أبحث عن موضوع

الجمعة، 5 مارس 2021

الخروجُ المغلق ............. بقلم : مصطفى الحاج حسين _ سورية

     



أناديهِم ..

فأحسبُ أنّي المنادى

أجيءُ من أقصايَ

أبحثُ عمّن ينادِينِي

أتعثّرُ بأنحائي

وألتقي بي 

نافراً من سحنتِي الدّامعةِ

أعاينُ مكاني

تحتَ خطوَتي انهيارٌ شاسعٌ

حولَ دهشتِي أدورُ

متمسكاً بشكوكي

أستبقُ خطوتي بخطوتينِ

وأعلو فوقَ انحنائي

يطالعُني أفقٌ قميءٌ

وصباحٌ أجربُ

كلُّ ما انتميتُ إليهِ

توقّدَ وقتُ انكساري

لا شيءَ يُفضي للخروجِ

ونوافذي حاصرَتْنِي

توافدت عليَّ الشكوكُ

حتّى امتلأتُ بالضّياعِ

إلى أينَ ؟! 

والجِـهاتُ تدورُ ! 

تُغلَقُ !

عندَ حدودِ صرختي

تهاجمُني رؤايَ

حيثُ ألوبُ في اختناقي

يا أفقاً ينتمي للحضيضِ

كيفَ أعلو ؟! ..

والوساوسُ تتكمّشُ بقصيدتي

أنزعُ عنّي السّقوطَ

فأرى السّحابَ يشربُ مياهَنا

والشّجرةَ واقفةً على جنحِ عصفورٍ

كلّما أهمّ بالبسمةِ

أفاجأُ بالنحيبِ

فمَنِ اْستبدَلَ طفولتي بالهمومِ ؟! 

ومَن لطّخَ حلميَ بالتّجاعيدِ؟! 

أناديهِم ...

لا شيءَ إلاّ أنفاسي الرّاعشةُ

وبقايا زمهريرٍ، وليلٌ تغضّنَ

أسرفتُ في الزّحامِ

وبالحشدِ توغّلتُ

ولم يكنِ الجَـمعُ إلاّ شتاتي

يا هذا .. الشّاخصُ في جرحِهِ

يا هذا .. ال .. أنتَ

ماذا تبقّى ؟ 

وأنتَ الشاهدُ على تبعثري ! 

خذ بعضَكَ من هشيمي

خذ دمعتَكَ من نحيبي

وخذ طفولتَكَ من شحوبي

فأنا خبأتُ جرحي عن دمي

وخبأتُ قامتي في الظّلامِ *،


                       مصطفى الحاج حسين .   

                   حلب..عام1987م.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق