أبحث عن موضوع

السبت، 16 أغسطس 2014

قراءة أولية في قصيدة ثرثرة الدُخان للشاعر قاسم وداي الربيعي................ بقلم الاديب ناظم ناصر // العراق




قاسم وداي الربيعي شاعر ولد في ميسان مدينة العمارة يحمل طيبة أهل الجنوب بكل ما تحتوي هذه العبارة من معاني منظورة وغير منظورة هو شاعر ولد ليكون شاعر كريم النفس لذلك تجده في شعره كريم لا يبخل بكلماته ومعانيه .
مهووس بالمدينة الى حد الافتتان ويكتب عنها كأنه لم يعش يوما في الريف . ويكتب عن الريف كأنه ابن الطبيعة ولد مع أشجارها وحقولها وارتوى من أنهارها غازل شمسها وهمس في أذن القمر ورسم نجومها على أوراقه وعاشق نقي الفؤاد والسريرة وعندما يكتب كلمات الحب الى حبيبته فهو كغيمة من العواطف الأشواق تمطر في كل لحظة لتروي العاشقين
والشاعر قاسم متدفق بالحيوية محب للحياة والناس باذلا نفسه ومهجته في سبيلهم وشعره يطابق حياته فهو كلماته ذاتها وكلماته هي هو كما كان وسيكون
فها هو يكتب تاريخ الوطن و يسطر ملحمة في قصيدته ثرثرة الدُخان
يرسم لوحة رومانسية لذكريات مرت كالأماني التي غادرتنا ومن ثم خلفها لوحة لا مرئية نحن نشعر بالريح وهي تعصف والموت يقطف ثماره في كل مكان المواعيد تسقط من ذاكرة الأيام والتوجس من المستقبل الضوء يلوح في الأفق والعشاق يتوسدون الهواجس يرسم لوحته بالكلمات فتشعر انك في القصيدة أقراء او شاهد هذا المنظر في بداية القصيدة
صوت الليل المُطبق
يمسُكُ نوافذ بلا ستائر
تُشرقُ الشَمس أمام خطواتُنا
في حقولِ العَشب التي تنتظرُ المَغيب
فهاهو الصمت والسكون والهدوء مخيم على كل شيء كأنك تنظر اليه من نافذة ثم تشرق الشمس وتبدأ الحركة من خلال الخطوات و يبداء النهار وتتفق الحياة وتتدفق معها الكلمات والصور وموسيقى اللوحة التي تسمعها من خلال القصيدة صوت الحياة وهي تستفيق تغريد البلابل مع شروق الشمس زقزقة العصافير حركة الأشجار مع نسيم الفجر صوت الخطوات على العشب
ثم يبداء التوجس والخوف بصوت مرعب يحول رومانسية البداية والحياة المتدفقة الى كابوس مزعج الزعيق او الصراخ الذي يرعب كل شيء الأغصان والزهور الرقيقة القلوب العاشقة والمواعيد تسقط من ذاكرة الوقت او تؤجل الى زمن أخر ربما يأتي او لا يأتي وندخل في حالت تأهب للدفاع عن الحياة والحب والحبيبات وتبداء رحلة الذكريات انها ذكريات الصبا الأمنيات المعلقة على أغصان الأمل القلوب الصغيرة البيضاء النقية التي تحلم بحياة أفضل
وتبداء المعركة بكل قساوتها الخير يدافع عن نفسه أمام الشر يحمي أرضه وحقوله و أشجاره و أنهاره وقبل كل شيء يدافع عن حبيبته هنا الشعار يعطيك فسه من التأمل كما منحك من قبل فاتساع اللوحة ساحة على طول الحدود والمعركة ضارية فهاهو الرصاص ينهمر ويسقط الشهداء والجرحى في سبيل الوطن ويكون الزمن غريب وتتلاشى الأمنيات حين تُطبق الجفون
الزَعيق القادم من الحدودِ
ثَرثرتُها .. تُخيف الغُصن
أسماء الحبيبات الرافضات للحب
مثل شماعة ملابسنا
مدهونة باغترابِ ما تبقى لزمنٍ
صوت الأمنيات في جذوعِ الصبا
يتلاشى ... حين تُطبق الجفون
حقائب رَحيلها .. سَاتر من رصاصٍ
وعربات إنقاذ الجرحى

وتتوالى الصور واللوحات كأنك في معركة حقيقة و وسط خضمها يبداء نسيان كل شيء الا الوطن فهو الحب الأكبر فاذا ضاع الوطن ضاع كل شي المعركة مستمر ويجب ان ننتصر فالشاعر ينطقها وبكل قوة الحرب حربا
نسيتُ سَاعتها أنني عاشقا
وثرثرة الأقسام .. محض خيال
الحرب حربا...
وينسى الشاعر الأشواق و نظرات العيون و القبل و الأشواق ويصبح كل الأحبة لديه هم الوطن و يذوب الشاعر حبا في الوطن
الشاعر قاسم وداي بقصيدته هذه يفتح الباب لكتابة القصيدة الملحمية فهو قادر بإمكاناته على كتابة الملحمة وهو كذلك يؤسس لطريقه خاصة به في الكتابة قد تغدو يوما مدرسة في الشعر
-------------------------------------------------- ناظم ناصر
-------------------------------------------------- 15\8\2014

ثرثرة الدُخان
___________
صوت الليل المُطبق
يمسُكُ نوافذ بلا ستائر
تُشرقُ الشَمس أمام خطواتُنا
في حقولِ العَشب التي تنتظرُ المَغيب
الزَعيق القادم من الحدودِ
ثَرثرتُها .. تُخيف الغُصن
أسماء الحبيبات الرافضات للحب
مثل شماعة ملابسنا
مدهونة باغترابِ ما تبقى لزمنٍ
صوت الأمنيات في جذوعِ الصبا
يتلاشى ... حين تُطبق الجفون
حقائب رَحيلها .. سَاتر من رصاصٍ
وعربات إنقاذ الجرحى
هي مواعيدنا ... يتلوها دُخان الفَاجعة
ما كتبتهُ في ثقبِ الذاكرة
وما رسمته ُلسريرِ العافية
رَحلّت .. الحب ..
أوراقنا المشتركة ..
بيت نأوي إلية كما يؤوي القُنفذ
قميص بلا أزرار.. وزفافا عادي جدا
مدينة تطعمنا ما تبقى في السوقِ
لا تخبئ أسلحة في الرصيفِ
ثرثرة ... في غرف ..سوداء .. حمراء
صورتها .. مزقها عَرق البصرة
حين ودعنا بعضنا
نسيتُ سَاعتها أنني عاشقا
وثرثرة الأقسام .. محض خيال
الحرب حربا...
وسُذج حين كتبنا رسائل الغرام في الحربِ
بائسون ..عشاق القبور
زفافهم مقبرة جماعية
وساتر من رصاصٍ
___________ قاسم وداي الربيعي ____ بغداد \2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق