أبحث عن موضوع

الأربعاء، 20 أكتوبر 2021

حافيةُ الفؤاد ................ بقلم : سناء شمه // العراق



سيلُ الكهوفِ إذ جرى
على حدقاتِ العيون
يومَ أعلنَ الزمّارُ غربته
وتفحّمتِ المراعي بثوراتِ الفصول
هي نبوءةٌ تفرّدتْ في أساطيرِها
إذ تعانقتِ السّحبُ طوعا
لتنزلَ الغيثَ على أعناقِ الأديم
كيف تعيدُ نوازلُ الدهر ملحمةً
سكتتْ بها أقلام واضمحلّتْ بالسيول
رمدتْ أيامُ الوصلِ إذ مالتْ سنابلها
لا يرويها عناقُ ولو دفَّ حوله
طبولَ الرقصِ مشرعة الوجدان
حافيةُ الفؤادِ تدوسُ على شوكِ التجنِّي
تلجمُ النبضَ بأهدابِ البكاء
كم قافلةٍ طرقتْ أسوارَ بهائِها ؟
لتسرقَ الخِصبَ بمنجلِ الرياء
وكم كانت ترقبُ كقافلةِ العزيز
تُتوِّجُ قلبها بأسرابِ الاشتياق .
لكنّ وسادةَ الطين ما زالت
تنقشُ المُرَّ بماءِ القمحِ الراكد .
برقعُ كذوبٌ اغتالَ الفؤادَ
على جسدِ النخلِ العقيم .
صدئ الفجرُ من خرافاتِ السطور
تشُجُّ النابضَ بصهيلِ الرعود .
حافيةُ يتلقّفُها صفيرُ الريح
يبعثرُ أجزاءها أربعةً
كلّ جزءٍ في متاهةِ مدن
إن نوديتْ لا ترتدُّ ولا تُلملمُ
من اتجاهات كُتبَتْ مفقودة
تُمضَغُ بأفواهِ جنون
تصطبغُ حيطانَها بألوانِ الرماد
تأوهاتُ جرحٍ تمكثُ بحناجرِها
ومهرِّجو العشقِ يجرّون توابيتَ الخداع .
قراصنةٌ للحرفِ يتهجَّونَ العشقَ
على عتباتِ المَكرِ والضياع .
تتصحّرُ النفسُ إذ تحبو للضياء .
يا فؤاد القحطِ لو سعيتَ سبعةَ أشواط
هل عساكَ من عينٍ تفُجُّ السراب؟
أو يأتي من أصلابِ يوسف مَنْ
يورِقُ السنابلَ بأعوامِ محروقة .
فتتنهَّدَ الروحُ في مهدِها
وتَرجُمَ جدارَ العبثِ المقيت
فلسفةُ المواكبِ أن تخوضَ مداراتها
وفلسفةُ الفؤادِ أن لا يجثو لبحرٍ غريق .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق