أبحث عن موضوع

الأربعاء، 30 أبريل 2014

قصائد صغيرة ............... بقلم الشاعرة خديجة السعدي / العراق




الرقص الأبديّ
أترنّح، كما الأشياءُ كلُّها،
في رقصة أبدية؛
أرى الأعماق تهمس منتشيةً،
أرى الأحياء والأموات
يتمايلون في طيفٍ شفيف.
كالسكرى،
ترقص الأشياء من حولي
في هيام،
وتملؤني رغبة في البكاء.

هو ذا جسدي ينبض بالرغبة؛
هي ذي سمائي تتلألأ بالنجوم..
وبين الجسد والنجوم،
تهيم أحلامي طوال الليل.

أعرف أني جئتُ متأخرة.
بلهفةٍ بحثتُ عنك..
وحينما لم أجدك،
راقصتُ طيفك في حلم.

لهفة
كلَّ يوم،
يُخيّل لي أنك تطرق بابي.
أرى شفتيكَ تشرقان كما دائماً؛
أرى عينيكَ تومضان،
فأغمض عينيّ كي لا تغيب:
آهٍ، كم صرنا بعيدين!

أعانقك حتى يؤلمنا العناق،
وكطفلةٍ
أجرّك من يديك إلى الداخل.
نجلس عند النافذة؛
أحدّثك عن أشياء تافهةٍ وأخبار،
أناملي تعانق رعشةَ يديك،
وعيناك تتلقفان الكلام من فمي.

آه، كم صرنا بعيدين!
يالَلهفتكَ! يالَلهفتي!

كلَّ يوم،
يُخيّل لي أنك تطرق بابي،
لكني لا أجد غير العتبة الكئيبة في الخارج
حين أفتح الباب.

حُبّ
رغبةٌ أبدية تشدّني
إليك:
هكذا أدركتُ نفسي
منذ الوهلة الأولى؛
وأدركتُ أيضاً
أنّ الحياة تجدّد نفسها،
كلَّ مرّة،
على نحو أجمل.

في زمن العناق الذي لا يوصف،
غرقنا في السكون، وعُدنا
لنتمّم حكاية البدء.
سلاماً، أيها الفرح.
شروق أزليّ

في الدياجيرِ،
وفي وضحِ النهار؛
في الأزمنةِ الغابرة،
أو ربما بعد دهور،
هكذا أنتِ
نبضاً حيّاً تشرقين،
أبهج من قوس قزح،
وأطول عمراً من الخليقة.
حكيمة كالآلهة،
عفيفة كالشمس..
أنتِ، منكِ وإليكِ،
تخوضين في الأفقِ البعيد
وهجاً لا تخبو معالمه،
نقشاً على جبينٍ لا ينام.

إشراقة عاشقين
كشمسين نشرقُ،
أنا وأنتَ
نغوص في الأعماق
بأجنحة من نور
زاهيين كالفرح
ليزداد حضورنا ألقاً.
أتوسّدكَ
وأغفو إغفاءة عاشقة
في حضنِ
من تحبّ
نضيء كما الثريا؛
وفي رحى الكون،
على إيقاعِ ألحانٍ شجيّة
ندور.

إلهام
ليلٌ
ومحطات سفر؛
قصيدة شعرٍ لا تنتهي..
وكاليقينِ
أعرف أنكَ مُلهمي.

عناق
صلدةً كانت الصخور؛
لم تذعن للريح،
ولا لضرب المعاول.
لكن الشجرة الكبيرة تلك
تعرف أن الصخور صامدة هناك
لتبدو هي أبهى
وأكثر متعة.
جميلاً كان العناق؛
جميلةً كانت ابتسامة الراعي.

لن أهتمّ، بعد الآن، بأموري الشخصية؛
لن أكتب عن آلامي؛
لن أرسم حدوداً
وجوازات سفر..
فكلّ شيء قصيدة!

حرّية
حلم الأمس عاد من الظلام،
مبدّداً يأس السنين.
همس في أذني لحناً،
فانطلقتُ
وعبرت الجوَّ أشدو:
لقد أصبحت حرّةْ
كالنسيم.
إنها ومضات كونٍ
في كياني
خلقتني من جديد:
إنني الآن طليقةْ.

السعادة
هي حين ينفجر الليل قصائدَ،
والينابيعُ مرايا؛
حينما تنساب نسمةٌ
فوق زهور الأقحوان،
وتتعانق نجمتان،
وترتمي في حضني فراشة.
هي حين تهتزّ أوراق الشجر،
وتتعالى الأغنيات.
هي كلّ شيء، كلّ شيء..
كلّ شيء حين نصغي.
........................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق