أبحث عن موضوع

الثلاثاء، 4 يوليو 2023

وينسدل النهار ............ بقلم : سوسن رحروح - سورية




قبل أن تكمل القصيدة
إبحارها في الضوء
اتكأت على صوتي قليلاً
حدثنني عن أمها فضاء
عن سر ضحكتها
عن صرخة الجدار
حين عصرته العاصفة
وعن جنون فرائص الأبواب
حين اعتقل الطغاة
أصابع الريحان
بتهمة العطر المبجل والحياة
......
طفلة كانت
تمسح وجنتها عن ذاكرة نازفة
تجرعها غصة مكسورة بالماء
يحضنها عود هارب من ياسمينة دارنا
سرق تذاكر ذاهبة
ينقصها الإياب
رأيتها قصيدتي هناك
في قاع غربتها
تلم ماعلق من وصايانا المئة
وتدفن أخا لها
قد مزق دماغه
احتضار الوطن
.......
حدثتني عن قارب
أكل صغار الموج
وخاصرة البحار النائمة
قبض على جنون الانفلات
من الرغبة المهاجرة
أعد جثامين الصخور
تتاليا
وعند صلاة الصبح
صلى عليها وسلم تسليما
.....
رأيتها قصيدتي البكر
تغلق عين القافية
وتضفر جناسها الأشقر
في وسائد حزينة
تستعير كناية من هنا
وتشبيها بليغا من هناك
ترصع في الجهة الاخرى
وتغزل طباقاً كان هائماً
تزيح هماً غارقاً في الروح
وإذ ناديتها
مالت على كبدي قليلاً
حدثتني مرة أخرى
عن أمها فضاء
كيف كانت
تنير قناديل المساء ببسمة
وترعى خراف السماء بنايها
واذا ما حل الصباح باكراً
ملأتنا ببشارات المطر
....
ألم يستفق العيد بعد؟
مرت الأرصفة جميعاً
حملت شهوة الأقدام
في كيس الأماني
كعك العيد لم ينضج
أصابع امي جدلت آخر الريح
أطفات مواقد الشوق
أغلقت آخر صوت
لتعاويذ القصيدة
كان الوعد أن يستضاء القمح
عندما
ينبت القمر على ضحكة
زرعت حديثا
في حقول الغيم
يامنبت النور استفق
ماعاد في جعبة أكبادنا
الا الخواء
صار منفانا أمانينا الصغيرة
ماعاد ينفعنا الدعاء
في العيد صرنا أطيافا مبعثرة
نغرف هماً من بحار الصبح
ونسكبه في رحم المساء
فيمتزج كحل المسافة باختصارات
الرؤى
وينسدل النهار..






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق