أبحث عن موضوع

الجمعة، 1 يوليو 2022

حب....وحرب/■الجزء الأول ى / رواية .......... بقلم : سامي السعود// العراق



● المشهد الثاني...
صباح جميل ..... مشمس يعيدني إلى ذكريات جميلة محفورة في القلب ، وأحرفي هذه مغموسة بالدم وريشتي
تنقش اجمل الكلمات على ذاك الجدار جدار الصمت
انها شخوطات مسلوبة وكلمات مطوقة وافوه ملجومة ... واحلام مهجورة وكوابيس مقلقة تراودني كل يوم تارة أجد ذاتي مطوق بأسلاك
شائكة وتارة تزورني أرواح طيبة جميلة وآخرها كابوس تلك الفتاة شام التي حاورتني كثيرااااا ولم تترك لي مجالا للنجاة،
إنها زوبعة سقطت من رحم المأساة التي نعيشها كل يوم....... شام..... في حين وجدتها تجادلني والحزن يطوقها والخوف والهلع يلفها ودموعها تنساب من مأقيها ....
شام تلك الياسمينة التي تعطر شرفات دمشق والابتسامة كانت لاتفارقهااااااا ،
إنها أفكار وهواجس اصابتني وانا منطلق سيراااا على أقدامي.
#صدفة وجدت نفسي امام مقهى صغير تديره صديقة لي ميسون .....
تلك المرأة تفاجأت بوجودي في تلك المنطقة واصابها الاستغراب!
ميسون امرأة قوية ونمرودة وتفهم بكل القضاياااااا هكذا هي تقول؟
استقبلتني بشغف وفرحة عارمة.....
اهلا بك استاذ شرفتنا والله زمان
اين انت.... ماهي اخبارك قل تكلم ،
قلت لها : لك كل التحايا ميسون ربما مايجري من أحداث ووجع رأس قد ابعدني قليلا عنك وبالتالي لا استغني عنك صديقتي الغالية أنت في القلب.
تبسمت ميسون وقالت تفضل أجلس ماذا أقدم لك أيها الصحفي الكبير أنت والله تستحق كل شيئ جميل قل شاي ام فنجان قهوة ...
قلت لها الأن شاي وبعد قليل قهوة وبعدهااااا شاي.....
ضحكت وقالت أنت تأمر.... اجلب طلبك ومن ثم نجلس نتحدث .... قلت لها وهو كذلك .
فتحت محفظتي وسحبت دفتري وقلمي وكتبت... ارشف فنجان قهوتي ودموعي سكرهاااااا والقلب يعتصر الخوف يرافقني اشباح تطاردني ومازال هناك أمل ومازالت الورود البيضاء تحمل كل معاني وأطياف الحياة أنه يوم ليس كباقي الأيام ربما هناك شيئ جميل ينتظرني ربما لا اعلم.
:
صوت سمعته قادم وميسون ترحب بشخص وهو مازال خارج المقهى سمعتها تقول حمدا لله على سلامتك تفضل تفضل .....
نهضت مسرعا وإذا الوجه بالوجه
انه حبيبي وصديقي عارف.... سلمت عليه بحرارة وغمرته ودموع عينيه تسيل. ....
قلت له لا تبك اجلس حدثني متى خرجت من المعتقل .... ؟
ولماذا تم اعتقالك؟
ماهو الجرم الذي عملته وأنت إنسان تحمل كل أطياف الإنسانية. ....
قال: قليلا من الراحة...احتاج وكثيرا من الهدوء حتى استطيع البوح ....
قلت له لك ذلك....
ميسون لو سمحت فنجان من القهوة لصديقنا عارف .... قالت بعيوني لحظة امهلوني،
قلت له قل لي تكلم كيف .... ولماذا. .... ومتى خرجت من السجن ؟
قال: اه...ماذا أقول لقد وضعت نفسي في مكان لا أحمد عليه
في يوم كذااااا كنت في محل بيع الورود الذي هو محلي جاء رجل ومعه فتاة هذه الفتاة أعرفها واعرف أهلها تفاجأت بوجودها ولكن يبدوا كانت مرغمة ومجبرة ان تكون مع ذاك الرجل ، وشعرت من نظراتها أنها تحتاج إلى مساعدتي.... فعندما سألتها ماذا تفعلين هنا وهل أهلك يعلمون بك انك في هذه المنطقة حاولت الكلام إلا ان هذا الرجل الاربعيني قاطعها قائلااااا
موجها كلامه لي ماعلاقتك أنت فيها ولماذا تتدخل بأمر ليس لك علاقة به.... وأضاف عارف أصبح الكلام ملاسنة بيننا حتى وصل للضرب واجتمعت الناس في محلي وفي هذه الأثناء تلك الفتاة هربت واختفت وكم حمدت الله على ذلك....
قلت له اكمل : قال ذهب ذاك الرجل وغاب أكثر من ساعة ومن ثم جاء ومعه دورية لا أعلم لأي جهة فقط ضربوني امام المارة وطمشو عيوني وساقوني ك الخاروف الذي ينتظر ساعة نحره وموته. ...
قلت له وبعد....
قال ثلاثة أشهر وانا تحت الضرب والتعذيب دون ان ارتكب اي جريمة .... ثم تساءل لماذا يقتلوني بكراهية وحقد ضربا بالسياط والعصي ومن هم هؤلاء ماكنت اعلم...
في هذه الأثناء من سرد عارف قصته ميسون تقف بجانبي واضعة يدها على طرف الكرسي ويدها الأخرى على كتفي صامته
فقط عيناها أصابهم بلل قليل وعلامات التعجب والدهشة رسمت على وجهها!!!!!!!!
قاطعتني ميسون قائلة استاذ نكمل حديثنا في البيت فهناك شلة منذ لحظة دخلت هنا وانا قلبي غير مطمئن لهم ربما يسرقون السمع ربما.....
قلت لها نعم نكمل في البيت. ...
قاطعني عارف وقال اليوم نسهر في بيتي وأدعو الاصدقاء والصديقات لهذه المناسبة وفرحة خروجي من السجن....نحتفل قليلاااااا
نظرت إلى ميسون من طرف آخر من المقهى رأيتها تقبل وتعانق صديقتنا تالا خطيبة عارف ....
قلت... افرح ياسيدي هذه تالا قد وصلت .... وقف عارف مذهولا وتقدم بخطوات مسرعة غمر خطيبته وهو يبكي وامتزجت دموعهم ببعض....
قلت لهم مهلا ياسادة أصبح منظرنا هنا لا نحسد عليه نجلس قليلااااا ونتحدث.....
للعلم تالا فتاة من حمص طالبة جامعية سنة ثالثة حقوق تحمل كل صفات الجمال والروعة صاحبة نكتة جميلة كيف لا وهي من حمص العدية المشهورة بأجمل الكلمات والضحكات وعيد الأربعاء ....
جلس عارف وبجانبه تالا حبيبته
وانا وميسون ننظر. ...
قالت له: اشتقت اليك حبيبي تتكلم وتبتسم وتبكي في آن واحد ويدها تغمر يد عارف بحنان وشوق.
قال لها: وانا اشتقت لك اكثر حبيبتي ....
قالت له : كم أصابني الإحباط وأنت بعيد عني ولازمني الأسى واحاط بكل جوانبي الخوف والقهر.... وأنا الان لا أصدق نفسي انك حر وخرجت من السجن...
عارف اجابها: أنها شدة وتزول والقادم أن شاء الله اجمل ولا أريدك حبيبتي ان تفكري بهذا الموضوع الذي يؤلم قلبي...
قاطعت ميسون كلامهم وقالت هياااا اذهبوا إلى البيت نحن خلفكم قادمين وقد دعوت ايضااا عائدة.... واحمد... ومروة وسعيد
وايضاااا دعوت شام... وحبيبتك استاذ سامي رشااااااا.....
قلت لها وانا ابتسم هل أنت جادة في كلامك ....
قالت نعم واقسم ان الجميع قادم ....
قلت لها كيف ؟؟؟؟ ربما تأخرنا في السهرة كيف يذهبن إلى السكن الجامعي ...وكيف تذهب شام إلى منزلها .؟
قالت ولا يهمك استاذ كل شيئ مدروس ومحسوب له حساب
بيتي لا يبعد عن بيت عارف سوى 20 متر جميع الصبايا في ضيافتي بعد السهرة وانتم الرجال تبقوا في بيت عارف حتى الصباح ....
قلت لها وشام كيف تعود إلى بيتها ؟؟؟ قالت كلمت امها بهذا الأمر وسمحت لها ان تنام مع الصبايا في بيتي....
قلت لها اقسم انك داهية من الدواهي. ....
سؤال آخر ست ميسون ماذا نأخذ للسيد عارف بهذه المناسبة
قالت ولا اي شيئ فهو كما علمت قد جهز كل الأمور. .....
غادر الموقع عارف وخطيبته تالا على أن نلحق بهما بعد مدة قصيرة..... جلست اضب وارتب أوراقي واعيدها إلى حقيبتي تفاجأت بقدوم أحد أفراد تلك الشلة الذين ضحكاتهم تجلب التائه وقف فوق رأسي وقال مرحبا استاذ قلت له اهلااااا وهل تعرفني ....ربما أصابني شيئ من الارتباك مسحوب بقليل من الخوف.... ولكن الأجمل دخول ميسون عندما قاطعت ذاك الشاب قائلة : هيا بنا هل أنت جاهز .... قلت نعم هيااااااا
نظرت إلى مساعدها في المقهى وقالت له أغلق المكان بعد نصف ساعة وصباحا الساعة الثامنة افتح وعند قدومك كلمني قال لها تكرمي مدام ميسون...
اخذت يدي وخرجناااا مسرعين
قلت لها الساعة الآن السادسة والنصف لماذا الاستعجال ....
قالت ماعليك تعال وبسرعة
نظرت ميسون بي وتبسمت ثم قالت عندما تحضر الملائكة الشياطين تهرب انظر كم شيطان خرج فورا من المقهى....
قلت لها ماهي القصة؟ وما هو الموضوع؟
قالت لاتسأل استاذ المهم نحن في امان هيااااااا!!!!!!!!
امام مبنى بريد دمشق الشارع المحاذي إلى شارع المرجه تجمهر شرطة وسيارات امن وعساكر ابو شحاطة واشخاص يرتدون ستر مموهه وسيارات عليها رشاشات وأشخاص يحملون بنادق حربية..... قلت لها ماهذا ؟ حاولنا الاقتراب لمعرفة مايجري. .... إلا أحدهم منعنا مهددا اي خطوة يطلق النار علينا
قلت له نحن صحفيين وهذه بطاقاتنا الإعلامية. ....
قال لي لو كنت وزير للاعلام ممنوع تقترب؟؟؟؟؟
ثم قال: انقلع احسن مااعملك اللازم....
قلت له: لا....لا ... لا تعمل اللازم ولا تطلق النار .....
ميسون أصابها الخوف وغصة في القلب وقالت: يااستاذ اتريد ان ترمي نفسك بالتهلكة .... لا قيمة لأي إنسان في هذا الوطن ....الحيونات تعيش بحريتها ....ونحن البشر اه ياخسارة يااستاذ ثمنة طلقة واحدة....ثم قالت: الله عليك سوريااااااا حجارة الأرض تبكي عليك من هؤلاء الانجاس الذين يحملون صفاة الطاغية وقذارة ووساخة أوامر لاتبت للإنسانية والشفقة والرحمة واردفت اللهم انتقم منهم جميع .... قبضت يدي
وسحبتني بعيدااااا وقالت خلينا نمشي من هنااااا .... قلت لها أنت خائفة قالت انا مثلك خائفة ولكن انا لست جبانه....
قلت هياااااا نذهب بغير طريق فكل الشوارع مغلقة .....كنت وميسون نمشي ونتحدث عندما دق جرس جوالي .... نظرت وإذ المتصل رشاااااا
قلت نعم حبيبتي ...
قالت أين أنت قلت لها في الطريق وميسون برفقتي،
اما أنت أين قالت نحن وصلنا معي كل الصبايا وننتظركم
قلت لها مشوار الطريق نكون بعدهااااا معااااا ....
قالت لا تتأخر
قلت امرك .... هل اجلب لك شيئ معي ....
قالت: لا حبيبي فقط ان تصل بالسلامة......
ميسون تستمع إلى هذا الحوار
تبسمت وقالت لي: أنت ك النسر الثاقب الذي يتربص الفريسة التي تقتات على طعام هذا الشعب المنكوب هدفها دمار الانفس واعتقال الشباب قبضتك حديدية وعيناك تحدق بذاك المفترس اللعين... واضافت: اقول لك بكل صراحة أنت إنسان محترف ولديك القدرة على مجابهة مثل هؤلاء الناس ؟
قلت لها: لا ياسيدتي... أنت أعطيت لي وصف زاد كثيرا عن ما انا فيه....فالوطنية والإخلاص لارضنا وعرضنا وكرامتنا وديننا وعقيدتنا أشياء لاتحتاج المساومة والمزاودة فهذه الأمور موجودة في وجداننا .... ثم قلت لها ربما اصبتي ولامستي بعض هذه الأشياء الموجودة في داخلي.... بالمقابل بعض من الأشخاص يتصرفون دون ضمير ولا وجدان ولا دين يردعهم ولا يحملون صفات الإنسانية او التسامح والمحبة والسلام هدفهم دمار العقول وقتل القلوب؟ وحاليااااا مدام ميسون
لايوجد معنى لأي كلمة فقط نضع الأحرف من أجل صياغة كلمة جميلة تفيد المجتمع بالمقابل القوة في هذا الوقت لا تقبل التقسيم بل تقبل تركيع كل الناس تحتها هذه القوة....
أتمنى ان تفهمي كلامي. ....
وبالتالي ياسيدتي اي مختبر في العالم لا يستطيع تحليل شخصية اي إنسان والسؤال كيف اذااااا حللتي شخصيتي ؟
تبسمت وقالت: شخصيتك تبهرني وهي شخصية متعددة الأطياف تحمل الذكاء....والإبداع. ....
واردفت قائلة : يكفي إنك إنسان تحمل الإنسانية والرحمة ببراعة
وهذا يسعدني كثيراااااا وسعادتي لاتوصف أنت صديق وفي ومخلص لامثيل لك وأنت الإعلامي الشاعر والكاتب الجريئ الذي أخاف عليك كثيراااا .....
قلت لها مبتسمااااا اه منك واه عليك.... اسعدني حديثك أيتها الصديقة أشعر بالفخر وأنت تجادليني ..... في تلك اللحظات
كنا قد وصلنا بيت صديقنا عارف .....
يدي على جرس الباب الخارجي وبعد قرعه فتح الباب وإذ كل الاحبة ينتظرون قدومنا. .....
القينا التحية والسلام ...... واقتربت من رشاااااا وهي تبتسم قالت اشتقت لك حبيبي قلت وانا اشتقت إليك كما يشتاق الورد للماء..... الجميع ضحك
وعلامات الفرح ممزوجة بقهر وخوف نتيجة هذه المأسي التي يهان بها الانسان في كل دقيقة....
قاطعت الجميع تالا قائلة اليوم
بهذه المناسبة نحتفل بهدوء
هدفنا ان نجتمع ونكون مع بعض......
قلت علينا ان ننسط قليلااا
انا والله اسمع صوت إطلاق نار كثيف .... فما علينا إلا الجلوس
وانتظار ما يدور في هذه المنطقة .........
نظر أحمد إلى سعيد وقال له
هل تعلم ياصديقي بأن الضمير قد مات.... ....؟؟؟؟
قلت له نعم الضمير مات وشيعو جثمانه ولم يبقى في الدنيا ضمير يذكر.....
أشعلت سيجارتي وسحبت قلمي وورقتي وكتبت :مازالت النفوس تنزف وتزراء هي صرخة حب للحرية في زمن تراشقت به رشفات وغصات ودموع إنها ليست نهاية العالم بل هي بداية الثورات لكسر ذاك القيد من يدي....إنها صرخة وطن
وشمعة تضيئ طريق الشهادة.

       
مجموعة (زهرتي والنخيل.روايات )
●الإعلامي الروائي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق