أبحث عن موضوع

الجمعة، 3 سبتمبر 2021

نداءات............... بقلم : سامية خليفة - لبنان

اعلمي يا نفسُ أنّ الشّقاءَ لعبةٌ سوداءُ توقعُ مغمضَ العينين في بئرٍ عميقةٍ،هناك على بعد قوسين أو أدنى من ناظري يقفُ كائنٌ مزهوٌّ بالأوهامِ سأناديه متوسلةً قبلَ سقوطِهِ في لججِ الرّمالِ المتحرّكةِ: ألا تفتحِ العينين وأنت وسطَ خرابِ الرُّكامِ عساك لا توهم النَّفسَ بأنَّها محاطةٌ بعظمةِ وأبَّهةِ مملكةٍ وهي فقيرةٌ معدمةٌ تستجدي رغيفًا يابسًا. أمّا أنتَ أيّها المعتكفُ داخلَ شرنقةِ انعزاليَّتِك والغافلُ عن مصيرِه ،انظر إلى غدِكَ ترَ كَمْ هو مضرجٌ بعويلٍ أحمرَ واسمعْ روائحَ الجثثِ ما أنتنَها ! لا أنا لا أسخر فقط هي الحواسُّ فقدتْ قيمةَ أدوارِها كما يفقدُ الوطنُ قيمتَه حين تتهافتُ عليهِ قلوبٌ ملوَّنَةٌ يفخرُ كلُّ لونٍ فيها بأداء دورٍ مزيَّف يخبّئُ تحتَه لونَ الموْتِ، حتى أنّكَ لا بدّ وأنْ تتمنّى جهارًا أن تصرخَ بوجْهِ الظّلامِ ومعتنقيهِ أنْ يا ليتَ قلوبَنا أصيبتْ بعمى الألوان ولم تعرفْ منها إلّا البياضَ،متى تخرجون من انعزاليتكم وتشرذماتِكم إلى الوحدةِ العصماءِ؟لن أستثنيكَ من جدول نداءاتي يا خانعا يتلذَّذُ بالأقوالِ المجيدَةِ ها أني ما زلتُ في استغرابِ جعلك منها مسواكًا تنظّفُ به فاهك وتنسى الأفعالَ تقيّد معصميْكَ بسلاسلِ الخضوعِ لتاريخِ ماضٍ من الأمجادِ وتنسى أن حاضرَك مفخّخٌ بالنكبات. أما أنتَ أيها المتسربلُ ثوبَ الطّاووسِ،أناديكَ بملءِ الصّوتِ يا مدَّعيًا يشوّه المنابرَ بجهلهِ كمبتدئ يتلو على المسامعِ ما ينصّه فكرُ غيره سرقةً أو بعد دفعِ نفقةِ الأتعابِ أنت لست أكثرَ من عجوزٍ قضى عمرَه بين أطنانِ الكتبِ دون استيعاب مضامينِها فلم ينهلْ من بحورِها إلا الحبرَ ولم يغذِّ روحَه إلا بالأوراقِ علفًا.وتبقى أنتَ في قائمةِ جدولِ نداءاتي يا شاعرًا تحنّطتْ في قلبِه فيوضةُ المشاعرِ ألا ليتَك تأخذُ نفسًا عميقًا تجدّدُ معهُ خلايا الحسِّ ثم تعودُ بملء الشّعورِ لتنعشَ قلبَ القصيدةِ بلمساتٍ من شذراتِكَ النّديّةٍ تنقذها منَ الذُّبولِ ؟

قد يكون رسمًا توضيحيًا

عليق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق