أبحث عن موضوع

الجمعة، 1 سبتمبر 2023

اضواء على القواعد والاملاء / خامس المنصوبات .......... بقلم الاستاذ عادل نايف البعيني - سورية





التمييـز
التمييز هو نكرة جامدة على الأغلب يذكر لإزالة غموض أو إبهام ما قبله من ذاتٍ نحو:" اشتريتُ جرّةً عسلاً "
عسلا: تمييز ازال غموض ما في الجرّة.
أو نسبة. نحو: " اشتعلَ الرأسُ شيبًا". (شيبا :تمييز أزال إبهام الاشتعال).
والتمييز يكون على معنى " مِنْ الجارّة " فالمعنى في المثال الأول :
اشتريتُ جرةً من العسل.
وفي المثال الثاني على معنى اشتعل الرأس منِ جهةِ الشيبِ.
وحكم التمييز في الإعراب هو اسمٌ منصوب دائماً، كما سبق وجاء في الأمثلة،
ولكن يجوز جرّه بِمن، نحو:" عندي طنٌّ قمحًا أو طنٌّ من القمح" ويصبح هنا جارّاً ومجروراً.
أو إضافته نحو:" عندي طنُّ قمحٍ".
باستثناء تِمييز العدد ، وسنأتي على ذكر السبب.
والتمييز نوعان:
الأول: تَمييز الذات وهو ما كان مفسِّرًا لاسمٍ مبهمٍ ملفوظٍ، نحو:" ابتعتُ طِنًّـا قمحًا ".
والاسم المبهم خمسة أنواعٍ هي:
1= تمييز العدد سواء أكان صريحًا نحو:
" عندي هكتارٌ أرضًا"
أو مبهمًا نحو:
" كم مسجدًا في مدينتك؟"
والعدد الصريح هو ما كان عددًا معروفَ الكمية.
- الأعداد من واحد إلا ما لا نِهاية" - بعض الألفاظ الدالّة على عدد معروف " كالصّاع ويساوي عشرة كيلوغرامات، والْمُدِّ ويساوي عشرين كيلو غرامٍ، والقنطارُ ويساوي مئةَ كيلو غرامٍ ، أو الطنّ ويساوي ألفَ كيلو غرامٍ الخ...
أمّا العدد المبهم ما كان كناية عن عدد مجهول الكمّية، نحو:" كَمْ ؟ كأيّن؟ كذا ؟..."
2= ما دل على مقدار أي يمكن تقديره بآلة وهو
إمّا مساحةٌ نحو:"اشتريْتُ هكتارًا أرضًا"
أو مقياسٌ نحو:"فصّلت مترين قماشا رداءً لي".
أو شبهُ مساحةٍ ، نحو:" ليسَ عندي قدرَ راحةٍ أرضًا".
3= ما دل على وزنٍ ، نحو:
" منحتُ الفقيرَ صاعًا قمحًا"
أو " زرعتُ الأرضَ طِنّا أرزًّا".
أو شبه الوزن ، نحو قوله تعالى:{ فمن يعمل مثقال ذرّة خيرًا يرهُ}
.
4= ما دلّ على كيل ، نحو:
" شربْتُ ليترًا حليبًا "
"اشتريت ليترين عصيرًا "
أو شبه الكيل، نحو:
"ملأتُ جرّةً عسلاً "
أو " سقيتُ الضيف كأسًا ماءً" .
5= ما دلّ على فرع من التمييز، وهو ما يسمى تِمييز النوع أو الجنس .
نحو: اشتريْتُ سوارًا ذهبًا"
" عندي ثوبٌ حريرًا"
أو " لبستُ خاتَمًا فضّةً".
الثاني : تَمييز النسبة :
وهو ما كان مفسِّرًا لجملةٍ غير واضحة النسبة ، نحو:
" كَمُلَ الصادقُ أخلاقاً "
أو " امتلأ قلبي سرورًا بالنجاح".
فنسبة الكمالُ إلى الصادق مبهمةٌ وتحتمل تأويلات متعدّدة ، ومع كلمة "أخلاقًا زال الإبهام ووضح الكلام.
ومثلها : فنسبة الامتلاء للقلب كثيرة، فجاءت كلمة"سرورًا " لتحديد وإزالة إبهام هذا الامتلاء .
ومن أنواع تمييز النسبة ما أفاد التعجّب، نحو:
"ما أدهاهُ تلميذًا"!
لله درّه بطلاً" "
حسبُك بسعيدٍ واعظًا،
كفى بالمريضِ داءً" "
ارتقى المتعلمُ رتبةً".
وتمييز النسبة يأتي على نوعين:
1= التميـيز الْمُحوّل: وهو ما كان محوّلاً :
عن فاعلٍ، نحو:"عظُمَ سعيدٌ مقامًا". أيْ "عظُمَ مقامُ سعيدٍ"
"ما أطيبَ التفاحَ عصيرًا"
أي "طاب عصيرُ التفاحِ".
عن مفعول به ، نحو:" زرعنا البستان أشجارًا"
أي " زرعْنَا أشجارَ البستانِ".
عن مبتدأ ، نحو:
" سعيدُ أغنى منكَ ثقافةً"
أي " ثقافةُ سعيد أغنى من ثقافتك".
2= التمييز غير المحوّل: وهو ما كان غير محوّلٍ عن شيء، نحو:
" أكرمْ بسعيدٍ رجلاً"
" يا لك إنسانًا "
"ما أنبلك أديبًا".
وحكمُهُ النصبُ أو الجرّ بِـمن ، نحو:" يا لك من فارسٍ" أو " أَكْرِمْ بسعيدٍ من رجلٍ"
إلاّ إذا كان واقعًا بعد اسم تفضيل فينصب وجوبًا على التمييز. نحو:" العالِمُ أفضلُ مرتبةً من الجاهلِ".
تَميـيز العدد الصريح وحكمه ينقسم العدد الصريح إلى ثلاثة أنواع وتشمل:
1=الأعداد من ( ثلاثة إلى تسعة مع العدد عشرة مفردة ) ويأتي تمييزها جمعًا مجرورًا بالإضافة.
نحو: "جاء عشرةُ رجالٍ وأربعُ أمّهاتٍ و ثلاثةُ أطفالٍ ".
أما إذا كان اسمَ جمعٍ أو اسم جنسٍ فيجرُّ بـ " من " مثال الأول:
" دخلَ القاعةَ ثلاثةٌ من القومِ "
ومثال الثاني:" شاركَ في السباق خمسةٌ من الإبلِ".
2= الأعداد من ( أحدَ عَشَرَ إلى تسعٍ وتسعين) يأتي تمييزها مفردًا منصوبا على التمييز. نحو:
" شارك في احتفال عيد الطفل واحدٌ وثلاثون طفلاً، وخمسَ عشرةَ امرأةً، وتسعٌ وتسعون رجلاً".
3= الأعداد ( مئة وألف ومليون وما شابه منها ) يأتي تمييزها مفردًا مجرورًا بالإضافة. نحو:
" صافح الرئيسُ مئةَ زائرٍ، انتسب للجامعة هذا العام ألفُ طالبٍ".
بعض خصائص التمييز
1- التمييز منصوب، وعامل النصب في تمييز الذات، هو الاسم المبهم المميّز، وعامل النصب في تَمييز الجملة، الفعل أو شبه الفعل.
2- التمييز اسم صريح لا يكون جملة ولا شبه جملة.
3- التمييز لا يجوز أن يتعدّد.
4- التمييز نكرة جامدة . إنّما قد يأتي معرفة لفظًا. وفي معناه نكرة، نحو قوله تعالى:{ وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها} أي بطرت معيشةً. فالمعرفة هنا في معنى النكرة. ونحو:" طبتَ النفسَ يا قيسُ بنُ عمر" أي طبت نفسًا.
5- التمييز اسم جامدٌ ، ولكن قد يأتي مشتقّا لأنّه وصفٌ ناب عن موصوفه نحو:
" لله درُّكَ فارسًا" ما أعظمك عالمًا".
6- التمييز لا يتقدّم على عامله سواء أكان ذاتًا ، نحو:" عندي رطلٌ ذهبًا" . أو فعلاً نحو:" ما أروعك موسيقيّا " أو " نعمَ تلميذًا سعيدٌ". أمّا أن يتوسّط بين العاملِ و مرفوعِه فجائزٌ ، نحو:" حَسُنَ أخلاقًا سعيدٌ.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق