أبحث عن موضوع

الجمعة، 19 مايو 2023

ديوان " دمع الزنابق " للشاعرة اللبنانية " جميلة حمود "....قراءة للكاتب والناقد القدير قاسم ماضي



ديوان " دمع الزنابق " للشاعرة اللبنانية " جميلة حمود " محاولة لكسر الصورة النمطية المعتادة لدى بعض الشعراء .

صدر للشاعرة اللبنانية " جميلة حمود " مجموعتها الشعرية المعنونة " دمع الزنابق " عن دار نشر " ألأمير " للثقافة والفنون " وهي من القطع المتوسط ، وتقع في 208 صفحة ، ويضم الديوان 78 قصيدة .وقدم لهذا الديوان الناقد والدكتور العراقي " ناظم حمد السويداوي "
يقول " مولير " انني لست هرما ً موضوعيا ً ، لكنني قد أصبح كذلك قريبا " وهناك ماهو أخطر من الاوجاع الجسدية ، ألا وهو ان أرى موهبتي الشعرية المعجبة ، ووضوح أفكاري ، وقوة رجائي التي تشكل في الواقع رأسمالي ، تهترئ ، و تأفل ،و تتلاشى في هذا الوجود الرهيب المليئ بالهزات .
شاعرتنا تحسب كل الحسابات ومنها الفلسفية التي إتكأت عليها لتدخل هذا الميدان الصعب وهي تعيش في هذا الواقع الرأسمالي الذي تحدّث عنه الفليسوف " مولير " بهذه الأسطر لتضعها في هذه الحسابات ، وهي رافضة كل النُظم المتعارف عليها مؤكدة ومن خلال قصائدها التي ضمتها في هذا الديوان وهي منطلقة من خصوصيتها التي جعلت منها مختلفة عن الآخر ، قائلة " فلا اتكأت على العناوين الحاملة للنصوص ، ولا وضعت طعماً لأصطياد القارئ ، حاولت فقط كسر الصورة النمطية المتوقعة ، وأرجو أن قد وفقت " ص7 وهي مقدمة كتبتها الشاعرة .
وهي بهذا ومن خلال موضوعاتها المختلفة تريد أن تقول للقارئ العربي أو للشاعر العربي أنني تلك الأنثى التي وضعت في حساباتها المختلفة كل ما تريده برؤية مختلفة ، حتى أطلقت تلك الفلسفة من نظرية " النفري " كلما أتسعت الرؤية ضاقت العبارة " راسمة حروفها من حصتها التي أخذتها من الحروف ، فتبللت من ثقوب ذاكرتي المنتمية إلى اللا زمن ، فنشقتُ بعضاً مني ، بل كلي ، وما اتبعت النظم المتعارف عليها ، فلا أتكأت على العناوين الحاملة للنصوص .
أنا من تسولت الأمل
من باب ِ المحبين
لكن ظلي بات قصيرا
فكل الكائنات
تتناسل
وانا قابضة َ
على حلمي القديم ص26
مشكلة حروفها كل ما يطوف بمخيلتها من مدى ، ما بين رؤى المتصوفة الروحية الرحبة بالمطلق ، إلى حدود الإيروتيكية التي عرت الإبداع من آخر ستر ٍ لجمال التخيل والإيقاع الدرامي .هذه الشعرية التي صاغتها أخذت منها الكثير كي ترسم ملامح تجربتها الحية في هذا الإغتراب الذي كان معينها الأول والأخير،
ولا يزال بداخلي نور
يكسو كل النجوم الآفلة ص187
وهنا يؤكد الناقد العراقي الدكتور " السويداوي " حين يقول وبكل جرأة أن كل من يقرأ لهذه الشاعرة يجدها "مرهفة الحس لجمالية التعبير الذي يصل إلى كل المريدين بلغة عالية ، ويبدو ثيمة الخيال كانت حاضرة ، على انها تعويض واع لشيء ما يجول في الذاكرة ، وهذا الذي يدعونا ان نقلب النص مرات ومرات وصولا إلى المبتغى الذي تريد شاعرتنا ان تصل إاليه ، ص9
حروفي مغلولة اليد
إلى عنق
الجفاف ص15
فالشاعرة اللبنانية " حمود " تعرف ما يدور في أعماقها وهي تكتب قصيدتها بكل ما تحمله من هموم هذه الحياة ، وفي كل مفردة من مفرداتها هي صياغة لعالم أسسته وانطلقت منه لتكون شاهدة على عصرها ، ومفرداتها تثبت لنا وللقارئ أنها ضحية هذا العالم المشّوه ، ولهذا درست الأديان والعلوم والتاريخ ، وهي موضع فخر في عصرنا هذا لما كتبته وعبرت عنه ضمن رؤية فلسفية ولغة معبرة ، وكل قصيدة من قصائدها تمثل فكرة كاملة ، وتتكون قصائدها الصغار والكبار من ترتيب عدة صور شعرية ، أنها تعيش التجربة في إغتراب حقيقي عن المفردات والطقوس والتفاصيل ، وكل محاولاتها مستمرة من أجل أن تجد لنفسها مكانا تبحث عنه .
إذا لم تجد شيئاً
تفعله
فسوف تُصبح شاعرا ً
أقول لكم سرا
لا تكتبوا شعراُ أو نثرا ص21
وهي تهدف بكل قصائدها بالوضوح وتفصيلها وفق منطومة شعرية مخطط لها ، وبعيدة كل البعد عن الإستهلال التقليدي الذي خطه البعض من الشعراء التقليديين ، وهي تسعى للتعبير في كل قصائدها وان تحولّها إلى وحدة متكاملة في موضوعها التي تريد الإنطلاق منها ، وان صورها كما يقال عنها هي تعبير مغلق ، لكنها تنفتح على جميع الصور التي لها علاقة بإرث الشاعرة ،فهي تحط على المعنى فأنها تسيّجه بسياج عاطفي .
بوصلتي
تقودني
ملامح الصمت ص11
في ديوانها المعنون " دمع الزنابق نجد " خيالأ خصبا ً ، واستعارات نابضة بالحياة ، وهي توجه الكثير من الأسئلة للقارئ العربي عن موضوعات يمر بها ومنها ضيق افقه وتعصبه وكذلك ضعفه الذي يمر به ، وهي تضع وجهة نظرها السياسية والاجتماعية التي من خلالها توجه النقد لأبناء جلدتها .وكذلك تطالب أصحاب اللُحى وهم يثرثورن في محافلهم وحججهم السخيفة التي اوصلتنا إلى ما نحن عليه .
تراهم في الخُطب
والتصريحات نسورا ً
ومصيرهم
إما في السجن
أو في الجحور
كالجرا ذين ص195
بقى ان نذكر ان الشاعرة حاصلة على شهادة الماجستير في التاريخ من الجامعة اليسوعية من ديترويت – ميشغين ، اجازة في التاريخ من جامعة ميشغين ، أدب لغة –فنون سينما ومسرح من جامعة ميشغين ، وهي شاعرة وناقدة لعدة كتب بالعربية والانكليزية ، ولديها مجموعة شعرية بعنوان " رفيف الذاكرة " طبعت في سوريا عام 2018

قاسم ماضي – ديترويت
 






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق