أبحث عن موضوع

الاثنين، 2 يونيو 2014

طيور الفجر.............. بقلم الاديبة خديجة السعدي / العراق



هل بدأتُ أحلم؟ لم أسمع زقزقة عصافيرٍ بل هديل حمامتين.
بقيتُ حتى ساعةٍ متأخرةٍ من الليل أناجي طيفَهُ البعيد. أثقلَ النعاس جفنيّ لكن الأمل بلقائه جعلني انتظر.
يأستُ من النوم وصعدتُ ببطءٍ شديد إلى سطحِ الدارِ. كان الليلُ يحملُ بين ثناياه أشياء كثيرة.
لم يأسرني شيء في تلكَ الليلة سوى الضوء البعيد وسكون الأشياء وعتمة سطح الدار إلى أن بدا ذلك الضوء يقترب وينتشر بسرعة كبيرة، ثم تجمّعَ وتكوّر ليُشكل عيني أُمي. ربما جاءتا لتبددا الحلكة القاتمة! قلتُ لنفسي، وأنا أتابع انبثاق وانتشار النور من الظلام، بأن الحياة في خلقٍ دائم.
بعد قليل تحرّكَ ظلامٌ دامسٌ واقترب جسمان من بعضهما، ثم شرعتْ أجسامٌ صغيرة بالقتراب لتُشكلّ عالماً آخر جديداً أكثر تجانساً من غيره من عوالمي الكثيرة.
مددتُ يدَيَّ على اتِّساعهما ورفعتهما إلى أعلى ، ثم أخذتُ أحرِّكهما حركاتٍ دائريّة. ازدادت سرعةُ تنفُّسي وارتفعَ نبضُ قلبي. تراجعتُ خطواتٍ قليلةٍ ووضعتُ رأسي على وسادتي محاولةً النوم لكن دون جدوى.
مرّتْ دقائق عصيبة ومُنهكة لكن حيرتي تبددتْ. بدأتْ خيوطُ الشمسِ تتسرّبُ إلى غرفتي من النافذةِ المفتوحة وحطّتَ حمامةٌ بريّة على حافتها. رفعتُ جسدي وجلستُ أُراقبها بهدوء.
مكثتْ قليلاً ثمّ طارت مع أخرى كانت قد حطّتء بالقربِ منها إلى جهة الشرق. سارعتُ لاحضار بعض حبات القمح وإناء ماء صغير وانتظرتُ عودتهما.
حمامتان وديعتان من طيور الفجرِ.
لم أكن أحلم. صرتُ أسمعُ هديلهما كلما اقتربتُ من النافذة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق