أبحث عن موضوع

السبت، 29 مايو 2021

قصة قصيرة ( هو وهي وأنا )............ بقلم : صباح خلف عباس // العراق




هو

ــــ

نزلت عليّ السماء ذات صباح … طرقتْ شباك غرفتي ، فتحته فإذا المطر بأخر  زخاته ، ثم بأندفاعٍ ناعمٍ لصوتٍ رخيم ٍ ممزوجٍ بنسيم رطبٍ وبارد يطرد بقايا النعاس 

٠—  صباح الخير …

وهكذا ألبستني عيناها ثوب العافية … ومذُ ذلك الوقت أصبحتُ أُحبُ الشتاء والمطر ، وتعلمتُ أن أبقى مزروعاً أمام شباكي في كل يوم ماطر … أتخيلها أمرأة بلون ضوء القمر ، أمرأة نبيلة تولد مع البرق لتسقط صاعقة جميلة تفتق في روحي سلام ورضا طالما أحتجتهما ، أمرأة تخترق مطالع الروح ، فتنهمر  عليّ القصائد ، لا يفيقني منها سوى صوت أمي الغاضب :

—-  أغلق الشباك ، آلا تخشى المرض ؟!

أنا اليوم ، وتحديداً هذا الصباح ، لا أشعر بالانسجام حتى مع نفسي رغم تبلد السماء بالغيوم ، وقرب نزول المطر  ٠ فتحتُ الشباك كعادتي أُراقب هذه الهياكل المختلفة والمنفلته تتقاطع ممراتها وهمومها … 

مددتُ يدي خارج الشباك متحسساً ، التقطت بعض من قطر السماء ، ولكن روحي ظلت ترفرف منتظرة طيفها بين الناس المتراكضة هروباً من البلل ، وبعكس الناس هربتُ من غرفتي صوب الشارع أبحث عن خيال أمرأة بلون ضوء القمر  !!


هي :

——

أنا فتاة ولدتُ في يوم ماطر تماماً ،والآن أصبح الخروج من البيت كنزي السري … خاصة عندما ينزل الغيث ،حيث أن نعيمي يبدء يلاطمني كما الغيوم المتلاطمة ، ومع ولادة البرق تُعشب الآمال داخلي ، أنا اليوم أُحب أن أعيش في الحلم الذي يسبح فيه الجميع ٠

في هذا اليوم وأنا أُمارس فيه طقوسي تحت المطر وجدتُ نفسي بالكامل ، وجدتُ نفسي داخل لعبةلا أستطيع الخروج منها ، رأيتهُ عبر شباك بيته … ومن يومها حلّ عليّ دخيل غير متوقع … جعل قلبي يضوي راقصاً ، وبما أن لديّ ندوب من العشق سابقاً -أُسقط قمري على أثرها - بقيت لأيام مترددة  فقلت في نفسي :

٠– سأهرب منه إن لاحقني اليوم 

ولكن ، ولكن أنتصر الحب كما يبدو ، حيث أنتابني في اللحظات الأخيرة شعور بأن الطريق الذي لم نسلكه والباب الذي لم نفتحه ربما فيه الخلاص 

وهكذا قررت الخوض فيه الى النهاية ، فقلت له عندما مررت بشباكه : 

٠— صباح الخير … 

وعيوني تخاطبه :

٠— أُحبك يا هذا …


أنا :

——

وبقيا الاثنان ( هو ، وهي ) أرواحهما مشدودتان نحو السماء ، يدعوان الغيوم بأن تزين أفقهما بالبريق ،ويظلان ينتظران أسعد أو أسوء. موعد عشوائي على الإطلاق …


                   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق