أبحث عن موضوع

السبت، 1 مارس 2014

الشغيلُ الأوّل !................... بقلم الشاعر عادل سعيد / العراق




يا لهذي (الشّغيل) الذي لا يَتعَب....!
مِن يومِ أنْ أوقدَها الله
كي تُنيرَ له خارطةَ الكون
و هو عاكفٌ على رسمِهِ
و حين أحسّ بالتعبِ في اليوم السابع
ألقاها في الكونِ مثلَ كلب أجرَب
و أغلقَ بابَ الكونِ خلفَه
دهورٌ تتابعَتْ
وهي تتسكّع
بين البحار و الصحارى و الجبال
تحبو بطفولتِها الضوئية
ترعى مع الماموث و الديناصورات و النياندرتالات
و تتَدرّبُ على رسمِ الظِلال
تراقبُ المعاركَ بين الضواري
بقلب مُنكَسر
و بالدمع تودّعُ مَن ينقرض ..
لَمْ تُرسل نبياً أو مُبشّراً و نذيرا
لكنّ عُشّاقَها شيّدوا لها المعابدَ و الأبراج
فلَمْ تَعِدْ أحداً منهم بجنّةٍ
و لم تهدّدْ مَن لَمْ يعبدْها بجحيم
في بلاطِ حمورابي
اشتغلَتْ بالحِكمة
و نقشَتْ وصاياها على حَجرِ مسلّتهِ
في صخَبِ السنة البابلية
شرِبَتْ حتى تَعْتعَها الخمرُ
و رقصَتْ حتى الثّمالة
تعرّتْ أمام الرسّامين
و تشرّدت في قلوبِ الشّعراء
أعارَتْ للفقراء و المشرّدين أسمالَها
و استأجرَها مُلاّكُ الأرضِ
مربيةً للسنابلِ
حتّى تبلغَ سِنّ الصُفرة
في الشوارعِ تجدلُ ضوءَها للعدساتِ
دون ان يكافئها المصورونَ
بصورة واحدة
للحريةِ لحّنَت الأناشيدَ
و في أقبيةِ الثوّارِ
حجبَتْ ضوءَها عن مناشيرهم السرّية
سرّحها قُطبُ الشمالِ من العمل
كي لا تعلّمَ جليدَهُ
فَنّ التمرّدِ و الذوبان
و الى فرنسا و مصر والعراقِ
أرسَلَتْ إبنَها تموز كي يقودَ الثورات
كافأها الفوضويونَ و البعثيونَ و ( الإخوانُ )
بشطبِ تموزَ من الروزنامة
و دعوا اللهَ كي يرجمَها بالسُّحبِ
و يعفّرَ وجهَها
بغُبارِ صلواتِهم الغاضبة
في الشواطئ تدهنُ الحسناواتِ بالسُمرةِ، مجّاناً
و في الخليجِ تصنعُ لشيوخِ النفطِ
نظاّراتِهم الشمسية
و دشاديشَهم البيض
كي لا يمسّ الضوءُ ارواحَهم المُظلِمة
و حين يسدلُ نصفُ الكُرةِ ستائرَهُ كي ينام
توقظُ قلبَ ديكِ الكون
كي يوقظَ النصفَ الثاني النائم
ياأنتِ يا شمسُ
ايتها الشغيلُ الأبديّ الذي
لم يُضرِبْ يوماً عن العمل
و لَمْ يطالب الرأسماليين و الشيوعيينَ
عن ساعاتِ عملهِ الطويلةِ
دون أجرٍ أو استراحةِ ساندويج او حقٍّ في التقاعد
لماذا تركتِنا في ليلِنا الطويلِ الطويلِ
اننا نضرعُ اليكِ عُراةً عُراة
ونحنُ نرفعُ جُثةَ تموزَ بأذرعِنا و دموعِنا و أكفِّ يأسِنا
فهل لكِ يا أنتِ
يا أمّنا الرؤوم
أن تمرّي على نصفِنا المُظلم
كي توقظي ديكَنا الطاعنَ
........... في النّوم !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق