هو أبوعبد المهيمن عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل يتصل نسبه بالحسين السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم
ولد بمدينة أسلافه (المراوعة ) سنة 1377 هجرية
وعندما اصبح في الخامسة عشرة من عمره رحل رحلة علمية إلى مكةالمكرمة وكانت الحلقات التدريسية في ساحة الحرم وحول الكعبة عامرة بالحضور والقراءة على كثير من الأعلام والأئمة الكرام.
وفي غضون هذه السنين حصل على شهادة ثانوية معادلة للدراسة الاعدادية الثانوية العامة ثم قصد المدينة المنورة ملتحقا في سلك طلبة الجامعة الإسلامية بكلية الشريعة ، فدرس على أعلامها حتى حصل على شهادة (البكالوريوس ) عام 1397 .
ثم انتقل عائدا إلى مكة المكرمة والتحق بالدراسات العلياء بجامعة ( أم القرى) وحصل على درجة ( الماجستير ) بأطروحته الموسومة ( الأنكحة الفاسدة ) عام 1403هـ
واصل دراسته في جامعة أم القرى ب(مكة المكرمة ) حتى حصل على شهادة ( الدكتوراه ) في الفقه وأصوله بتقدير ( ممتاز ) وذلك سنة 1408 وكانت أطروحته تحقيقا لجزء من كتاب ( الحاوي الكبير ) للماوردي .
بدأ حياته العملية بالتدريس فعـيِّن مدرسا في معهد الحرم المكي الشريف الذي يتميز بقوة مناهجه ، وكفاءة مدرسيه , وهو يقع في ساحات الحرم .
احب الادب والشعر منذ صباه ونظمه وهو على مقاعد الدراسة ومن جميل شعره يقول :
أَرَاكَ سَبَحْتَ فِي لُجَجٍ مِـنَ الآثَـامِ وَالتُّهَـمِ
وَمَوْجُ الْخِـزْيِ تَرْكَبُهُ وَتَعْلُـوْ هَامَةَ الْوَخِـمِ
شَرِبْتَ حُثَالَةَ التَّضْلِيْلِ وَالآفَـاتِ وَاللَّـمَـمِ
عَمِيْتَ فَمَـا تَرَى عِبَرًا وَلا تَصْغِـي إِلَى كَلِـمِ
أَضَعْتَ الدَّهْرَ فِي لَعِبٍ وَعَيْنُ اللَّهْـوِ لَمْ تَنَـمِ
سَكِرْتَ بِخَمْرِ مُنْحَرِفٍ ثَمِلْتَ بِنَـاكِثِ الذِّمَـمِ
وَقَفْتَ عَلَى شَفَى جُرُفٍ وَهَاوِيَـةٍ مِـنَ النَّـدَمِ
إِلَيْـكَ أَزُفُّ مَوْعِظَـةً وَنُصْحًا صِيْغَ بِالْحِكَـمِ
أَتَاكَ الشَّيْـبُ مُتَّـزِرًا بِثَوْبِ الضَّعْفِ وَالسَّقَـمِ
أَتَى كَالْغُـوْلِ وَالأَفْعَى بِسُمِّ الْعَجْــزِوَالْهَـرَمِ
وَكَمْ يَـاصَاحِ مِنْ نُذُرٍ تُحِيْطُ وَلَمْ تَبِـنْ لِعَمِـي
وَإِنَّ الْمَـوْتَ مُنْتَظِـرٌ فَحَــاذِر ْزَلَّـةَ الْقَـدَمِ
وَتُبْ عَنْ كُلِّ مُخْزِيَـةٍ وَلُـذْ بِاللهِ وَاعْتَـصِـمِ
ويقول في النصح والارشاد ايضا :
أَلَهَوْتَ فِي الْمَلْهَى الْفَسِيْحْ
وَنَسِيْـتَ مَثْـوَاكَ الصَّحِيْحْ
وَسَهِـرْتَ لَيْلَكَ عَـابِثًـا
وَصَحَوْتَ تُنْشِـدُ فِي الْمَلِيْحْ
وَبَنَيْتَ قَـصْـرًا شَامِخًـا
وَنَظَمْتَ فِي الْقَصْـرِ الْمَدِيْحْ
وَطَرِبْتَ مِـنْ فَـرَحٍ بِـهِ
وَنَسِيْتَ قَبْـرَكَ وَالضَّرِيْـحْ
أَيْنَ الْقُصُـوْرُ النَّاطِحَـاتُ
السُّحْبَ فِي الْجَـوِّ الْفَسِيْحْ
أَيْنَ الْحُصُوْنُ وَمَـنْ بِهَـا
سَحَقَ الْجَمِيْـعَ مَهَبُّ رِيْحْ
ذَهَبُوا كَمَـا ذَهَبَ الأُولَى
سَبَقُـوا فَهَلْ مِنْ مُسْتَـرِيْحْ
أَيَنَـامُ جَفْنُـكَ هَـادِئًـا
وَالْمَـوْتُ مُنْتَظِـرٌ يَصِيْحْ
دُنْـيَـاكَ ظِــلٌّ زَائِـلٌ
فَارْجِعْ إِلَى الْعَمَـلِ النَّجِيْحْ
وَاسْكُبْ دُمُوْعَكَ خَشْيَـةً
وَاسْهَرْ مَعَ الْجَفْنِ الْقَـرِيْحْ
وَاعْـبُـدْ إِلَهَـكَ مُخْلِصًا
وَاخْضَعْ بِسَمْعِكَ لِلنَّصِيْحْ
وقال في استقبال الشهر الفضيل ( رمضان المبارك ):
أَهْـلًا وَسَهْلًا بِشَهْرِ الصَّوْمِ وَالذِّكْرِ
وَمَرْحَبًا بِوَحِيـدِ الدَّهْـرِ فِي الأَجْرِ
شَهْـرُ التَّرَاويْـحِ يَا بُشْرَى بِطَلْعَتِهِ
فَالْكَوْنُ مِنْ طَرَبٍ قَدْ ضَّاعَ بِـالنَّشْرِ
كَـمَ رَاكِـعٍ بِخُشُوْعٍ للإِ لَهِ وَكَمْ
مِنْ سَاجِـدٍ وَدُمُـوْع العَيْنِ كَالنَّهْرِ
فَاسْتَقْبِلُوا شَهْرَكُمْ يَاقَوْمُ وَاسْتَبِقُوا
إِلَى السَّعَـادَةِ وَالْخَـيْرَاتِ لاَ الوِزْرِ
إِحْيُوا لَيَالِيهِ بِالأَذْكَـارِ وَاغْتَنِمُـوا
فَلَيْلَةُ الْقَـدْرِ خَـيْرٌ فِيهِ مِـنْ دَهْـرِ
فِيْهَا تَـنَـزَّلُ أَمْـلاَكُ السَّمَاءِ إِلَى
فَجْرِ النَّهَارِ وَهَـذِيْ فُرْصَـةُ الْعُمْـرِ
اصدر عددا من الكتب الثقافية والدينية منها مايلي :
1- الأنكحة الفاسدة - دراسة مقارنة .
2- تحقيق كتاب النكاح من الحاوي الكبير للماوردي .
3-النحو المستطاب ـ طبع أكثر من عشر مرات
4-تحقيق السفير في أصول التفسير .
5- حقيقة البرق والرعد .
6- عظم المنة في رؤية المؤمنين ربهم في الجنة .
7-الصوم وأحكامه .
8- المذكرات النحوية شرح الألفية .
9- مغناطيس الأدباء .
10- روضة الشعر الهادف .
واختم البحث عن الشاعر عبد الرحمن الاهدل من السعودية بهذه القصيدة الرائعة في الدفاع عن الحبيب المصطفى يقول:
أَتَهْزَأُ بِالْمُخْتَارِ يَا سَوَءَةَ الدَّهْرِ
وَيَا قِمَّةَ التَّضْلِيْلِ وَالْخُبْثِ وَالْغَدْرِ
أَتَسْخَرُ مِنْ شَخْصِ النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ
رَسُوْلٌ أَتَى بِالْحَقِّ وَالْخَيْرِ وَالْيُسْرِ
رَسُوْلٌ حَبَاهُ اللهُ نُوْرًا وَحِكْمَةً
وَأَيَّدَهُ بِالنَّصْرِ فِيْ سَاعَةِ الْعُسْرِ
تَحَلَّى بِأَخْلاَقِ الْكِرَامِ وَإِنَّهُ
رَؤُوْفٌ رَحِيْمٌ مَنْبَعُ الْفَضْلِ وَالصَّبْرِ
مَحَا ظُلُمَةَ الطُّغْيَانِ وَالْجَهْلِ وَالْهَوَى
بِعَدْلٍ وَإِحْسَانٍ وَبِالرِّفْقِ فِي الأَمْرِ
وَمَا الصَّفْحُ إِلاَّ شِرْعَةٌ وَسَجِيَّةٌ
لَدَى الْمُصْطَفَى مِنْ دُوْنِ مَنٍّ وَلاَ كِبْرِ
كَرِيْمٌ حَلِيْمٌ مَا تَوَانَى عَنِ الْوَفَى
وَلاَ ضَاقَ ذَرْعًا مِنْ عَنَاءٍ وَلاَ فَقْرِ
عَلَيْهِ صَلاَةُ اللهِ ثُمَّ سَلاَمُهُ
وَأَخْزَاكَ رَبُّ الْعَرْشِ يَاخِنْزَبَ الْعَصْرِ
رَكِبْتَ عَلَى مَوْجٍ مِنَ الْخِزْيِ فَارْتَقِبْ
دُوَيْهِيَةً سَوْدَاءَ غُوْلِيَّةَ الْقَعْرِ
حَيَاتُكَ فِيْ ذُلٍّ وَوَقْتُكَ جَمْرَةٌ
وَفِكْرُكَ لَمْ يَسْلَمْ مِنَ الدَّاءِ وَالضُّرِّ
فَمَنْ رَامَ نَقْصَ الْمُصْطَفَى قَذَفَتْ بِهِ
خُطُوْبُ الرَّزَايَا فِيْ سُجُوْنٍ مِنَ الذُّعْرِ
وَزَجَّتْ بِهِ الآَفَاتُ فِيْ كُلِّ مِحْنَةٍ
وَصَارَ عَلَى دَرْبٍ مِنَ الذُّلِّ وَالْقَهْرِ
خَسِرْتَ وَلَمْ تَكْسَبْ سوى الضيم وَالرَّدَى
خَسِئْتَ فَأَنْتَ الشَّيْنُ وَالْمَيْنُ لَوْ تَدْرِيْ
وَأَنْتَ سَقِيْمُ الْفِكْرِ وَالْقَلْبُ مَيِّتٌ
وَأَنْتَ لَئِيْمُ الطَّبْعِ تَرْتَاحُ لِلْوِزْرِ
أَتَاكُمْ رَسُوْلُ اللهِ بِالنُّوْرِ وَالْهُدَى
وَأَنْذَرَ مَنْ يَعْصِيْهِ بِالْوَيْلِ فِي الْحَشْرِ
وَعَلَّمَكُمْ دَرْبَ النَّجَاةِ مُبَيِّنًا
لِمَا جَاءَ فِي التَّنْزِيْلِ سَطْرًا عَلَى سَطْرِ
ضَلَلْتُمْ وَحَرَّفْتُمْ كِتَابَ هِدَايَةٍ و
َمِلْتُمْ وَأَسْرَعْتُمْ عِنَادًا إِلَى الشَّرِّ
وَآمَنَ مِنْكُمْ بِالنَّبِيِّ أُولُوا النُّهَى
أَولُوا الْعَدْلِ وَالإِنْصَافِ وَالْفَهْمِ وَالْفِكْرِ
وَكَمْ شَهِدَتْ مِنْكُمْ رِجَالٌ بِنُبْلِهِ
وَأَخْلاَقِهِ الْعَلْيَاءِ عَاطِرَةِ النَّشْرِ
فَهَلاَّ تَأَمَّلْتُمْ بِعَيْنٍ بَصِيْرَةٍ و
َفِكْرٍ مُنِيْرٍ مُنْصِفٍ بَاسِمِ الثَّغْرِ
وَرَاجَعْتُمُ التَّارِيْخَ فِيْ نَعْتِ أَحْمَدٍ
فَإِنَّ رَسُوْلَ اللهِ كَالشَّمْسِ وَالْبَدْرِ
مُضِيْئًا مُنِيْرًا هَادِيًا وَمُبَشِّرًا
هَدَانَا بِفَضْلِ اللهِ لِلْخَيْرِ وَالأَجْرِ
وَأَنْقَذَنَا مِنْ ظُلْمَةِ الظُّلْمِ وَالْهَوَى
بِدِيْنٍ قَوِيْمٍ مَنْبَعِ الصِّدْقِ وَالطُّهْرِ
أَلَمْ تَقْرَإِ الْقُرْآنَ مُعْجِزَةَ الْوَرَى
أَلَمْ تَسْتَمِعْ يَوْمًا لآيٍ مِنَ الذِّكْرِ
أَلَمْ تَتَأَمَّلْ فِيْ ثَنَايَا سُطُوْرِهِ
وَمَا حَمَلَتْهُ الآيُ مِنْ سَالِفِ الدَّهْرِ
فَفِيْهِ نِظَامٌ شَامِلٌ مُتَكَامِلٌ
يَفِيْ بِاحْتِيَاجِ الْخَلْقِ يَكْفِيْ مَدَى الْعُمْرِ
وَفِيْهِ عُلُوْمُ الأَوَّلِيْنَ وَيَنْطَوِيْ
عَلَى كُلِّ آتٍ فِيْ فَلاَةٍ وَفِيْ بَحْرِ
تَلاَهُ رَسُوْلُ اللهِ فِيْ كُلِّ مَجْمَعٍ
وَكَانَ هُوَ الأُمِّيُّ فِيْ مَعْشَرِ الْكُفْرِ
فَمَا حَادَ عَنْ آيٍ وَلاَ كَانَ لاَحِنًا
وَلَكِنَّهُ وَحْيٌ أَتَى النَّاسَ بِالْبِشْرِ
فَصَدَّقَهُ قَوْمٌ لِصِدْقِ حَدِيْثِهِ
وَعَانَدَهُ قَوْمٌ فَمَاتُوا عَلَى الْخُسْرِ
وَيَا أُمَّةَ الإِسْلاَمِ أُمَّةَ أَحْمَدٍ
قِفُوا وَقْفَةَ الآسَادِ فَالْكُفْرُ مُسْتَشْرِيْ
أَيَسْخَرُ أَهْلُ الْكُفْرِ وَالظُّلْمِ وَالْقَذَى
بِسَيِّدِنَا الْمُخْتَارِ يَا أُمَّةَ الذِّكْرِ
أَلَمْ تَعْلَمُوا أنَّ احْتِقَارَ نَبِيِّنَا
هُوَ الطَّعْنُ فِي التَّشْرِيْعِ فِي الْبَطْنِ وَالظَّهْرِ
وَأَيُّ حَيَاةٍ وَالشَّرِيْعَةُ تُرْتَمَى
بِسَهْمٍ مِنَ التَّشْكِيْكِ وَالْهُزْءِ وَالسُّخْرِ
فَسُدُّوا عَلَى الأَعْدَاءِ بَابَ سَفَاهَةٍ
وَبُشْرَاكُمُ يَا قَوْمُ بِالْفَوْزِ وَالنَّصْرِ
وَصَلُّوا عَلَى طَهَ الْمُشَفَّعِ فِي الْوَرَى
وآلٍ وَأَصْحَابٍ شَفَى بَأْسُهُمْ صَدْرِيْ
.
امير البيــــــان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى - بلـــــد روز