أبحث عن موضوع

السبت، 20 نوفمبر 2021

صريع الفقر .............. بقلم : محمد موفق العبيدي// العراق




استيقظت وحيداً...
في غرفة منسية في بناية هرمة في أطراف المدينة لايوجد في الغرفة غير أشيائي الضرورية وسرير يتيم بأغطية متهرئة اكلت حافاتها فئران وقحة...تدور بين الحين والاخر على أرضية الغرفة...
كثيراً من اثار الغرفة تعلق بين أسنان الفئران...
غريب هذا الفقر... يجمعكَ مع عوالم غريبة...
تظن نفسكَ كنت بعيداً عنها...لكن الفقر جرأها علي...
فاخذت تقاسمني الغرفة بدون اسئذان...
وتنازعني أشيائي الشخصية...
والذي ساعد الفقر على أن يصرع ارادتي هو المرض الذي تبين انه من النوع الذي لايطيل من صبره حتى يصرع الجسد ليزهق بمصرعه الروح...
لقد باعتني الدنيا الى الموت ولا اعرف ثمني لحد الان...والذي أعتقده جازماً...
أني بلا ثمن...
كثيرون هم أمثالي ويشكلون طابور الموت الصامت الذي يدخل باطن الارض دون لحظة وداع أو ذرف دمعة...
لانستطيع حتى أن نصرخ لنعلن عن رفضنا لموتنا ...
لكن...
من كان بلا ثمن فليس له صوت...
التفتُ حولي...لا ارى سوى الموت يموت في غرفتي...
كل أدويتي لايمثلها الا قنينة دواء بلا تاريخ تحوي شراباً لا أعرف لاي شيء يستخدم فقد كان من ضمن أشياء جلبتها من القمامة القريبة...
فجأة...
فتح الباب صدره ودخل علي رجل جليل القدر تحيطه هالة من نور...
جلس قرب سريري وسط دهشتي ممايحصل...
وضع يده على جبيني وأزاح بيده الاخرى قنينة الدواء...
شعرت براحة غريبة في أطرافي...
قال لي:منذ اللحظة سوف تتعافى وتشفى من مرضكَ...
سوف تنتقل الى مسكن جميل تملؤه الرحمة...
تجاور فيه الكثير من الفقراء السعداء بحياتهم الجديدة...
وأنا هنا لأساعدك في ترك الجسد المتعب...الذي تحمل من زمنكَ الكثير من الهموم
أتركْ نفسكَ لي واستقبل الحياة القادمة مع زمنكَ القادم..




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق