أبحث عن موضوع

السبت، 13 مارس 2021

دوائر حلزونية ............... بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق





باتت ساعةُ الاحتضارِ أسعد من السعي وراء كتابةِ خاطرةٍ تسعى للوقوفِ على متنِ صحيفةٍ أو تسقط مع دمعةٍ في أحواضِ المآقي ،

قبل عامٍ من هذا القلمِ ، كنتُ لا أقرّ باعترافاتِ العصافير ، حين اهتزت الغصونُ تحت التغاريد ، كانت أغنيتي تبحثُ عن اسطوانةٍ لتدورَ فيها دوراتٍ ودورات ، اللحنُ يحملُ شارةً قرمزيةً تشيرُ إلى أن الحزنَ ينضجُ قبلَ موسمه ،

 يا لطعمِ التبغِ المبلّلِ في الريقِ أشتهيكَ كما أنتَ الوجعُ الكاملُ تخنقُ صوتَ التابوتِ في دروبِ المناجاة ، ، أنا وأنتَ خروفان ننتظرُ من يشترينا ليقدمنا قرابين للخبرِ العاجلِ الذي يسيرُ على مهلٍ أسفل الشاشة ، 

كادت اسماءُ الموتى في الصحفِ اليوميةِ تقلّبها الكفوفُ من دونِ تقديم العزاء ، الموتى كُثر والمعزّون قليلون ، يا ملكَ الأكفانِ ما عادتْ تكفي القبور  

ولا المطبعة تطبعُ هذا العددَ الهائلَ من الأرواحِ أعلمُ جيدا إذا ماتَ أحدنا حتما تُنصبُ الخيمةُ وتلتقي الفناجينُ بالشفاهِ وسورة الفاتحة مقطوعة ، لم نسمع فيها ( ولا الضآلين ) ، اترك ذلك جانبا يا حاملَ الأسرارِ فالأمرُ لا يعنينا ، تعالَ أعبّد لكَ الطريقَ ندما ونسيرُ الهوينا على خطايانا بلا اكتراث ، أتريد من عمري ما فاته من الأيام ، أم من التي  يحسبها الضمآن في فاهه وما هو ببالغه ، تعال نجرّب حظّنا المهترئ نرتديه ونعوم معا في وقتٍ اضافي ، يا شطَّ العرب لقد تيبّس في قاعكَ الغرقُ ، لا تمشي وراءَ جنازتي فأنتَ لا تحرّف زعانفَ(الصبور) ولا تنعم خياشيم السنين قد تشعرُ السنارةُ بالغصةِ ، هاك بوصلتي ورافقني نحو الشمالِ هناك مشيمتنا مدفونة في سراي السلام لعلّنا نجد انجيلاً في دير خالٍ من ناسك ، نتلو علناً لائحةَ الوصايا في قدّاسٍ مبخر ، نرسمُ صورَ القناطر التي عبرناها على لوحةِ الماضي بلوني الحمصي الذي أرتديه ، أنتَ يا أيها السائر قبلي هناك أنثرك على المسافات وتخضّر أضلاعُ الحياةِ بتفاحةٍ لا يقطفها آدم ولا تقضمها أضراسُ الذنوب ، تتدلى عناقيدُ الكرومِ هذه المرة تختمر بذاتها قبل ان تحتويها الخوابي ، سكرتي مكتومة إلا غلطتي معلومة حينما ناديتك بأخشنِ ملمسٍ من لوامسِ الفراق ، الآن ، نعم الآن  ، 

سأنحتُ فجراً يشبهك وسأعطي لك قميصاً من أحلامٍ تسكن وسادةَ أقلامي وربطةَ عنقٍ وبدلةً زرقاء لتبدو رئيسا للقوارير وأنا سائقك المطيعُ وحارسك فوق العادةِ اتجسس على الضوءِ ألا يخدش دوائرَ عطركَ الحلزونية ، 

عذراً منكَ على رقبتي معلقةٌ طبول الحنان ..

————————

البصرة / ٩ -٣-٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق