أبحث عن موضوع

الاثنين، 11 أكتوبر 2021

قصة قصيرة ( أُريد أن أحيا ) .............. بقلم : صباح خلف عباس العتابي // العراق





إنها ذات جسد جميل , وقوام متماسك … لها وجه مائل كالهلال , لكنها مخلصة وحيوية , شعرها كثيف, عندها تقوس ظهر بسيط , لكنها أيّا تكن فهي مثالية ما عدى ظهرها ٠٠٠هل يمكننا التغاضي عن الفجوات الجمالية في العلاقات طويلة الأمد ؟؟ طالما فكّرتْ بذلك ٠٠٠
طال انتظارها لرجل ما يقول لها : مرحباً بكِ في حياتي ٠٠٠لكن بدون طائل ٠٠
السنوات تسلخ منها الأنوثة والجمال , وعدم الاستقرار , وهذا يؤلمها ٠٠ بل يقتلها ٠
إنها تُريد وبقوة أيّ سلسلة تُطوقها ٠٠أيّ رجل يمسك بعنقها ويتزوجها ٠٠ ينقذها من وحدة تسير بها نحو الجنون ٠
سارعتْ نحو عجوز تقرأ لها الطالع , وتُبيّن المستقبل وقيل لها : إنها تفتش بين النجوم وترى المستقبل , وكل الدروب تراها فقالت لها بعد أن فتشت في السماوات : إنك ستقابلين شاباً ٠٠٠
بلهفة قاطعتها : أهو وسيم ٠٠؟؟
أجابتها : ينبغي أن أتفقد مجرة أخرى ٠٠٠أنظري هاهي ذي ٠٠!!
إلامَ تشير ؟؟ أين هي ؟
أنظري ٠٠ها هي هناك ٠٠
نعم ٠٠ نعم ٠٠ رأيتها ٠٠قالت العجوز : حسنا اسمعي الآن إنه شاب عادي , ووحيد أيضا مثلك ٠٠شابٌ متوسط المواصفات لكنه طيب جدا ٠٠
أين سأقابله ؟ ومتى ؟
حلمٌ طالما ينتهي بالنقطة ذاتها ( لا أدري ٠٠)
الحقيقة انها لاتوجد هناك حقيقة مطلقة وصادقة مئة بالمئة ٠٠هكذا هي الحياة ٠٠٠ تستيقظ تواجه الواقع ثم تنام مرة أخرى ٠٠إنها تعيش لحظات الأمل التي رسمتها المنجمة في روحها لحظات محدودة من السعادة ليس إلا ٠٠٠هي مقتنعة اليوم أكثر من ايّ وقت مضى بأن العالم يستمر بالدوران , ولن يتوقف عمرها ٠٠و الأيام تسلخ من نضارة وجهها وهاهي الآن تعترف بصوت عال :
إن لم نسرُق الوقت فستُسرق حياتنا ٠٠٠
**********
أما هو هكذا بدأ الأمر , مجرد فكرة عابرة ٠٠أحلام يقظة , فكرة نهشتهُ كثيراً ٠٠ وقرر بسرعة مذهلة :
" أُريد أن أحيا " ٠٠
لطالما شعر بالضآلة والوحدة مع شكوكه منبوذا في نهاية الطريق ٠٠إنه وإن كان ليس من النوع المغامر , ولكنه يُريد الشعور الآن وبقوة بأنه على قيد الحياة ٠٠ولا يهمه أن بدا مجنوناً ٠٠فسارع إلى امه قائلا :
" أُريد الزواج منها ٠٠"
وبإيقاع قلب مكسور ردت عليه :
" إنه غوص في الجنون ولدي ٠٠وأن تلك الفتاة وحيدة مكسورة الخاطر ٠٠ فلا تغامر معها ٠٠"
صحيح هو رجل يقترف الأخطاء دوما ٠٠ولكن عليه المضي قدما وإلاّ يلتفت إلى الخلف ٠٠وصحيح أيضاً أنه من الصعب أن تجد امرأة تتحدث عن الفن و السياسة٠٠٠ولكن تلك النمشات في وجهها أعتبرها هدية الرب اليه ٠٠وهو مستعد الآن أن يطرح طموحه الكبير كما تطرح الأفعى جلدها ٠٠٠وأن يقبل بها ٠٠ وإن كان ظهرها مقوساً قليلا ٠٠ فهو طالما تابع عمودها الفقري ذات مرة حتى وصلت عيناه أعلى ظهرها , ولقد أُعجب دائماً بتسريحة شعرها الأشعث ٠٠ وبالجنون البادي في عينيها ٠٠وهمهمتها الصوتية الأكثر تميّزاً وانه ليشعرالآن بأن قطار الحياة يُسرع وهذه فرصتهما الأخيرة للنزول وسيكون من الرائع له ولها , ان يتوقفا معا في مكان ما على حافة النوم ٠٠ هناك مذاق للحب والسلام فقال لأمه محاولا إقناعها :
,,سأتلاشى مع مرور الأيام امي عندها لم يبق أثراً لأسمي .,
الصبي بالأمس أصبح رجلاً, وفتاة الجيران تلك أصبحت امرأة ٠٠وحان الوقت أن يفيضا كل منهما مشاعره على الآخر .
**********************
في ليلة الزفاف قالت له :
أُريد أن أرتاح في ضوء عينيك عندما تنام المدينة
أجابها مقهقهاً :
عندما أتحدث عن الحب في الحقيقة أتحدث عنكِ ,, ههههه
*********
ناما الى أن سلبهما شروق الشمس أحلامهما الجميلة, ورشهما بقطرات الندى , وليجعل مذاق العالم طيباً ……

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق