أبحث عن موضوع

السبت، 25 ديسمبر 2021

لا أحملُ نعشَ الحلم ............. بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق




قرأتِ لي حلما
ذاتَ لونٍ شرقي ناعسٍ
على مرتفعٍ بين التخرجِ والامتحان الأخير
تصفين كيف يحبو طفلنا البكر
كنا قد اختلفنا على اسمه
تؤشرين على دارٍ تبعد
عن مدرستكِ مائةَ مترٍ
ترسمين السيارةَ
على قدر جوفين لا ثالثَ لهما ،
قدّمتُ ملفَ شطارتي مكسواً ببراعتي
خططتُ بلا مسطرةٍ
الاهدافَ والنقلاتِ التي تنقلنا إلى وطنٍ لا اسم له
ثم استدركتُ الخطوات
خطوةٌ تلو خطوة
كلها سبقتْ طولنا الفارعَ بالأحلامِ
ولم يبقَ على الورقِ
إلا شرانقُ أفكارٍ
تقتاتُ السهرَ
وتمضغُ جنونَ العشقِ فيكِ
حتى ظنّنتُ أن العاقلَ في الشعرِ مجنون ٠
ملأتُ جراري من نظراتكِ الزرق
لمطاولةِ المسيرِ في فيافي الهيام
أجمعُ الحصى على مهلٍ
إلى أن تراكمَ عليّ فوائضُ البناء
ولم أزلْ أعاني من سوءِ التدبير
في مغازلةِ النسوةِ والعيون ٠
ما أشقى منْ لا غطاءَ له ساعةَ الأعاصير
وما اقسى سهامٌ توهمت
باضلاعي حسبتها شالاً من حرير
التفت بها خواصرٌ تنوءُ عن الجروح ،
كانت الأيامُ تردّدُ في لياليها
يا نعومةَ الورودِ على جثةِ قتيلٍ
فالسكونُ على السكونِ هو السلاحُ القاتلُ
ما يحتوي عتادهُ فوارغَ الظنّون ٠
لم أخنكِ يوما
عندما بنيتُ جدارا يخلدُ
للنومِ على مسافةِ الزمان
وشيّدت شخصيةً
تصبغ الطرقاتِ بها دلالاتٌ تُوقظُ عطرَ الفساتين ،
شاخَ الحلمُ
ولم تصغر في أذنيّ النصيحةُ على تركِ التدخين ،
هرم الكونُ
ولم يكترث جريانُ نهركِ
في أوديةِ جسدي واستمرَ العالم حولي يدور
وأنا العاقرُ أداوي كلَّ عقيمٍ بأعوادِ البخورِ ،
كادت ضفائركِ أن تغزو
حروفَ القصائدِ حتى أصبحَ لكلِّ واحدةٍ منها ذوق
وأنتِ رؤوسُ عناوين يتلوها المذيعُ في نشرةِ الأخبار ،
أما الحنّاءُ الذي يشبه وجهَكِ
كاد أن ينحني هو الآخر
على عمري ليدلّني على دروبٍ تقصدُ المصير ٠
الحكمةُ في هذا الغيابِ
هي المثابرةُ على مزجِ الخيالِ والندم
رغم أنهما لا ينسجمان
ولو اجتمع على مزجهما ألفُ كاهنٍ وساحر ،
كدتُ على وشكِ الوصول
الى الملامحِ التي شُطبتْ من سطوحِ المرايا
وارسم من انفاسي بقايا قناطرٍ تجيز العبور ،
ثمة أبوابٌ ومفاتيح جاثمةٌ على ماضٍ سحيق
وأقدامٌ تتقدمُ إلى الوراءِ
علّها تعثرُ على رائحةِ دلوٍ مخزونٍ في البراري ٠
في أواخر المتون
أبحثُ عن خطوةٍ أثريةٍ
كان يستخدمها أولادُ هولاكو
في عصر الغزوات ،
تحومُ الصقورُ معلقةً حولَ القضية
لا إلى الوكرِ ولا إلى نتفِ الشعور ،
ولم أعثر …إلا على صورةٍ
بالأبيضِ والأسودِ فيها
أنتِ تركضين ورائي
على حافةِ ( نهرِ الصدورِ )* الآيل نحو الجفاف ،
يقذفني الفراقُ بذراتِ احتمالٍ
أبني منها غرفاً احتمي
من ضبابِ التيه المتسكعِ في تقويمِ الغبشِ المشطوب ،
واستعينُ بنوافذٍ
ربما عصفوركِ يطرقُ المصادفةَ بمنقارٍ طهورٍ ،
وأقول ها قد تحققت نبوءة الندى ،
استغيثُ ، واستغيث
لا ينفعنا الجري وراءَ قطارٍ غادرَ المكان
وفي المحطةِ هنا قابعٌ أنا على الهذيانِ
وسطَ قارعةِ الذكرى ولا من سامعٍ أو ناصح ،
قد يكون اسمكِ فقط
ينعشُ آمالي بعدما تبللينَ قميصي بالراءِ المعمور ،
وقد يكون طيفكِ
يفتحُ أجفاني لأرى ما بَعدَ الطبيعةِ وما المؤجلَ من سرور ،
قد يكون بعضٌ منكِ
يحيي عظامي وهي رميم
وقد يكون غيابكِ
هو عمري الذي أنا فيه
وما الاحلام إلا حفارُ القبورِ لأسماءٍ بلا روح …
—————————

البصرة /١٨-١٢-٢١
*نهر الصدور - نهر صغير في محافظة ديالى




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق