خَيالٌ مُجَرَّد..
وَهمٌ مُنْصبٌ في الحقيقةِ
إِذْ أَمُدُ يَدي
لا أَجدُّ غَيرَ زَعيقَ الرّيحِ الباردةِ
يُمرِغُ وجهَ الأرضِ ويُغرِّقُها
حُفَاةٌ ولُدنا وسَنبقى
إيماناً زائِفاً ..
فَقدْتُ السَّبيلَ إِلى نَفسي
فَقدتُ الخَيطَ الأخير
الَّذي يَشدُّني إِلى اللَّه
في روحِ هذا العالمُ المُلتاع
رُبَّما كُنتُ في ضَميرِ الهَلعِ
في مِعْصمِ نَجْمةٍ طافيةٍ
في مَجرَّةٍ تائهةٍ
في كَونٍ .. لا يَعرفُ حُدودَهُ غيرُ خَالِقه
شَظَّنِّي الأمرْ..
أبواقُ مَنائرِهِمْ تَنْمُو
على بَقايا أَطْلالي المُهَلهَلةِ
بَعدَ أَن أُتخِمَّ السَّوطُ
بِحراشفِ الجِلدِ الفاقدِ لِلذَّاكرةِ
رَغمَ نَشيدي للأشْجارِ الخُضرِ
والقِممِ المكسوةِ بِالضَّبابِ
عُقْبانُ النُّجومِ الجارِحةِ تَدنو مني
أُصْفِدَتْ كُلُّ الأيادي
صَيَّروا كُلَّ حَديدِ الدُّنيا قيودا
لَمْ تَعُدْ الرُّموش .. تَلتقِطُ الأحْلامَ اللَّذيذَة
اِنْهَمرَتْ السُّيوفُ ..ألوفٌ منَ البَرْقِ المُكَثَّف
تُقطِعُ الجُدْران .. مثلَ أَوْراقٍ بَالِيَةٍ
كُنَّا غُرباء .. في فَلاةِ المِلحِ القَاحِلَة
حِينَ دَبَّ العَطَش
أَهرَقتُ دِمائي في أفواهِهِمْ
نَزفتُ حتَّى آخِري .. دَمَّ صبَارٍ أبْيَض
وحِينَ أَهْلَكَني الظَّمَأُ
لَمَحْتُ قَطرَةً مُتبَقِّيةً مني هُناك..
على بَوَّابَةِ رِحْلتي الَّتي .. لابدَ مِنها.. !
لِأَرحلَ معَ صوْتي
أَكْتسِحُ ديدانَ الأرضِ والمَواسِم
سَأَرحلُ معَ الرّيحِ
تَرتجِفُ أَجزائيّ يَقينًا
لكن.. ؟
لا يَسْتقِرَّ الفزَعُ في قَلبي
في زَمنٍ..
لَيسَ لي مَكانٌ في دَقَّاتِ سَاعتهِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق