أبحث عن موضوع

الأحد، 6 يونيو 2021

التابوت الملعون ............. بقلم : عبد الغني أبو عريف - مصر

   


عندما يفقد الإنسان منا حلم عمره وأمل حياته تتساوى عنده كل الموجودات ، ولا يبقى فى القلب مكان لشيء ! وهل بعد موت الحلم الذى كان يملأ القلب شيء آخر ؟؟

   فكل منا عاش حلما لم ولن ينساه ، مهما جرفتنا الدنيا فى تيارها ، ومهما ارتفعت حياتنا فوق القمم الشاهقة أو انحدرت بها الأيام الى جوف الكهوف الرطبة المظلمة ، مهما حدث ، يبقى داخلنا جرح الحلم الذى لم يتحقق، وحلاوة الماضي وذكراه ، داخلنا تبقى دائما ذكرى الحلم القديم ، ذكرى اللحظات التى جاد بها الزمن ومن بها علينا ، حيث ارتفعنا الى علا السماء مع وردية الأماني تاركين أرض البشر ! ، ارتفعنا مع شفافية الحلم ونقائه وطهارته ، مع ملائكية النفس وشفافيتها ، مع نبل الغاية التى تتفوق على طهارة قطرات المطر قبل أن تختلط بتراب الأرض !! دعونا نعترف لأنفسنا : من منا لم يعش حلما ؟؟ من منا لم يعش خيال أمانيه ؟؟ من منا لم ترتجف يده وهو يضعها فى يد الآخر ؟ من منا لم تَتُه منه الكلمات وهو يطالع وجه الآخر ؟ كاذب كل من ينكر هذا ، فعمرنا الحقيقي الذى عشناه هو عمر حلمنا ! عمر أمانينا ، عمر حبنا ، عمر الطهارة والبراءة والنقاء ، عمر رجفة القلب وارتعاش الأيدي وفرحة العيون عند ملاقاة الحلم ، نحن الآن نكذب على أنفسنا ونعيش بها فى وهم كبير ، نكذب على أنفسنا – قبل مستمعي حديثنا – مداراة لجرح الأماني التى عشناها ولم تتحقق ، هذه المداراة وهذا الكذب هو التابوت الملعون الذى نضع أنفسنا فيه لنتخلص من عذابنا ، كي نهرب من واقعنا الممتلئ مرارة وحزنا ، هل هناك مأساة اكبر من هذه الأوهام التى نعيشها ؟ لا أظن !! .







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق