أبحث عن موضوع

الجمعة، 22 سبتمبر 2023

وطني ............ بقلم : الكعبي الكعبي ستار // العراق




وطني
أنتَ أنتَ العراقُ
في كفِّكَ أفئدةُ العشقِ
يتبينُ منها خيطُ الفجرِ
من أضدادِ رؤاكَ كانَ ارتعاشُ العقلِ
مدَّ جناحَهُ في أفقِ الصيرورةِ
وتفيَّأتِ الشمسُ بظلِّهِ
بَصْمَتُهُ عليٌّ
منتهاهُ حسينُ
يتنفَّسُ مهديَّهُ صبحَ مساءَ
وطني
يسعُ الكونَ برمَّتِهِ
لا يبخلْ
في البسطِ يداهُ
خطَّ أوَّلَ حرفٍ
ألْوَاحُ الطينِ قرطاسُهُ
تنثرُ عشتارُ بيادرَها
بجرادٍ بدويٍّ تزحفُ الصحراءُ
وجهتُها غاباتُ البرديِّ
يتصدى جلجامشُ
يندلقُ الخلودُ
من فمِ المعنى
تحكي شهرزادُ
ألفَ ليلةِ عرسٍ
يسخرُ من قهقهةِ الطامعينَ
دبكةُ مزمارٍ مازالتْ ترانيمُهُ
كم تناغي (الريلَ)
في جوفِ رحيلٍ تسكنُهُ الجَّانُ
وطني
مَنْ أكونُ أنا
الموجوداتُ لها صيرورتُها
أبحثُ عن كينونتي...عن ذاتي...وحقيقتي
أدَّعي المعرفةَ
أحترقُ
في الماضي والحاضرِ
آهِ بعدَ عناءٍ وجدتُ الحقيقةَ في داخلي
لا تبردُ نارُ العشقِ
ومشيمةُ فيضِهِ لا تنقطعُ
بطهرِ طلاسمِهِ أغتسلُ
أتقي سحرَ هاروتَ وماروتَ
إنَّها تعويذةُ فاطمةَ
وطني
ما عادَ الإنسانُ في أحسنِ تقويمٍ
جسَّرَ مأساتَهُ تيهاً
غازلَهُ الرحيلُ
يغفو في السهدِ
يحكي قصَّتَهُ غرابٌ
كيف يواري جثةَ هابيلَ
ما بينَ الرميمِ
يبحثُ عن يدٍ جذَّاءَ
لتُعيدَ صياغةَ ألْواحِهِ الطينيةِ
تلكَ أزقةُ الموتِ
وطني
سبعُ سنابلَ خُضْرٍ
يوسفُ أينَ أنتَ
في السماءِ هلالُ الحصادِ
منجلٌ في يديهِ
واللصوصُ على ابوابِ البيادرِ
ساسةُ العهرِ
مزَّقوا ثوبي
لا أدري ما أطمعَهمْ بهِ
خاطَهُ البؤسُ
وقماشُهُ مستوردٌ من مزبلةٍ
النوارسُ قد هجرتْ كلَّ مضايفِ القصبِ
وصريرُ الأبوابِ صدى ترحالِها
لا تقاومُ ريحُ ابنِ باعورا
(العثَّةُ) قد نخرتْها
وطني
الجنونُ
فلسفةٌ لا تنتهي
تبحثُ عن بهلولِها
في مطبَّاتِ طريقٍ غيرِ مُعبَّدٍ
دميةٌ هو ذاكَ حصانُهُ يعبثُ في هارونَ
لا ينكسرُ سيفُهُ الخشبيُّ
بصهيلٍ يبدو للسامعِ أحمقَ
أخرسَ الضوضاءَ
عيناهُ مُفتَّحةٌ
لا ينامُ
وطني
باللونِ الرماديِّ فيكَ الأشياءُ
يزحفُ اليقينُ كما السلحفاةُ
لا أطوفُ أنا حولَ الأصنامِ
قيمتي في انتمائي
أسقي كلَّ حقولِ الرؤى
وبأكفانِ الجوعِ أُراقِصُ الموتَ
لا تبكي...بكاؤكَ يفقأُ عينَ الشمسِ
إقفلْ بابَكَ بوجهِ السُّراقِ
مراتٌ ومراتٌ تُوقِفُ قلبَكَ طائشاتُ الرصاصِ
حيٌّ لا يموتُ
عادَ مُجدَّداً يقرعُ أجراسَ الحياةِ
رغمَ تعاريجِ الزمنِ
قد تدلَّتْ من وجنتيكَ
لكنْ
أحلامُ الغرباءِ تلوذُ برافديكَ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق