لم أكن بعيدة حد
الهجر
ولكن أملي بدفء
الشمس أن يحتويني
كم عانَقتُ لهيبها
وكم تَشَعبتْ
فَبَترت بعنفوانها
شراييني
لم أكن بعيدة حد
الهجر
ولكن أملي بدفء
الشمس أن يحتويني
كم عانَقتُ لهيبها
وكم تَشَعبتْ
فَبَترت بعنفوانها
شراييني
من طرف لآخر في الطريق العام
رأيت امرأة
تمشط شعرها
حزنا على شنكال تقول :
سأخبر
الله
بكل ما حدث هنا
أمام عينيَّ وكنت شاهدا على ذلك
حينها ستكون
نهايته
أيضًا
سأنقش أسم جيلان على كرسي
العرش بدلا منه ..
- 1 - كُنَّا فَرَاشَتَيْنِ
كُنَّا فَرَاشَتَيْنِ نَلْتَقِي
فِي الصَّبَاحِ كَمَا فِي الْمَسَاءْ
مِثْلَمَا شَاءَ دَرْبُنَا الْجَمِيلُ وَاتَّفَقْ
كُنَّا وَكُنَّا
ذَكَراً وَأُنْثَى
رَسَمْنَا حُلُماً تَرَاءَى فِي الشَّفَقْ
عِطْرَ الْحَياَةِ كُنَّا نَنْتَقِي
فِي شِفَاهِنَا الصَّغِيرَةِ جِدّاً
سَالَ ثُمَّ نَثَّ..
كَمْ رَسَمْنَا مِنْ لِقَاءٍ وَلِقَاءْ
وَكَمْ رَسَمْنَا
بِأَلْوَانِ الجَناَحِ الْفَرَحْ !
نَحْنُ فِي الرَّسْمِ يَا فَرَاشَتِي
مَا مَلَلْنَا أَوْ تَعِبْنَا
لَكِنَّ قَوْسَ قُزَحْ
غَارَ مِنَّا وَجُنَّ فِي السَّمَاءْ
لَمْلَمَ أَلْوَانَهُ وانْسَحَبْ
قَالَ مَا كُلُّ هَذَا الْبَهَاءْ !؟
وَدَّ لَوْ أَنَّ الْجَنَاحَ فِينَا احْتَرَقْ.
- 2 - تَحِيَّةُ الصَّبَاحِ
صَبَاح الْعِطْرِ مَوْلَاتِي
هَا هُنَا
فِي الشَّارِعِ كَمَا فِي الْقَلْبِ
يْسْقُطُ الْمَطَرْ
يَسْقُطُ زَخّاتٍ زَخّاتِ
يَتَفَتَّحُ الْمَاضِي وُرُوداً دَاخِلِي
تَعْبُرُنِي اللِّقَاءَاتُ في أَحْلَى الصُّوَرْ
كَاَنَّ الْقَلْبَ مَلَّ هَمْساً
فَصَاحَ جَهْراً وَعَبَّرْ
كَمْ صَعَدتُ إِِلَى السَّطْحِ مَرَّاتٍ وَمَرَّاتٍ
وَكَمْ ألقَيْتُ فِيهِ مِنْ حَجَر !
كُنْتُ أَخْلَعُ فِي الصَّمْتِ نَعْلِي
كَأَنِّي أَسِيرُ فَوْقَ بَيْضِ
فَيَعْلُو فِي الصَّدْرِ نَبْضِي
حَالِماً اَنْ يُطِلَّ خَلْفَ السَّطْحِ الْقَمَرْ..
صَبَاحُ الْخَيْرِ مَوْلَاتِي
هُوَ الْحَنِينُ الْقَدِيمُ حَنَّ لِلْآتِي
هُوَ الْعُمْرُ مَرَّ كَلَمْحِ الْبَصَرْ
وَمَا نَزَالُ فِي بَحْرِ التَّمَنِّي
وَمَوْجِهِ الْعَاتِي
نَخْشَى شِبَاكَ الْغَدْرِ مِنْ عُيُونِ الْبَشَرْ.
القنيطرة : 16 فبراير 2021
١ (الوتد )
قد يكون السبب تافهاً، الذي من أجله ركلني أبي بقدمه الصلبة، لكني وجدت نفسي في النهاية مكوماً في زاوية الغرفة! بالكاد أزحتُ يدي عن وجهي، وجدت أمي تحملق في وقد شحبَ لونها،تسابقتْ خطوات أبي نحوي، كان في سبيله لإعادة الكرّة على مايبدو، عندها فَجّرتْ جدّتي أكبر مفاجأة، أعترضتْ طريق أبي وهي تفرد ذراعيها ، سمعتها تقول له :
_عُدْ لمكانك، إياّك أن تفكّر بضرب حفيدي مرة أخرى، ليس وأنا على قيد الحياة. حَولتُ رأسي الأشعث صوب جدتي، كان ظلّها المنعكس على جدار الغرفة ضخماً وهي تقف في مواجهة أبي المندهش، قال لها :
_أنه وقح يا أمي، فَكرتُ بأن اؤدبه قليلاً. أمسَكتْ جدّتي بذراع أبي وأخذتْ تهزّها كما لو كانتْ تجذبُ غصناً من شجرة، قالتْ بصوت تخلّله سعال متقطّع :
_أنت تُحب الضربْ ، واضح أن الأمر يروق لك، تعال خارجاً اذاً. قالتْ هذا وشمّرتْ عن ذراعيها.(تمت)
٢ (غروب الأماني)
جدتي وهي تحتضر في غرفتها العابقة دوماً بدهن العود طَلبتْ حضوري، كنت لائذاً وسابحاً في عرقي وبقايا الدمع خلف شجرة السرو في حديقتنا العتيقة، جَذبني عمي من ياقة قميصي، أوقفني ثم جرّني خلفه، كان غاضباً ومحمّر الوجه، قال :
_أنت الأعز لديها، تريدك أنت، كُنْ هادئاً ودعْ روحها ترحل بسلام،هل فهمت؟. أومأتُ برأسي، أوقفني قبل أن ندخل،حدقّنا ببعضنا، كدتُ أضحك في وجهه، لم يكن يكبرني كثيراً، لكن زواجه القريب جداً أصبح الآن في مهب الريح، حاولتْ أن ترفع رأسها، ما أن رأتني حتى نشرتْ كلا ذراعيها، دفعني عمي نحوها فغبتُ وجدّتي في عناق تخلّلهُ نحيب أمي المنزوية، قلت وأنا أحاول نزع يد أبي عن رأسي :
_ سأبتعد عن الجري فوق السطح، ولن أرفع صوت التلفاز، فقط عديني أن لاترحلي، ليس عليك سوى أن تطلبي ذلك من الله، دوماً تقولين الرب يرى ويسمع، هيا جدة ارفعي يديك، لحظة سأساعدك. قبل أن أفعل، كانتْ ميتة !. (تمت)
العراق /بغداد
كلّ الصّباحات تهمسُ
للمَدى
حرّرْ فضاءاتكَ المُنهكة...
دعِ الدِّفْء يهوّن بردها...
يَدحرالقيم المهينة...
اِفتحْ صنابير الوِدّ...
ضُخَّ أوردة الوَرَى...
خلّصهم مِنْ براثن الجهل
والضّغينة...
على أوتار القلوب
اِعزفْ فلسفة النّقاء...
مِنْ كيد المرائين
أَعتْقِ الطّهر...
اِزْرعْه في النّفوس
بذرة حبّ
بطلْعها تُنسينا السّنوات
العِجاف...
في حضن الغد تستوي
سنابل مثقلات
وعيا ...رحمة...
في بيْدر الأمن تطرح
حِكَما ثمينة...
دعِ الهدل على حوافّ البِشْر
يتغنّى...يردِّد...
" ياناس حبّوا النّاس"
بِرّوا أمّكمْ...
إلى شفتيها أعيدوا البسمة...
بِمداد الصّدق دوّنوا
عقد التّسامح
حَقل أنس يسعدُ
الأرض الحزينة.
تونس...23 / 9 / 2017
(1) حِصَارُ بَيْرُوتَ " الذَّاكِرَةُ الْمَنْسِيَّةُ "
سَلِّمْ نَفْسَكَ أَوْ ..
أَوْ مَاذَا ؟
لَا خَوْفَ لَدَيْهِ كَيْ يَحْيَا
قَدْ حَسَمَ الْأَمْرَ وَمَاتَ !
(2) أطفال القمر
انْشَقَّ الْقَمَرُ ؛
عَلَى كُفُوفِ الصِّبْيَةِ
حَطَّ الْحَجَر
(3) الْإِصْرَارُ
أَمْوَاتٌ نَحْنُ يَا وَطَنِي
مُسْبَقَةُ الدَّفْعِ أَكْفَانُنَا
مُؤَجَّلٌ هُوَ الدَّفْنُ !
(4) مَرَاسِمُ الْاشْتِيَاقِ
أحبة فقدناهم لكننا أبدا لن ننساهم
عَلَى عَتَبَاتِ الْعِيدِ
أَمُدُّ يَدِي
نَبِيُّ اللَّهِ يَعْقُوبُ
يَتَحَسَّسُ رِيحَ الْغَائِبِ
✳️ ... ✳️
سَليْ عني الحروبَ المهلكاتِ
وأياماً لها طعمُ المماتِ
تُجِبْكِ بأنني ضادٌ قديمٌ
تعالىٰ أن يُكَرَّرَ في الحياةِ !!!
جهاتٌ أربعٌ ليلاً طواها
بملحمةٍ طَوَتْ كلَّ الجهاتِ ...
وإني إنْ سَريتُ بمظلماتٍ
أكنْ شمساً بليلِ المظلماتِ
أراجيزيْ مَضَتْ مَثَلاً عصياً
تُردِّدُها ثغورُ العاصياتِ ...
أنا ضادُ الضوابحِ من قديمٍ
وُلِدْتُ علىٰ سروجِ الضابحاتِ
إذا قَدَحَتْ خيولٌ من نِزارٍ
تراني شعلةً في القادحاتِ
وتلك قيامةٌ وَرِثَتْ سُباتاً
فكنتُ الفتحَ في عهدِ السباتِ ...
وكنتُ صَلاتَها في كلِّ فَرْضٍ
فلا ضادٌ تغيبُ عن الصلاةِ ...
أنا ضادُ المعاجزِ حيثُ أني
تُراودني الإناثُ من اللغاتِ ...
سأبقىٰ في الحياةِ كتابَ وَحْيٍ
وهل يُفنىٰ ( الكتابُ ) مِنَ الحياةِ !؟
حينَ عانقني همسُ النوافذِ المطلّةِ علىٰ الضفاف سرى دفءٌ غامرٌ في الروحِ رحتُ ألوّنُ بنسائمها رمادَ المداخنِ الساكنِ في السلالِ المعتّقةِ بنبيذ المراكبِ السارية عبرَ الظلال وقفتُ شاخصاً أنحتُ الفجرَ بصخرِ الشغفِ أتسلّقُ بينَ أمواجِ شواطِئ الغربةِ علىٰ طولِ المَدىٰ لا كلل في المسيرِ ولا تماهل في طيِّ المنازل أتهاوىٰ في دروبِ الذُهولِ كعصفٍ عبثتْ بهِ الريحُ وركلتهُ الزفراتُ تلتقطني مَحَارةُ الشروقِ علىٰ سعيرٍ ذَوَى باحتراقِ المشاعل في طريقِ النُورِ بَعيداً عَنْ سطوةِ الظروفِ وظلامِها القاهرِ ليسَ لأجراسِ القهرِ من سكون ما دامَ دفقُ الوتين ينبضُ بالعروقِ تأخذُني المفارقاتُ إلىٰ جزرِ اللاعودة بينمَا أقُومُ أنا بلعبةِ حَرْفِ المساراتِ الشواطِئ مرحنا النزِق حينَ يغادرُ حزمَةَ الرسائِلِ المربُوطةِ بشريطٍ أحمَر للذكَرى .
العِراقُ _ بَغْدادُ
أستيقظت من غفوتي
بعد أن شاركني...
الأرق
نصفها المظلم...
تأبطت جنوني
وحدقت في المرآة
المزدحمة بوجهي
سرحت شعري على عجل
ثم خرجت إلى الشارع
أتسكع كالعادة في الإسواق
المكتظة بالأشباح
وجوه شاحبة
أموات تنتظر
مراسيم الدفن
لم أمكث كثيراا
كنت ضجرا جداا
من الزحام
رجعت إلى البيت
مصطحبا ظلي معي
كنت خائفآ
أن يداهمني الليل
وافقد ظلي...
في عتمة الظلام
قُدَّ قَميصُكَ مِن دُبُرٍ
وَطَوَّقَتْ أَوصالُهُ مِعصَمي
حَسَراتٍ بِصَدري زَرَعتَ
وَجَدتُكَ.. تَرَكْتَني وَرَحَلـتَ
وَبِغَفوَةٍ... إلَيكَ هَمَمْتُ
لكِنَّكَ لليقظةِ
يا وَحيدي هَرَبْتَ
الليلة فُقِدْتّ في جوف الهذيان
لم أستيقظ من حلمي
منذ زمن
انتظرت موتي الذي سيأتي
مثل الوقت
يتركني مع خوفي من القادم
كيف سيكون؟
عندما أستيقظ
بلا ليّل
متسائلا
كيف سيكون النهار؟
هذا ما قالته الفراشة
لوهج النار المستعر
وهو ينثر الألوان
في زوايا المكان
دارت حوله بلهفة
رسمت بعض
الحروف والكلمات
رتبت طلاسم الروح
وما إن اقتربت أكثر
حتى تهاوت في
مجاهل الظلام..
خَرَجوا خِفَافا
نافِضينَ رمادَهُم
شَهَروا سُيُوفا مِنْ عَتَبْ
فَتَنَاثرتْ
زَهْرًا وَزَيْتُونا
وَحُبْ
وعَلا صراخٌ
هزّ أركانَ العُقَبْ
حرّيةٌ حرّيةٌ
حَطَّتْ على الباغينَ جَمْراً
آهٍ وكم !!
أَلْوَتْ رُكَبْ.
.
رفع الهجران سقف الشوق
ودس السم للوصل في تفاحة الحب
فأضحى، وأمسى، وبات، وغدا عزيزا لقاك
*
ما استسلمت؛ أبرمت صفقة حب ،
لكن عاطفتي وقعت ضحية ابتزاز
أفلست برصتي، خسرتُ أسهمي من هواك
*
دون جدوى، بالقرب قايضت لظى البعد
أهب العمر لقاء كسرِ من لحظةِ أنسٍ،
في أسمال الليالي الخوالي أشتم ريح رضاك
*
عبثا غالبت صهد نيران الشوق
على أمل استئصال أورام الغرام
و برمجة القلب على هدم كل معبر نحو لماك
*
فارسا من سلالة دنكشوطه كنت
نازلت حرقة الحب بسلاح الوله
فزت بأنواع الهزائم دون بلوغ هواك
*
قال من خبر الحياة
يا مستثمرا في عقار العاطفة
اعلم ان لا بلسم لجرحك الا من لظاك
*
لا حب إلا بين الوصال و الهجر
كالروح تسعى بين الشهيق و الزفر
الحياة وكل الحياة ان يعيش النقيضان في عراك
**
لصبَّ أجسادهم
كتماثيلَ على الشواطئ
حتى تختلف فيما بينها التوابيت..
قواربُ تبنتها الرمال
حين كانت تتأرجحُ من شدةِ الصفعات
بينما المجدافُ منكّسٌ
بيدِ المغادرِ من النهر..
حينما تغادرُ الأنهارُ الجسورَ
تسعى لحمل القواريرِ التائهةِ
كي لا تنشغلَ الضّفافُ بالردِّ على النظرات ..
جنوني الازرقُ
كالموجِ الهاربِ مع القراصنة
من لسعةِ الماءِ الباكي ..
قاربُ الأحلامِ
يطعنُ خريرَ النهرِ من الخلف
بنصلٍ من فكرةٍ
وقد تعدلُ مسارهُ كفٌّ مبتورة..
لم أكنْ أعرف قط
أن النّهرَ يحتفلُ بالموت
لأن في القعرِ آياتٍ تُتلى
وعلى السطحِ أهازيجَ النوارس ..
لم أوبّخِ السّمكَ يوماً عند الغرق
كان المتورطُ الموجَ الآتي
صحبةَ الصّياد ..
البصرة /١٦-٢-٢١
تمهل ..
رويدك أيها القلب
ماالذي حدث ؟؟
أحقا كل هذا الوجد !!!
وهذا العشق ..
أحقا خلعت رداء الخجل
وصرخت بصوتٍ عالٍ
رغم عيون عسس القبيلة
وأذانهم الصاغية لتمتماتك
وصرخت بكل وجع :
أحبه ...
هو لي .. هو عشقي
هو زهو أيامي
ودفء الليالي العقيمة
تبا لعمر لا ياتي بها
ربيعه
تبا لصباحات لا تشرق
بها شمسه
ولا يهطل به غيثه
تبا لريح الصبا
إن لم تأتِ محملة
بعطره ..
لايبتسمون في وجوه محبيهم
ولا يقولون لهم
وداعا .....وداعا
لأنهم قليلو الأدب
لا يشكرون من يحمل نعوشهم
لأنهم ناكرو الجميل
لا يشكرون من يشيع جنازاتهم
لأنهم جاحدون
لا يعرفون أدب اللياقة
ولا اللباقة
وأكثر من هذا وذاك
إنهم يعلنون عن وقاحتهم
ورعونة تصرفهم
أنهم لا يقولون شكرا
شكرا
لحفاري قبورهم
المغرب
(إلى كل الذين ذهبوا للبحث عن لقمة
العيش المرة ففارقوا الحياة في معمل
النسيج بطنجة)
هَل يَسْتَيْقِظُ الْمَوتَى
كَي يَنْدَبُوا حَظَّ هَذَا الْوَطَنْ؟!
مَنْ يَا وَطَنِي
مَنْ أنْجَبَ كُلَّ هَذَا الْألَمْ؟!
أَوْجَاعُنَا شَتَّى..
فَمَنْ يَرْثِي الْآنَ مَنْ؟!
طَنْجَةُ غابَةُ إِِسْمَنْتٍ
تَكَاثَفَتْ فِي الدُّخَّانِ وَاللَّهَبْ،
تَنَاسَلَتْ فِيهَا الثَّعَالِبُ وَالذِّئَابْ..
كَانَتْ تَعْلُو مِنْ جَشَعٍ
وَكَانَتْ مِنْ وَجَعٍ
تنْسُجُ للْفَرَاشَاتِ الْكَفَنْ..
طَنْجَةُ
اِمْرَأةٌ مِنْ تَعَبٍ وَمِنْ نَدَمْ
تَتَهَجَّى عُرْيَهَا فِي الْغِيَابْ
تَبِيعُ أنُوثَتََها فِي مَوَاخِيرِ فُجَّارِ الزَّمَنْ..
وَطَنْجَةُ
عُشُّ مَوْتٍ لِفِرَاخِ الْعَدَمْ
مِنْ سَغَبٍ أَنْبَتَ اللَّيْلُ رِيشَهَا
وَمِنْ وَهَنْ
رَفْرَفَتْ وَحَطَّتْ فِي شَتَائِلِ السَّرَابْ..
آيِلٌ لِلسُّقُوطِ هَذَا السُّقُوطُ
طَنْجَةُ
بُرْكَانُ بِكُلِّ لُغَاتِ الْحُزْنٍ تَكَلَّمْ..
مَوْتٌ تَقَاطَعَتْ فِيهِ الْخُطُوطُ
كَأَنَّهَا شِبَاكُ عَنْكَبُوتٍ لِصَيْدِ الْخَرابْ
فِي سَرادِيب وَقْتٍ مُكَمَّمْ!
يَرْفَعُنَا عَالِياً هَذَا الْهُبُوطُ
كَيْ تَرَانَا عُرَاةً كُلُّ الْأُمَمْ.
وَاحَرَّ قَلْبَاهُ!
هُوَ الْمَوْتُ المُعَمَّمْ!
أَمِنْ بَطْنِ لَيْلٍ تَخْرُجُ هَذِهِ الْجُثَثُ
لِتَصْرُخَ فِي الْعَلَنْ:
أَحَقّاَ كُلُّ هَذَا الْمَوْتُ فِينَا
وَقَدْ عَزَّ مَرْآهُ ؟!
لَيْسَ سِرّاً مَنْ يَنْهَش الرُّوحَ وَالْبَدَنْ..
فِي مُدُنِ الْكَدْحِ مَأْوَاهُ وَمَجْرَاهُ،
وَخَلْفَ صَمْتِ الطَّحَالِبِ الْمُخَادِعَةِ
تَحْتَمِي دِيدَانُ الْمِحَنْ
كْي تَسِفَّ الدَّمَ وَالْهَوَاءَ وَالتَّرَابْ..
وَاحَرَّ قْلْبَاهُ!
ذابَ حَرْقاً وِعَاءُ الْقَلْبِ أَيُّهَا الْوَطَنْ.
11 فبراير 2021
صوت الزمن
تيك..تاك ..........تيك..تاك
يتابع المسير
رجل يحب
تؤرقه القصيدة
لاينتبه للانتباه.... يمدد ليله حتى اخر الليل
صوت الزمن
تيك..تاك ..........تيك..تاك
يتابع المسير
حاولي......... حاولي ذات الضفائر تلوين اسمي واعبري على جثتي
حاولي ان تتمددي .... لتتسع بقيتي
لو أن يدي ...لو أن الهواء
لو أن بقيتي ..
لو أن كل شيء....... كل شيء تهمتي
نعم لو أن كل شيء تهمتي..... فلا تتهميني
اتهمي من علموني ان امشي على خطئي
من علموني ان الهبوط نحوك لعبة .........من علموك ان الصعود نحوي تجربة
و أنا أحيا و اموت ما بين كذبة و كذبة
من اجل ما قيل ........ ومن اجل ما سيقال
صوت الزمن
تيك..تاك ..........تيك..تاك
يتابع المسير
اجهزي سيدتي
اجهزي فالقصة تطول وتطول.......اجهزي لكي احلم حلمك
ولكي .....كي......كي اصدق ما تصدقين
وانا امشي حافيا ..... عاريا من تاريخك
صوت الزمن
تيك..تاك ..........تيك..تاك
يتابع المسير
كم مضى مني .......كم تبقى من بقيتي
تعالي سيدتي...........تعالي لنعيد العد من اوله
انا من اسميتك العد للوداع ..........تعالي لنعيد العد للوداع على ساعة العاشقين
تعالي حيث يطول الحلم ..... يطول الوداع
على ساعة الواقع...... كلّ شيء يخبز ماحوله
صوت الزمن
تيك..تاك ..........تيك..تاك
يتابع المسير
لاتهتمي سيدتي
لاتهتمي لظل لا مجسد له....يأتي من خلف الحلم
يحمل من ندم التاريخ.....واغتيال الجغرافية
من صوت المسنين ..... وجبن المعاصرين
يثقل سير ميزانه المكسور .......و اغنية الماء بطول الطريق
ذات الضفائر......راقبي سير الزمن
فسارق الخبز يبكي على فرن فارغ...... لا دمع لأمعاء يملؤُها الهواء
ليلها يطول .....ونهارها مفقود
صوت الزمن
تيك..تاك ..........تيك..تاك
يتابع المسير
12/02/2021
یتحدثون
عن الحریة
ویكرهون ضوء
الشمس
یرفعون شعارات
التمدن
ویحاربون
الٲحرار
مع بزوغ الفجر
یتكلمون عن
الجمال
وفي اللیل
یذبحون القمر
یكیلون بمكیالین
لهم وجهان
مثل العدس
یزینون كلامهم
یبشرون
ویمنحون
لكنهم في الخفاء
یخططون
ثم بعد ذلك
ینهبون
لكنّ المؤلم
لنا
هناك مضللون
یمجدونهم
في الخفاء والعلن
وٲمام الناس لهم
یصفقون!
16-2-2021
لم أصدق يوما أنّ
ستلدني ريشة العنقاء
طفت بالزمن
لألج قهر النسيان
يا ليتني ضممت أناي
و ما كنت عاشقةً
فارقت طائرتي الورقية
التي تاهت
وسط خديعة الأمل
شيدت لنفسي درب الظنون
تكدست الهزائم في طريقي
وداعا يا أمل الخديعة
أخذت كلي بنظرة
اندفعت لحفر قبري
نال مني الزمن
ليقتفي الوهم أثري
*: تراكمت السحب وأطبقت على الفضاء فحجبت نور الشمس وضاعفت من حرارة الجو... وغدا المساء قاتما مربدا تريق ميوعته اثقالا من الجفاف والشحوب...
*: أمطرت السماء بعد طول اختناق فلطفت من حرارة الجو... وتحرك النسيم فلاعب امواج البحر، تسنم سطوح اكواخ القرية ونزل الى الازقة وعابث الاشجار...
*: تكسرت اشعة الشمس على الأمواه فبدأت تجاعيد البحر كشفرات رفيعة تغرز ضياءها اللامع في بؤبؤ العينين.. رفع رأسه الى السماء كانت الشمس حارة وهاجة وتوجه بالزور الى الجنوب...
*: امسك عجلة القيادة حول الزورق الى الجنوب.. جثم فوق رؤوسهم ظل ثقيل.. انحسرت الموجة التي هزّت الزورق ، كان يهدر كحبيب قلب ارهقه الركض والخوف...
*: ما زال الشاطئ يلوّح كسيف بعيد لا تظهر منه الاّ سطوح البُرك...
*: ارى دخاناً يتصاعد فوق القرية ، يلطّخ الافق، والنيران تتصاعد من عدة بيوت .. انها تحترق...
*: ارتّج الزورق وأهتز عاليا ثم غاص في جب اظلم انفغر كالهاوية في قرارة الامواج...
*: خيل اليه ـ وهو يثوي في قعر البحر ـ شعر بجبال الظلمة تلين وبغصة حادة تتحشرج في صدره لفظ الماء المالح من حلقه وذب عن عينيه قطراته...
*: رفع رأسه فرأى رمال الشاطئ تقترب..
*: نشر الفجر خيطه الابيض فوق الهضاب وزرع في حزام الافق بهرة وامضة انبثق منها ضياء وردي شفاف...
*: قال متأملا الضياء: سيكون اليوم أشدّ حرارة...
*: نصنع نور الشمس ،غمر الارض بفيضه الذائب ...
*: القرية تشتعل...
*: النيران تضطرم في اكثر من مكان ناشرة دخانا رماديا يتأود في نور الشمس في انبثاقات خاطفة...
*: تسنمت الشمس كبد السماء فاشتد القيظ وحميت صولة الظهيرة ..
*: جفت الشفاه ويبست الحلوق ، ركب اليأس النفوس اختلجت اللهفة فوق الشفاه الظمآنة فزع الناس طوقوا الابواب يلتمسون جرعة ماء ...
*: سال العرق غزيرا على وجهه...
*: احمّر الشفق توشح بضياء وردي مرقط بقتامة تشبه الدخان المتصاعد من وراء ستائر شفافة وعلى اهداب الافق الذي مالت الشمس فيه للغيب اخذ الليل يرخي نقابا من الظلمة فوق جبهة السماء كان النقاب خفيفا شفافا يلف في طياته اجراما دقيقة سوداء تبدو وكأنها تفتت من اوشال السحب المبعثرة على شكل خصلات شقراء تمزقت فوق وجه السماء ...
*: رمق الغروب باكتئاب خيل اليه ان وحشت اضوائه انبعثت من انين الجرحى وحشرجات المحتضرين فوق محفات الاسعاف والدماء المسفوكة فوق اديم الارض...
*: هذا الغروب الذي لم يحل الاّ ان بلغت القلوب الحناجر ضهر في اضوائه المسفوحة في حمرة الشفق عذاب القرية بحرائقها ودمار بيوتها وضما سكانها وآلام جرحاها وتمزق اعصاب المحرومين من الراحة والهدوء والطمأنينة ...
*: استيقظ من الشرود وراء افكاره.. ارسل النظرة حواليه القرية تغوص في ظلام الليل...
*: اوغل الليل في ظلامه واخذ البحر يخلع عن القرية وطأة الحر وينشر فوق سطوح المنازل المتبقية غلالة من النسيم بارد...
*: بدت انوار المصابيح اليدوية التي تتحرك على هديها المحفات واطياف الممرضات نحو المستشفى هالات قمرية ترتعش في قبضة غيم يحجبه الظلام .. وداخل المستشفى نشر ضوء شاحب ركد فوق الاسرة والممرات في ميوعة وذبول باهت.. تطلع الى السماء، غبشه النور تسطو على الظلمة .. ازقة القرية تتجاهل ولادة الفجر...
*: الصق ذهنه في امور محببة الى نفسه تنهد في اغتمام ورمى عقب السيجارة وداسه بقدمه...
*: الصباح يزرع ضياءه في امواه الطرقات واشعته تتلقف السنة لهب النيران فوق سطوح منازل القرية ...
*: الصباح يغسل وجه القرية بنور جديد ..نور محترق .. يدّك الجدران ..ويلوي الحديد..
*:هبّت لفحة من القيظ على الرطوبة الغافية في ظلال الزقاق المعتم ...
*: لاحت الازقة بظلالها وفراغها الموحش وكأنها تنتظر من وراء ألسِنة اللهب المتصاعد من كل صوب اثرا رهيبا يفوق الهدم والشنق.. خيوط الشمس المتكسرة على زوايا عطفاتها وعلى الجدران المتشققة والابواب والنوافذ ترقط الظل بضياء أخّاذ لكنها عباءة مرقعة خرقتها خناجر محماة .. هذه الظلال...
*: هذه الظلال كانت لسكان القرية مدارج ثابتة في سلم الزمن تتسلقها الحياة في كل ثانية لتردي للشمس اماني القرية احلام الصبايا اخيلة الاطفال ذكريات الشيوخ ...
*: رددت الازقة صداً هائلا لدوي انهيار الجدران وسور القرية واللهب يتطاير من كل صوب تتثقب الجدران لتكون منها غرابيل
العراق/بغداد
15/2/2021
الليل..ينتصف
ظلام دامس
صمت مطبق
طرقاتي..خائفة
دروبي.. مبهمة
تحتضن بين أهدابها
جفون الليل
وأنا.. أحتضن
زفير آهاتي
الممزوجة بحرقة
دمعي المطوق
بأسوار الأنين
ماأنا..،
سوى أمس
راحل، صدفة
عابرة في دنيا
موحشة
ينتابني..،
شجن دفين
ميت.. ولست
بميت
كجذع.. شجرة
مصفر
هجرته فصول
السنين
الشوق إليك
لا ينطق عن
الهوى
إن هو إلا
حنين لمن
روته أهداب الروح
زمزم حياة
من الوجد
اكتوى
وعلى ذرا الأنباض
نصب خيام
الغرام
واستوى
قلبي من ذاك
الشوق براء
أنفق مدخرات الوجد
على ضفاف
انتظار
والذكرى عالقة
يتقاسمها زبد يعلو
موج أفكاري
وصخور جفاء
تنذرني
بمواسم وجد
لمآقي
ولهيب فراق
ياكل أخضر ويباس
التوق
يحرق غابات من
ذكراك
حضورك....
خمر قصائد
عناق أقداح
ثرثرة من رشفة
عنّاب
تأبى لحضورك
نسيان
والقلب مسيح
خرج عن دين الأوثان
كانت ترعاه أناملك
كالخرفان
قد آثر أن يتعلق
صلباً بين جفنيك
على عمدان
متى يسير بي
موكب حجّ
نحو شعائر قلبك
أرجم حجارة من
اغتراب
وأطوف حول
ضريح هواك
فقد طمى الخطب
بذكرى لدفن
جميل وصال
تسلل حافي الوجه
داخله أحزاني
هذا الوكت أمر مضحك ومخجل ومبكي على الشباب؟؟
أيها الشباب تعلموا الحب أولاً ثم اصنعوا له عيداً؟
فالحب ليس دب أحمر صغير ولاوردة حمراء تقدمها؟؟
الحب مشاعر انسانية تربط بين المحبين وتحترم المقابل وسمعة والصدق بالتعامل!!
والوفاء بالعهدوالاخلاص لمن تحب وتهوى وحب الخير!
والبقاء مع من تحب والتسامح على زلة لسان-- أو كلمة بسيطة !!
والحفاظ على مكان المحبوب في مستوطنة القلب ولب الذاكرة !!
وأن يكون حبك نقياً بعيد كل البعدِ عن الشهواتِ الحيوانية الاخرى؟
حبوا الوطن
حبوا دينكم
حبوا مدرستكم حبوا كليتكم
حبوا والديكم واخوانكم
حبوا الجيران وبناتهم
وبنات الزقاق الذي تعيشونَ فيه
حبوا الخير في نفوسكم
وحبوا الاخرينَ
عندها ستعرفونَ ماهو الحب الحقيقي
هل تعرفون أنتم يامن تحتفلون بعيد الحب من أين جائت هذه الممارسة الخاطئة والدخيلة علينا؟
لمن لايعلم فاليعلم؟
فالنتاين هو اسم قس روماني شاذ وزاني زنى ببنت الامبراطور الروماني الطفلة
بعد ان خدعها وخان الامانة حيث ارسلها والدها لتعلم أمور دينها
اولاً كسر القاعدة المقررة من الكنيسة بعدم السماح بالزواج من قبل القساوسة والراهبات ؟؟
وهو عيد للشواذ في وقتها ؟؟
استغلت هذه الحادثة الاجرامية للمجرم فالنتاين سياسياً من قبل المعارظين للقيصر سياسياً
كما استغلت من التجار والحرفين من صنع القلوب الحمراء والدببة ومعامل الخمور لتحقيق ارباح طائلة
أي أنتم تحتفلون بشخصية رجل فاجر زاني وشاذ جنسياً
وفي يوم كان اصلاً عيداً للشواذ
فعليكم أن تعلموا ماتفعلون بدون تقليد اعمى
ومتى ما بذرتم بذرة الخير في انفسكم ونبت تلك البذرة بالخير من اجل الجميع
واولهم والديكم واخوتكم
عند ذاك تعرف انكم نجحتم فى الاختبار؟
فالحب يعيش داخل الانسان مادام حياً وما ابقاه الله على قيد الحياة ولايستطيع ان يعيش اي انسان دونه وليس له يوم محدد ولولاه لما استمرت البشرية بل حتى الحيونات بالوجود؟؟
وشكراً للذي يفهم وعنده غيرة وكرامة
كثيرٌ من المسافات
تفصلنا
لكني أشعر ...
أنك أقرب
اليَ من نبض القلب
فأنا أمتلئ بك
كأنك فراشة
لاتفارق الزهور
وكالنوارس لاتعاف الشطآن
او كغيمة محملة
بديمة ربيعية
ما إن تنثال على الارض
حتى تفتح شفاهها
العطشى لها
فتورق وتزهر
بالجوري والياسمين
أنت معي
في ليليَ الداجي
قمرا
معي في عباداتي
سرعان ماتتراءى لي
وانا أصلي فتشغلني
ثم أستغفر ربي
فهو رؤوف بالعاشقين
أقراط المسك
المتدلية من يافوخ الصبح
على صدى صريرها
تتموسق خطوات الظلّ
خجلا تعبق
أطياف الأمس
ينزاح قليلا من خاصرتها
رمة وجد
في أعماقها ترقص
قطرات الطل
تتبوأ مقعدها شفيفاً
في الشهد..
ويروح ويغدو نورسها
تأشيرة عبوره
باقات الود و الورد
والسِفر المحكم بقيود الحقد
لا يغني ولا يسمن
بات كالوشم على ظاهر الجسد
نسمات من روض هواها
تتعندل بغنج..
صقعت ريح الهمّ
فذوى مذهولا يجتر
دفء الأمس...
ضحكت من أعماق شهيتها
تُقبّلُ قرط المسك
ف استل ربيب الهمّ
سيوف الحقد...
ب ناي النبع حزّت أنين شجونه
عاد متقهقرا...
توجسهُ نظرات الذئب
كم تجلدُ ضمائرَنا سياطُ النِّفاق
وتنهشُ أرواحَنا أنيابُ التَّصنُّعِ والزيف
كم تمزِّقُ شغافَ قلوبِنا خناجرُ الخداعِ والكذب
كم تستعبدُ عقولَنا الخرافاتُ والأوهامُ والأساطيرُ
كم تقيِّدُ سلوكيَّاتِنا مفاهيمٌ بائدة متعفنةٌ
تتحوَّلُ إلى هلوساتٍ وأفعالٍ قسرية
تتحكَّمُ بنا ...تخدِّرُ أحاسيسَنا ...تيبِّسُ مشاعرَنا
تُحيلُنا إلى أرقامٍ مهمَّشةٍ خارجَ سفرِ الحياة
نولدُ عبيداً تقمِّطُنا سلوكياتُ ومفاهيمُ وعاداتُ أهلِنا
اللاواعية والمحنَّطة في مقابر الماضي
يستلمُنا المجتمعُ ليصبَّ في صندوقِ عقولِنا
حاوياتٍ من الزبالةِ والأقذارِ والتفاهاتِ وسفاسفِ الأمور
يلوِّنُنا المجتمعُ بآلاف الألوان
ويشكِّلُنا بما لا يُعدُّ ولا يحصى من الأشكال
نتقنَّعُ بألفِ ألفِ قناع ونتوجهنُ بألفِ ألفِ وجه
نغتربُ عن ذواتِنا ونصبحُ بلا هوية ولا انتماء .
أصبحنا ننتمي إلى ألفِ ألفِ صنمٍ
ونخضعُ لألفِ ألفِ إله
غرباءٌ عن ذواتِنا غرباءٌ عن جوهرِ كينونتنا
غرباءٌ.. غرباءٌ في صحارى مقفرة موحشة
تلوكُنا وتمضغُنا أضراسُ البؤسِ والنَّوائبِ
وتتقيؤنا أفواهُ النَّكبات والكوارثِ
نقفُ حائرين تلفُّنا غمامةٌ قاتمةٌ من الذهولِ والاندهاشِ
من نحنُ ؟؟؟ولما نحنُ في هذا الوجود ؟؟؟
من جفَّفَ ينابيعَ الفرحِ في قلوبِنا ؟؟
من يبَّسَ أزهارَ السعادةِ في أرواحِنا ؟؟
من خنقَ الأملَ وذبحَ الرجاءَ في نفوسِنا ؟؟
من أحالَنا حجارةً وحصىً
مرميةً خارجَ قارعةِ دروب الحياة ؟؟
من غرزَ الأشواكَ في مآقينا وأحالَ دموعَنا
دماءً سوداءَ تنزفُ من أرواحِنا المتحنِّطة ؟؟؟
من أحالَ أحلامَنا وأمانينا
إلى عقاربَ وأفاعي تُشبِعُنا لسعاً بدلاً
من أن تطيرَ بنا إلى شواطىء السعادة ؟؟
ونظلُّ عبيداً مهمَّشين لأننا لم
ولن نتجاسرَ أن نقولَ :لا للطواغيت المعشِّشة
في عقولِنا وأرواحِنا
لم ولن نتجاسرَ أن ننزعَ عنا أقمطةَ الطفولةِ
التي قمَّطنا بها مجتمعٌ جاهلٌ متعفِّنٌ
آهٍ أيَّتها البشريةُ كم انت شقيَّةٌ
آهٍ أيها الإنسانُ كم انت معذَّب
أتحسس آثار الجفاف الذي نكب به الوادي...
أتنكب الأديم واقبض بعضه ... أفرك طينه بيدي ... أمرره بين أصابعي
أنفح به ..أذروه ... أتابع أثيره وأثاره ...تحت الشمس ..
أعود لاستنشق بقايا الريح على راحتي ... تحت الشمس
هل أصل ...؟ أوشكت ولاحت لي تباشير ظهوره وسحنة المشهد ...
والشجن المغمغم يسترقني ...يدغدغ مسمعي فأستبيح ...
على وشك وعناء وصلت ...
تعرج والتواء وانثناء على ورد النبع وقعت...
أين الحياض والشلال الذي يصرصر كل ليل ...
يؤنس المستوحشين في الظلم
أين الصدى والصليل ...
أيسترد الوادي قصيدته والتفعيلة والميزان ..؟
أيرمي بالدلو الهرئ المتآكل حتى فقد حديده ؟
ويعود للخرير ...؟
لن يستتر الضفدع ببضع ظله
ويخالط منسوب النبع ودفق الشلال
هكذا حكت لي طينتي وهي تحضن سنبلتي بين الأوحال
لا زلت تمشي بعينيك
ذات الخطى العميقة
على خيوط الكانفاس
مرة على شجرة
ومرة...
على جسر خال
يمر على شاطئ
يعج بالسكارى والمشردين
وأخرى..
على طريق ضيقة وغير معبدة
تجذبك بقاع الألوان نحو بئر قديم ..
بجانب كوخ ..
وكأن العطش يقسمك الى نصفين
لا ترى من الماضي إلا خريفا ..
يضطجع على الأوراق
ومن الحاضر سقوط متجزىء ..
للنصف الآخر
أكثر ما يمكن أن تتمناه هو أن يصبح شعرك طويلا مستديرا ..
ليساعدك على الهبوط
هناك .. !!
حيثما تتواجد الأسرار المخفية التي ظللتها فرشاة أقدارنا
تنعم بالعتمة ..
تتصاعد منها الأبخرة
ويعلوها دخان
كأفعى تتراقص على نغمات ناي لراع مجهول
صهيلُ الموجِ بعينيكِ
يعبرُ كلَّ النّوافذِ
وأنا أصطدمُ بكآبتي
ونوافذي محاطةٌ بالنعيقِ
أعيدي تلكَ الأغنيةَ
فصوتُكِ الرّبانُ يقودُني
إلى دروبٍ تلوبُ في دمي
أشيّدُ على يديكِ أحلامي
وأنتِ تصدّقينَ أنّ الأزهارَ
تعبقُ سمّاً
وأنّ للفراشاتِ مخالبُ!!
رتّقي جرحي فلن أعاتبَ
فأنا كبيرُ النّوارسِ
مهما تزاحمت على الشّطِ الضّفادعُ
جرحي داليةٌ
ودمي رغيفٌ
أعيدي تلكَ الأغنيةَ
لأعرفَ كم عاماً تبقّى من عمري
أنتِ الغناءُ الأخيرُ
سيرسو القلبُ في عينيكِ
وأنتِ السّياج ُ
الذي يواري نحيبي
وختامُ النّشيد
أحبُّكِ ..
والقلبُ لا يماري
فاخرجي من عيوني
شمساً تحرقُ الغيومَ
فأنا حروفُ الاشتعالِ
أخرجي كوكباً من دفاتري
فأنا دروبُ المآلِ
واخرجي من دمعتي
مُهرةً
فأنا حنينُ الليالي
أعيدي تلكَ الأغنيةَ
إنّ أشجارَ القلبِ ظامئةٌ
وشمسَ الرّوحِ عمياءُ
سمراءُ ..
عيناكِ تجذبانِ المطرَ
فوقَ حقولِ الرّوحِ
وأنتِ هديلُ الشّجرِ
غنّي يا من تروينَ البحارَ
فأنا بوابةُ المدى
لعينيكِ أطلُّ ضياءً
في عالمٍ يمتهنُ الغدرَ
غنّي لأكتبَ القصيدةَ
ولن أبالي ..
بضرباتِ الزّمنِ *.
حلب..عام1986م.