أبحث عن موضوع

الخميس، 19 أغسطس 2021

أحلام عبثية ............. بقلم : جمعه عبد المنعم يونس - مصر


عذرا بائع الكتب القديمة
لم أكن اقصد إطلاقًا أن افقأ إحدى عينيك
لم ارتكب جريمة قط
أو اذهب إلي المخفر
فقط كنت أركل الحظ
بالأمس القريب
كنت أقف هناك
على نفس الرصيف..
ونفس الشارع.
عند بائع الكتب القديمة .
وصديقي
الذي يرتدي حذاء ً لامعًا
ومعطفا رائعا
ويحمل الكثير من الكتب الجديدة..
يقف بجواري
وأنا أفاصل البائع العجوز..
من أجل الاحتفاظ بثمن وجبة طعام
هرب صديقي .
في غفلة مني...!
رأيته ينعطف يسارًا
حتى افقد أثره..
فلم يكن مني..
إلا أن أركل الحظ..
غيظًا
فطارت فردة حذائي المثقوب..
رغم الزحام الشديد
سقطت فوق رأسه ..
بينما فقأ أصبع قدمي
عين بائع الكتب العجوز.
فأحسست بمرارة الجوع القاسية
وسخونة الرصيف تحت قدمي ..
صرت شاعرا ً
يحمل كتبا قديمة ..وقصيدة جديدة
وأكثر من مئة ألف جرح.
وماء عين بائع الكتب
الحارقة
أجر أذيال الخيبة
وأعود أدراجي...
حزينا ًحافيا ..
ألوم نفسي.
وأحصي عدد الطعنات المؤلمة والخسائر
أحصي المسافات
والأماكن بحرص شديد
كأني أراها لآخر مرة
برغم أنني لم أرَ بائع الكتب العجوز ...
أو ذاك الرصيف
منذ أكثر من انين وعشرين عامًا
وأكثر من مائة قصيدة..
ومائة ألف حلم
لم أبح به
لأحد ..!


المنيا في الخميس 24 يونيو 2021

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق