ
أبصرت الذاكرة تحملُنا على الأكتاف
الأمُ منحنيةٌ على طِفلها النائمِ
تمنحهُ قُبلةَ الحريةِ لتطردَ النعاسَ عنهُ
بالدموعِ عيناها فائضتان
أيُّها الشعاعُ المتقد في أرواحنا
المزارعُ الملساء مابينَ المدِ والجزِر تنبضُ
أستفزنا البؤس 00 نحنُ نقتلُ
تموت السماء حينَ نحلمُ بالحريةِ
الوردةُ البيضاء تعاني البؤسَ والشقاءَ
الرداءُ الأسود يسمعُ صرخاتِ الوطنِ الصماء
الليلةُ البيضاء في منتصف الطريق
تستقبلُ الربيعَ من دونِ نحيبٍ
رغمَ الحواجزِ المتكدسةِ على الأغصانِ
سائرون تحتَ غيماتِ السماء
الأغنيةُ تسمعُ صرخاتنا
تهبطُ بسلامٍ
لاحَ شراعُ الفجرِ
تفجرَ حمماً يشكو الفصولَ الظمأى
كُلّ ثانيةٍ ، كُلّ دقيقةٍ
تذكرنا بوعورةِ الطريقِ
سيظلُّ حبُّ الوطنِ في قلوبنا نقياً

30\9\2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق