أبحث عن موضوع

الأحد، 11 أكتوبر 2020

المقـامـة اللّيليّـة: حــديث اللّـيـالي ............... بقلم : منير صويدي _ تونس



حدّث حنظلة قال:


في غسق الدّجى تتبدّى نجمة ذابلة عطشى ترنو إلى بدر الليّالي.. تترجّى قبسا من نور تضيء به درب الحيارى.. وتروي به ظمأ قوم تاهوا في كثبان الصحارى.. فينظر إليها نظرة المشفق المتأثّر لهول ما أحسّ وفظاعة ما رأى:

-  ما لهذا الذّبول.. وهذي النّظرة الباهتة.. وهذا الوجه الشّاحب.؟. لكأنّ دلاء الحزن وحياض الأسى أبت إلا أن تنسكب على رأسك..

-  أ بدر الزمان.. ونور الليالي.. قد والله جفّ الحلق.. وفسد الخُلق مذ تُهت في مدائن قوم فرّقتهم الظّغائن.. وشرّدتهم المكائد.. وباعدت بينهم الأحقاد والدّسائس.. ألا تغيث الشّاكي.. وتكفكف عَبْرَة الباكي.؟.

أحببتهم فكرهوني.. نصحتهم فخالفوني.. ساعدتهم فنافقوني.. آمنت بقدراتهم فكفروا بي وخدعوني.. رفعت شأنهم فسخروا منّي وأبَوْا أن يفهموني.. أنرت دربهم فاسترقوا نوري وفي غياهب الظلمات ألقوْني..

فها أنذا ألجأ إليك وأحتمي بجلالتك قبل أن يقتلوني..

فنظر لي وبكى وقال:

- أتكفر بهم.. وتؤمن بي..؟ وأنت تعلم أنّني لا أرحم.؟ وإذا غضبتُ فإنّني متوحّش..

ارتبكت.. تلعثمت.. احمرّت وجنتاها.. ثمّ خيّم صمت رهيب.. وغابت في الظّـلام..

****


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق