"الشِّعرُ هو من أكثر أشكال الكتابة الأدبية فنيَّةً وابتكارًا. يتطلَّبُ موهبة، والموهبةُ تحتاج إلى صقلها بالتَّعلم والتَّجربة للإلمام بأدواتِ الشِّعر كاملة. يُمكنكَ كتابة ما تشعر بهِ بصورةٍ واضحة، أو غامضة بالتَّورية أو استخدام الرَّمز الّذي يُلجأُ إليه حين تعجزُ الحقيقة عن كشفِ نفسها.
الشِّعرُ صور، والصُّور الشِّعرية لا مدى لها، هناك مئات الصُّور الجاهزة (كليشهات)، وللصُّورة تأثيرٌ كبير في المعنى، يُمكنها أن تكون صورةً سخيفةً، مملّةً، وتافهةً؛ ويُمكنها أن تكون صورة مُحبَّبةً، غامضةً، وغير مسبوقة."
من هنا أقول للماكينات التي لا تتوقف عن كتابة ما يظنونه شعرا. لكي تصبح شاعرا - والكلام للجنسين- يجب ان تكون موهوبا أولا. وتحتاج لبعض الإرشادات ومنها :
١- اقرأ الكثير جدا من الشِّعر؛ القراءةُ اليوميّةُ كفيلة بأن تُلهمك، وأن تجعلك أفضل.
٢- اكتبْ باستمرارٍ وكلما خطر على بالك خاطرة.
٣-احفظ كثيرًا من القصائد.
٤- يتميَّزُ الشِّعرُ بالصُّورِ المُدهشة، والاستعاراتِ الأنيقةِ، ابتعدْ عن الصُّورِ والاستعاراتِ المُكرَّرةِ .
٥-اعرضْ ما تكتبهُ على شُعراء أكثر خبرة ودراية منك؛ لمُناقشتهم والاستفادة من مُلاحظاتهم.
٦- اتركْ الموضوعات المُكرَّرة وابحث عن المُثير والجديد.
٧- اكتبْ بلغةٍ يفهمُها الآخر، وأسلوبٍ يُقنعُ جماهيرَ عديدة بدون تسطيح وتوضيح مباشر.
٨- الشِّعرُ نصفهُ إلقاء، اسمع الكثير ثم اسمع صوتك لمعرفة مواطن ضعفه وقوّته.
٩- النَّقدُ لن يؤذيك، فاستمع لهُ وحاولْ أن تتعلَّمَ، فالمديحُ لنص سيّء أسوأ من النقد السلبي !
٩- لا تفرضْ على نفسك أسلوبا مُعيِّنًا وجامدا.
١٠ - لا تنشُرْ القصيدة إلَّا بعد أن تُعطيها وقتًا كافيا من التَّأمّل والتمحيص والتدقيق.
١١- الشِّعرُ الجيِّدُ يخرجُ من رَحِمِ المُعاناةِ، فلا تظنّ أنَّ طريقكَ سهلٌ دائمًا، اجتهدْ في إيجاد مُعاناتك.
١٢- البلاغةُ والغموضُ ليسا دليلًا على الثَّقافة وأهميَّة القصيدة، اكتبْ بيسرٍ، المُهمّ ألّا تكتبَ بوضوحٍ وسذاجة تُقرِّبكَ من الحمَاقة.
.
١٣- إنْ لم تكن دارسًا للأدب العربي، قد تحتاج إلى التَّعرُّفِ إلى مُدقِّقٍ نحويٍّ ولغويٍّ لتنقيحَ نصوصك قبل عرضِها، ابحث عنه.
.....