أبحث عن موضوع

السبت، 11 سبتمبر 2021

قفار العدم ................... بقلم : مصطفى الحاج حسين - سورية





كلَّما ذكرتُكِ
تشتَمُّ قلبيَ الورودُ
ويتعطَّرُ بنبضي صدرُ الندى
وتتقرَّبُ منِّي المسافاتُ
وتحومُ منْ حولي الفراشاتُ
يلتصقُ بيَ الوقتُ
والسماءُ تدنو منْ أجنحتي
كلُّ الأشياءِ تغبطُني
ويتمسَّحُ بِيَ الحُلُمُ
كلما تذكَّرتُ حبَّكِ
يغارُ منِّي القمرُ
ويحسدُني الليلُ ويظلُّ يسكرُ
حتَّى مطلَعِ الفجرِ الَّذي يشبِهُكِ
وأنتِ بكلِّ تواضُعٍ تترفَّقينَ بالنَّسمةِ
ولا تغترِّينَ على الصبحِ
تُعطينَ للوردِ أكثرَ ممَّا يستحقُّ منْ عطرِكِ
تقدِّمينَ للضوءِ بعضَ أنوارِكِ
تُغدقينَ على البحر حفناتٍ من الرذاذِ
وترشينَ الجبالَ بآياتِ سحرِكِ
كلَّما تذكرتُكِ تضيءُ القصيدةُ
وتشتعلُ مصابيحُ الكلامِ
الأرضُ تمجِّدُ أنفاسَكِ
الشجرُ يُثمرُ ابتساماتِكِ
الجدرانُ تقفُ احتراماً لسطوعِكِ
حتَّى البوادي والهضابُ وسفوحُ المرتفعاتِ
تزدادُ فيها الخصوبةُ كلَّما لاحَ لها ظِلُّكِ
أنتِ أميرةُ هذا الكونِ
فاتنةُ مياهِ الأنهرِ
معشوقةُ الأعالي
تتغنى بكِ الأغاني
والموسيقى ترقُصُ على وقعِ خُطاكِ
وأنا في كلِّ الأوقاتِ أبقى مرتبطاً
معكِ بالذكرياتِ المؤلمةِ
فأنتِ مَنْ أودعتْ قلبي في قِفارِ البؤسِ
والعدمِ .

إسطنبول 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق