أبحث عن موضوع

الاثنين، 28 نوفمبر 2022

تباشير النضج.............. بقلم : علي ابوالهيل سعودي// العراق





ونحن نعيش شطح الحديث عن طول هذا وقصر ذاك دائبين على ذلك كلّ يوم ، عاكفين على نقدهم باستخفاف لنثير اشمئزاز بعضهم من بعض لايستوقفنا الموت الذي غدا جزءًا من مشهدنا اليومي حتى جُرد من رهبته .
إنه لواقع يعرفه الملأ وعلى الوعي التعايش مع اقترابه وعلى النفوس انتظار جلاله ليستسلم له كلّ منا وإن كان فارسًا استقام على سرجه
ولابدّ أن تلوح تباشير نضجنا حيث شواهد قبور أولئك الذين ينتسبون إلى زمنٍ يكشف لنا عن كثرة مَنْ ماتوا بغتة دون إمهال
فها هنا الذي كان شعلة فهمٍ ، سليل بيت علم ، شاحبا ينبثق نور الإيمان من شحوبه ، أهيفَ رقيق الحال ، لطيف المعاني مبجلًا بين الناس .
وهنا فصيح الخطاب ، ألمعي الجواب ، إذا ما انتدب إلى مهمة حلّها ونشاطه لا يعرف الكلل فكان فاعلًا في إطار مجتمعه .
وهناك الطامع في دنياه الراغب في جمع متعلقاته فكان نتاج قصر نظره أن فقد روحه قبل أن يتمكن من تحقيق رغباته...
وهنالك الذي لاقى في نفسه بعضا من القوة فتجبر ولم يومض به شعاع من التفكير ولا يعبأ بحدود فكان عبئًا كلف المجتمع جهدا وبعد حملقاتنا الحائرة لاشك أن يُلقى في روعنا أننا مخطئون حين نقف مخطوفي الأنفاس ونحن نمعن النظر إلى محالٍ نرهب المجيء إليها وهي تنتظرنا يصدح فيها صوت العقل وتخرس أصوات الرغائب على إختلاف أنواعها وسيُكشفُ فيها ما نتوجس كشفه ولن يكن بمقدورنا أننا سننكر غاضبين أيّ ذنبٍ إرتكبناه إذا ما سُئلنا عنه وسنقرأ في عنوانات صحائفنا لحظات ماضية بدءًا من ثرثرتنا الأولى التي نعتقد أن تبعاتها تجاوزت زمنها أو أنها غير جديرة بالتسجيل.
إذن لنفكر بعمق ولنندم على ما اقترفنا من آثام ولنتراجع عن الإصرار على الأخطاء ولنصلحها أو لنستغفر قبل إنقضاء اللحظة . فالعاقل مَنْ دان نفسه قبل أن يُحاسب .
ونحن نؤمن أن باب التوبة مشرع . فلنهيئ أنفسنا إلى محط رحالنا الأخير ولنزرع مثلًا إنسانية قيّمة في مزرعة الاخرة لنتمتع بوضعٍ مائزٍ في الحياة الأبدية قبل أن نكون مهمومين بالتفكير بالطرد من رحمة الله والبحث عن حبل نجاة يتكرم علينا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق