أبحث عن موضوع

الأربعاء، 20 أغسطس 2014

أنت المرتجى حتى الرجاء........... بقلم الشاعر // فراس الفهداوي الدليمي // العراق




لغة الحب
أنت المرتجى حتى الرجاء
يا جونارة جينا
آه آه آه
وثم آه و آه
لا تسألي عن السيف الذي يومض كالبرق في قلبي
مع كل دقة فيه
لا تسألي عن النار التي تلتهب في فمي
منادية عليك من الغرب إلى الشرق
فلا فراش وثير
ولا حلم جميل
لآن كل القناديل مطفأة في غيابك
والرماد هو الشعاع
بين ظلمة الليل و سواد النهار
وأنا الذي أجسك في دموع العين
ودمار النفس
منادياً عليك أن تفكي عن عنقي هذا الحصار
فأنا منكسر كعود ثقاب
تحت حدوة حصان
كل الجدارن الضيقة مطبقة على قلبي
آه آه آه
أيتها المسافرة عبر خيوط الشمس
إلى الساحل الأبعد
إن سمائي مرصعة بنجوم أناملك البيضاء
وأنا الغريب تتسرب من بين يدي كل الجواهر
ولا تبقى إلا آثار عطرك الفريد
ولهذا الصمت الجارح أن يروي لك نهر البكاء
فأنا غارق في هذا الدخان العابق أنشد الموت
فتمسك بي الحياة القاسية
فأين أخبئ أجنحتي وأين أتنهد
أنا يا حونارة جينا
رجل مفضوح بالشعر
وأنت مفضوحة بقصائدي
أنا يا جونارة سيا
لا ارتدي إلا عشقي
وإنت لا ترتدي إلا أنوثتها
فإلى أين نذهب
أنا من وجع الازدحام الحزين ؟
دعيني إذن أتدفق حباً كالنهر العظيم
دعيني أتخاصر مع الذكريات
فأنا يتيم أتسول لحظة لقاء
في هذا الفراغ الشاسع بين امتداد السماء وعمق البحار
لآن البحر ... يهرب من موجه
والموج يهرب إلى الشواطئ
لآن العصافير تهرب من غاباتها
ولأن الرمل يحترق بوحشته
وكل هذا العالم مذعور بين القتل والاغتيال
بين الظلم والاضطهاد
بين سراديب العذاب وكراسي الإعدام
بين الغدر والنفاق
بين سوء الظن وسوء الجنون
وأنا أحاول الخروج من هذا النفق
عاشقاً صافي النفس نقي الفؤاد
أحاول أن أحتمي بك نجاة من هذا الغموض
الذي يتلوى أفعى في شيخوخة هذا المهرجان المهترئ
فأظل سجين وجهك الجميل
ووعدك الجميل
سجين الذكريات
والعشق المستحيل
سجين البراءة التي تسبح بيننا كالسمك
في الأعماق النقية
سجين ضوء عينيك يبدد أمامي الظلمات
سجين مملكتك الخاصة التي حدودها
تنتهي بتلاقي شفاهنا
وهذياننا المحموم
آه آه وآه آه
يوشك العمر أن يمضي والهواجس لا تمضي
كأن الضياع شعاع هذا الآفق
وكأن الطيور تزدهر في ثوب الجنون
كأن العاصفة نشيد الأبد
وكأن النار وردة المساء والصباح
كأن الشتاء هو كل الفصول
وكأن الصقيع لا يذوب
كأن الماء هو العطش
وكأن الخبز هو الجوع
كأن الأشواك هي الباقية
والورد يموت
بل كأن الليل ذبابة
والنهار عنكبوت
فأي حياة هذه
وأي مصير ينتظر وراء الناصية
هذا الفارس الحزين ؟!
هل تعرفي الحب
وأن كنت تعرفي الحب
فلميني
فأنا مبعثر كالغبار
على الأرصفة المهجورة
مبعثر فوق الرمل زجاج مطحون
اجمعيني من صفاء الذاكرة
فأنا مشتت تحت كواكب السماء
لا تعرف خطاي أين تقف
ولا يعرف جسدي أين ينام
أنا جثة وراء الأصوات القديمة
كهف من الآماد ووحش من الآنين
كيف أفهم إذن أين تقف تخوم الحلم
وأين يتجذر الشجر تحت الصخر
وأين يرفرف الأخضرار في البراري ؟
العالم في جانب وأنا في جانب
العالم في جانب الصخب والذهب
وأنا في جانب
العالم في جانب الاقوياء الشرسين
وأنا في جانب
الملوك والسلاطين والأمراء
وأنا في جانب
العالم في جانب الأحجار المزيفة
وأنا في جانب
العالم في جانب المظاهر الخادعة والرجال الخطرين
وأنا في جانب
أنا في جانبك يا جونارة جينا
وحدك ووحدك
أنا في دهرك الطالع من وهج الأشواق
أنا المطوح إلى أمتلاك وقتك
فلا تنالني أيدي الطغاة
ولا تمسك بي شراسة الغدر
ولا طعن الخناجر
إذن
لألهث ما أستطعت حتى أصل
لتتوحش تحت قدمي الحافيتين الأشواك
ما استطاعت لتسقط على أناملي حجارة النار
متى تشاء
وليطاردني الغزاة برماحهم إلى آخر المدى
فلن أحيد عن الطريق حتى أصل إليك
أنت الوسيلة والغاية
وأنت المرتجى حتى الرجاء
فلا بدر يأتي إلا من عينيك
ولا نور يشع إلا من نظراتك
ولا سواد يبرق إلا من شعرك
بل من شفتيك وحدهما يطل اللؤلؤ والمرجان
ومن خديك يسرق التفاح ألوانه
ومن جسدك البض يتحرك الحرير
فمن يتمهل الآن ليسمع دقات قلبي على عناق يديك
من يقبل نحوي فيرى هذا الفارس
زهر أحزانه وظلال الشفق لحظة الشروق
من يتدفق عبر الشوارع لينصت إلى بكاء النفس
صامتاً كالصلاة ومنحنياً كغصن مكسور
من يتهادى بطيئاً ولا يتعثر بهذا الوجع المخمور وليس بمخمور
آه و آه
لينكرني الجميع إلا أنت
فبك أتقوى وأقوى
وبك أشتد وأتماسك
وفي ظلك وحدك أشعر بالأمان
أنت سلامي الأبدي
يا جونارة جينا
وأنت سلامي الخفي في وجه الأصدقاء الغيارى والأعداء
أنت ضمانتي ضد كل هذا الفقر البشع في القلوب والنفوس
وعندما أتلفت حولك فلا أجدك
أصاب بالخوف والذهول
وأشعر أن كل شيء ماحل
وكل هؤلاء الراكضون في الصباح إلى خبزهم
والعائدون مساء تعبون حيارى
هم همي أيضاً
فأنا مثلهم
إلا أنني قليلاً أرتاح في حبك
وأغتني كثيراً في حبك
فأنت وحدك الملجأ من كل خوف وكل ظمأ وكل جوع
يا جونارة جينا
دعيني الآن
أجلس في حضرة الذكريات
التي أفُلت
لعلني أبعث
حياً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق