أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 13 مايو 2014

طفل الشوارع.............. بقلم الشاعر حسين فتح الله / تونس



طفل الشوارع
بدائيّ في أدغال الطبيعة
يحْترفُ مهارة البقاء
بين المخالب و الأنياب
لكسْر قانون الانتقاء
انه صامد على الهامش
قانع بمُلاعبة القدر
دائم الصمت
ثاقب النّظر
يتصيّدُ الرغيف عند الغفلة
على شفتيْه نداء استغاثة
وسط الزّحام
و بالعينين صُراخ المهْدِ
أيا أمّاه
لما قطعت حبْل السرّة
و رحلت في سُكون
و يُواصل تمْشيطه المعْهُود
من غير قناع و لا تكلّف
للحفاظ على مُعادلة الأدوار
دون حيْرة أو سؤال
عن الفوارق و الألوان
عن الخلاص بالبطاقة
و عن التّداين
و عن الإعفاء و المجان
كل الوسائل عنده مُباحة
مُقابل القناعة التي على وجْهه
مُقابل القناع الذي على وجْه الآخرين
و يسْقطُ على قارعة الطريق
و لا تسْقطُ أقنعة الأنانية
من على وجوه الذين يُشبهُونه
باسْم الإنسانية
انه على وجْهه يتقيّا
بقايا عشاء
تكرّمت به القمامة
انه صناعة محلية
صنعتْها أيادينا
و تبرّأنا منها
لعُيوب ميتافيزيقية

حسين فتح الله / تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق