أبحث عن موضوع
السبت، 8 مارس 2014
لم تعد عناويني مؤهلةٌ............... بقلم الشاعر عجيل العجيلي / العراق
لم تعد عناويني مؤهلةٌ
ولا الأيام تعنيني
تاهت برشدها عني
وماعادت تُدَ ليني
على موطأ الشوق
في بحرٍ تلاطمَ موجهُ
عزفتُ على أمواجهِ
أحلى تلاحيني
فيهِ ألأعنه تشابكت
وتعذرت على مثلى
فك خناقها ...
وأحرر مرساتي لترسيني
تمزقت فيها أشرغتي
ومرساتيَ أحترقت
في وحل ستيني
ونامت العين التي ومضت
لترسم النبضَ
في مجرى شراييني
وباتَ جلَ ديدنها
تذيبَ الثلج
في أقداحِ تشريني
وأحلامي قد صدأت
في عيون وسادتي
ووسادتي خاليةٌ
من أي شيٍ
كان يغريني
يأيها الحلمُ الجريح
هلا بنزفكَ تستريح
وتنفض عبار الورد
عن فوهة براكيني
وتكونَ لي بلسماً
يعاودَ رسم الربيع
ويطرد الغربان التي نعقت
على رأسي تواسيني........................ من بركان قلمي في 8 /3 / 2014
الى المسافرة بلا عنوان............ بقلم حسن نصراوي حسن / العراق
الى المسافرة بلا عنوان
الى صاحبة القلب الطيب جدااااا
كانت هذه المثمنة ............................
نامي................................................
لو كانَ من مَلَكٍ يُرفرفُ في جَـناحٍ أخـضَـرِ
من نُورِ فجـــرٍ غـَـامــرٍ عندَ الفَضــاءِ النَّيـرِ
لو كــانَ من أمــلٍ بقلبٍ مُـفعــمٍ مـُـتنـوِّرِ
قد مدَّ في حدقِ الرؤى ضوءً بلونٍ مُسفـرِ
مثلَ الصَّـباحِ غداةَ طلَّ بطرفِ طفلٍ أحــورِ
أو مثلَ أُغــنيةِ البراءةِ فــوقَ غُصنٍ مُزهـر
لو كان من شيءٍ ينمُّ عن الجمال المُبهرِ
سيكونُ أنتِ بدونِ شكٍّ يا نعـــيمَ الكــوثرِ
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
لا شيءَ بعــدكِ قد أراهُ لمـــقلتي وبـرؤيتــي
ولأنتِ أُغــــنيةُ النــقاءِ بعـــالمٍ هــو بغـــيتـي
والشـــعرُ ماذا قد يكـــونُ وانتِ انتِ منـــيتـي
الشعرُ يخجلُ إِن دنى فيضا يعانقُ بســـمتـي
ومشـــاعرُ الانســـانِ أُمـــنيةٌ تريقُ تشــتُّتـي
سَيلملمُ الحَدقُ المُسافرُ في الظّنونِ لِمُنيتي
اضــواءَ فجـــركِ حيثُ انتِ وليس ثمـــةَ وحـدةِ
ويَـعـــودُ مُنبعــــثاً وكــَـانَ رَفيـــفَ وَردٍ ميِّـــتِ
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
قَدَّســـتُ حـرفاً انتِ فيهِ عــبيرَ وردٍ مـفـعــمِ
ورســـمتُ منهُ مفـــاتناً نثَّتْ ضـياءَ الأنجـــمِ
كتبـــتْ على ليلِي روائعَ شـــاعرٍ متــــرنِّــمِ
كقصـــيدةٍ عــذراءَ ضجَّتْ بالفـــؤادِ المغـــرمِ
او وردةٍ ســكبتْ ندى اشـــواقِها في برعــمِ
قدستُ روحكِ وانحنيتُ على يديكِ لتفهمي
إِنَّ الـــزَّمانَ بكــــلِّهِ حـــرفٌ أُريـــقَ بعــــندمِ
قد تاهَ مـــؤتلقاً وروى وردَ حســـنَكِ بالــــدَّمِ
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
قِيثارةَ الفَجر الطروبِ على المَدى المـُـترامي
يا كـَـرنفالا من وُرودٍ فـــوقَ أحـــلامِ الـهــيامِ
يا بوحَ أغنيةِ الجَّمـالِ يُريقُ أشـــواقَ الغـَــرامِ
أو لوحةَ المَجدِ العظيمِ بلونِ وحيٍ منْ سَلامِ
أنا مـَنْ أنا إِلا خُرافةَ شـَــاعرٍ أبكي إِنهــزامي
فأراقــصُ الكلماتِ مَعــنى قدْ تأثَّرَ باحـــتدامِ
لأعيشَ بوحَ قصيدةٍ عذراءَ يكـتبها حُطـــامي
فتـَـألقي وتَرقــرقي شِعراً خـَــرافياً وَنامــي
ياليلنا الطويلْ ................ بقلم عدنان ابو النصر / سوريا
ياليلنا...........الطويلْ
ياغفوةَ الأطفالِ في المهدِ الرطيبْ
ياملعبَ الأشباحِ في البيتِ العتيقْ
ياراجعاً تشتاقنا عاماً فعامْ
هل مَسّنا شيءُُ دخيلْ؟؟؟
تدوسنا تحتَ الأُكَرْ وتعلنُ الحدادْ
أهديكَ موالي فتهديني الصهيلْ
أعطيكَ ألحاني وتعطيني النحيبْ
أسقيكَ أفراحي وتسقيني العويلْ
#عدنان_أبو_النصر
صـــــباح الخــــير يا أمــــــــــــي ......... بقلم الشاعر حسن هادي الشمري / العراق / ميسان
صباحُ الخير
ِ
يا أمي ويا ( أهلي )
صباحُ الورد ِ
والحناء ِ والنخلِ ِ
صباحُ ُ الخيرِ
يا قداحةَ ( الأحبابْ )
صباحُ الشعر ِ والعشار ِ
والجيكور ِ والسيابْ
ففي الغربة ِ يا أمي
بكتْ حزنا ً مواويلي
واشتاقتْ ...
لتمسحَ دمعَ عينيك ِ
مناديلي
صباحُ الخير ِ
يا أحلى صباحاتي
صباحُ الخير
ِ
يا وجعي ...
الذي أبكى جراحاتي
ويا أحلى حروفا ً
في كتاباتي
ففي الغربة ِيا أمي
قد انطفئت قناديلي
وماتتْ كلُ أحلامي
مسيحا ً ...
ضاع َ انجيلي
صباحُ الخير ِ
يا شمسي ويا قمري
صباحُ الخير ِ
يا فرحي ...
ويا أنشودةَ المطر ِ
ففي الغربة ِ يا أمي
قد اختنقتْ حكاياتي
وكمْ تاهتْ ...
نجومي في سماواتي
صباحُ الخير ِ
يا أعذبَ أنهاري
ويا لحنَ نهاراتي
الذي يغفو على أوتار ِ
قـــــــــــيثاري
ففي الغربة ِيا أمي
قد احترقتْ دواويني
وضاعتْ ...
في متاهاتي عناويني
صباحُ الخير ِ
يا ليلي وسماري
صباحُ الخير ِ
يا وطني ويا داري
ويا صدرا ً...
بهِ أودعتُ أسراري
ففي الغربة ِيا امي
تمزقني جراحاتي
تشطرُني ...
وأجمعُ كلَ أوصالي
ولا أدري أيا أمي
ويا أختا ً لأخوالي
متى في حضنّك الدافيء
سَيغفو حزنُ موالي
وفي وطني
يَحطُ ركبُ ترحالي
جمهورية العراق / ميســــــــــــان
بمناسبة عيد المرأة اهدي في الثامن من مارس ............ بقلم الشاعر رياض الدليمي / العراق
في الثامن من مارس
تضيئينَ السماءَ
تتعطلُ الكواكبُ عن مهامها
تسري بكِ الملائكةُ
حيثُ المدارِ الأخير .
في يومٍ ربيعيٍّ بهيجٍ
يَمدُ لكِ الرّبُ مشكاتهُ
ويهبكِ زيتونَهُ ،
في عيدكِ
تنامُ طيورُ التدوينِ
وتَسبتُ الأكتافُ
وتبيّضُ الصحفُ
لِعينيكِ
يغلق الرّبُ محاجرَهُ السَعير ،
من اجلَ مخاضكِ
ووجعِ الجدائل نطمع برحمتهِ.
جناتكِ لا يدخلها سِواكِ
يَرسمُها لكِ
وأنتِ تضعينَ لمساتكِ الأخيرةِ
لحدودها
وتفاصيلَ السكانِ
فيخشعُ الطيرُ والشجرُ
والجبلُ
هل خشعتُ أنا ؟
ربما نسيتُ
وسهوتُ عن صلاةٍ
اتاملُ حُمرةَ التفاح .
أنتِ والرّبُ
أَسالكما ....
هل تشفعينَ لحماقاتي
أنا المُضطهِدُ لنرجسيةِ الروح ،
الضالُ ،
المتجبرُ على صبركِ
وزهدكِ ،
وأنتِ ترضعينَ السوسن بعبقِ روحكِ .
يَهبكِ نورهُ
فتمنحينَ الشمسَ
الوهجَ ،
وللنهارِ الغسق .
احتفي يا معشوقةُ الرّب
بعيداً عن مضاجعِ هوسي وجنوني ،
بعيداً عن سيوفي وقتلاي
وأشلاء ضحايا غطرستي ،
أنا الذي ترفضهُ جناتُ الله
أنا الميّتُ
تحتَ شهوةِ البرتقالِ
ولذةِ التوتِ ،
أَكتبُ قصيدةَ
عيدكِ
في الثامنِ من مارس .
الجمعة، 7 مارس 2014
القصيدة الأخرى................... بقلم الشاعرة خديجة السعدي / العراق
بالدفء ذاته،
بذرّات التراب
وهواء أسطح الفقراء،
بتلك الأرصفة التي جمعتنا
يومَ اللقاء،
بالظلام الذي لم ينقشع بعدُ،
بالهموم والتعب،
وصوت أمي، وصورتها...
كيف أنجو من وجوم البؤس؟
على كلِّ غصن خجول،
تنام مئات الأجنحة،
وتحتَ كلّ جُنحٍ تخفق الأحلام،
أزمنةٌ وأمكنة
كنّا فيها ننام.
لكنْ لا رموز الحكاية،
ولا شموعُ العيد..
لم تبدد وحشتي.
كنتُ أكتبُ:
سيجيء يومٌ
تشرئبّ من الأعماق أحلام الطفولة،
تعانق فرح اللقاء
وحبيبةً كانت خجولة.
كنت أكتب... قصيدةً أخرى.
ها أنا أبصر البحر................ بقلم الشاعر عبد الله المحمدي
ها أنا أبصر البحر في هذا الصباح غير
البحر الذي ألفته عندما كنت أسرق وقتي
لأعانقه .. وأختلس النظر إلى مكان كان
يفيض دفئا فأعود بعيني منكسرا ..
ربما هذه من اللحظات القليلة
التي سأهنأ فيها بهذا
الهادر منفردا ..
فأبكي على صدره غربتي وضياع وطني ..
لاتزال خيوط الشمس تتراءى بخجل ..
السرطانات تفيق على أول تلك
الخيوط الذهبية ..
المحارات بعضها خاو كصدري ،
بعضها يتضور شوقا لسرطان غادر ..
والموج يهدر ..
آه كم أعشق هذا المكان ..
كم أعشق هذا البحر .. كم أعشق هذا
الهواء ..
وبين عشقي لهذا وذاك تتولد الحسرة
على تلك الملامح التي عشقت بها كل
هذا فبقي ماعشقت ورحل من علمني
العشق ..
الغبارُ .. أَنا..................... بقلم الشاعر الكبير محمد مثقال الخضور / الاردن
الغُـبارُ يُشبهُني ، فهو أَيضًا تُـرابٌ .. !
وكلانا يَتعـلَّـقُ بالهواءِ ..
حين تَعتذرُ الأَرضُ عن حملِ الأَمانةِ
وأُشبهُ الغُـبارَ ، فأنا أَيضًا طريدٌ .. !
وكلانا يَلجأُ إِلى النافذةِ ..
حينَ تَعتذرُ الأَرصفةُ عن حملِهِ في الزِّحام
أَنا حـبَّـةُ الرملِ التي لا تَسكنُ الأَرضَ .. إِلَّا قليلا !
في ضيافةِ الرِّيحِ أُخـلِّـصُ الفراغَ من الوضوحِ
أُوشِّحُهُ بالرَّماديِّ فَـأُعينُ الأَلوانَ على الـتَّـقارُبِ
آوي إِلى أَسوارِ الحياةِ حين أَتعبُ ..
أُسامِحُها حين تَـنـفُضُني عن مداخِلِها
وأَخجلُ من العيونِ التي أَدخُلُها على هيئةِ قصيدةٍ .. فَتدمَع !
الـتُّـرابُ عشيرتي التي نَبذتْني ..
إِلى "لامكانٍ" مُعـلَّـقٍ بـــــِ "لاشيءٍ" في الفضاء
تُحيطُ بي الجهاتُ لكي تَدورَ على هواها
لا أَعرفُ من الأَوقاتِ إِلَّا تلكَ المهملة ..
التي تَنساها القطاراتُ ..
في حِوارِها مع الأَرضِ عن المُدنِ البعيدة !
المكانُ صديقٌ لا يفي بوعودِهِ للتائهين
لا يُرحِّبُ بالقادمينَ المُتعبين
يَـطردُ الشَّمسَ كُلَّ ليلٍ .. !
يَطردُ الليلَ كُلَّ فجرٍ .. !
يَطردُ الفُصولَ كُلَّ فصلٍ .. !
ويَـنفُضُني عن أَطرافِهِ .. كُلَّما تَـعِـبْتُ
الخميس، 6 مارس 2014
ياراقداً بين السطور................. بقلم عجيل العجيلي / العراق
اقتنيتكِ ماسةٌ
مطعمةٌ بعقيقِ أيامي
وتهافتت عند بريقها
شيئاً فشيئاً
كل أصنامي
وأقترفتكِ ذنباً
فرسمتكَ وحياً
يوحى اليَ بيقضتي ومنامي
قد أجتهد او اعتقد
فأن أصبت فتلك مصيبةٌ
علقت من الجاهليةِ
خلفَ معتقدي وأسلامي
اعتنقتها صدفةٌ
وكنتُ أقصدها
في غايتي ومرامي
غنيتها منذُ الولادة
ووسادتي شاهدٌ
حفظت بصدقٍ جل أحلامي
وتناثرت هوساً بها
خواطري
وقصائدي
وأسطرُ نثري
ومقاطعي
وحروفَ كلامي
ياراقداً بين السطور
أنهض....
فجسوري جاهزةٌ للعبور
لقد طالَ فيكَ مقامي
تعتقت شرايين أوعيتي
وأحترقت بدمائها
فتوحمت بجنونها أوهامي
وأحترقت أوراقي باكيةٌ
وتكسرت في حزنها أقلامي............
في 6 / 3 / 2014
الثلاثاء، 4 مارس 2014
في المساء ...................... بقلم الشاعر هشام قواسمه / الاردن
مذ كنت أنتَ .. ولم تزلْ
توجِعْكَ أرصفة الطريقِ ونزوة الشعراءِ
صعلوك على شفةِ التصحّرِ
ينتشي طربا لبعض حريرها
عبرت على جسدي الفصولُ
وغلّقت أبوابها
مذ كنت أنتَ
تفيق منتصراً لحجم حنينها
وتذوب في وسط النهارِ
وفي المساءِ يمرُّ جيشٌ من هنا
وتمر نسمتُها ..اشربي من شاي أمّي
في المساءِ
وفي المساء يملؤني شذىً
ألملم الخيباتِ منتصراً لنافذة المساءِ
وفي المساءْ
لاشيء يحملني إليكِ في المساءِ سوى الصدى
تعِبٌ إلى حدِ التعبْ
اشتياق ..................... بقلم عجيل العجيلي / العراق
أشتقتكم شوقاً
كالنار في الجمرِ
وتيممتُ فيكم
صعيداً صافياً
في غاية الطهرِ
وصليتُ في محرابكم
شفعاً ووتراً
من المساءِ
حتى مطلع الفجرِ
وتنفستكم عطراً
يلوذُ بهِ الربيع
في ظلمةِ البدرِ
وبحارنا أمتلئت
وفاضت على شطآنها
سيلاً من الجورِ والقهرِ
وتلعثمت أشواقنا
وأحتدمت بين الضلوع
في القلبِ والصدرِ
وأستسلمت راياتنا
تشكوا النسيم
من قلة الصبرِ
وباتَ الشيب يحجرني
وسنيني تهافتت
ووقاري يلثمني
في واحة العمرِ
وتلك أيامٌ نداولها
ضحكاُ على النفس
في السرِ والجهرِ
أذا خاب فينا الظن
وصرنا بضاعةٌ كسدت
في آخر الدهرِ ............
الرحلة ( قصة ) ........................... بقلم خديجة السعدي / العراق
بين ضجيج المسافرين وهدير أمواج البحر، جلس موفّق على متن السفينة وهو يرنو بنظرات وديعة إلى الجميع. خطا ببطء وإيقاعٌ هادئ ينتظم خطواته. لازم هدوءه الداخلي على الرغم من الصخب والأصوات المرتفعة، التي لم تفلح في إخراجه من عالمه الصامت.
"الطعام جاهز،" صاح الرجل المسؤول عن توزيع الطعام. الأكياس المغلقة التي تحوي أصنافاً مختلفة من المأكولات تُقدّم إلى المسافرين بسخاء، لكنّ موفق بقي ينظر بوداعة إلى سيل المتقدمين الجائعين. ربّت أحدهم على كتفه بعد قليل:
"هيّا، تقدّم. ألستَ جائعاً؟"
علتْ شفتي موفق ابتسامة هادئة وهو يفسح الطريق له، غير آبه بقرقعات أحشائه الخاوية. كلٌّ يأكل على طريقته، أما هو فظلّ ينظر إليهم بصمت تارة، وتارة أخرى إلى الأفق الممتد أمامه، مبحراً في عالمه الداخلي وتاركاً الجميع وراءه في حركة رواح ومجيء.
لقد رقّ له الماء وراق، وفي مقدوره رؤية كلّ شيء. إنه مستأنس بهذا العطاء الكوني وما يكتنفه من محبة تجاه كلّ شيء يحيط به: بشر، حيوانات، نباتات، وحتى الأمواج المتناثرة هنا وهناك. عاد إلى ركنه وجلس متأملاً المسافرين من جديد، إلى أن تقدّم نحوه رجل في منتصف العمر:
"مرحباً أيها الأخ."
"أهلاً."
مدّ الرجل يده إلى موفق وناوله كيساً من الطعام، محتفظاً لنفسه بالكيس الآخر.
"سنأكل معاً، ما رأيك؟"
"كما تريد."
أخذا يمضغان الطعام ونظرات مفعمة بالرضى تشدّهما لبعض.
"أصبحنا صديقين منذ الآن، ما رأيك بذلك؟" تنفس الرحل بعمق وأضاف: "سنكون خير صديقين."
"لم الجلوس والجميع في حال من الحركة المستمرة؟" سأل موفق.
"كي نشاطرهم غبطتهم بصمت، إنْ أردت."
ضحك موفق للجملة الأخيرة، وبصمت، ترك المكان وخطا باتجاه الآخرين: "الأجدى أن نكون معهم."
سارا جنباً إلى جنب، ترافقهما نظرات الجموع وهي تلملم الصبر وتحمل الأمل ذاته.
"سنبدع معاً على متن هذه السفينة."
"كيف؟ وهل الإبداع هنا بهذا اليسر؟"
"أجل.. أحتاج إلى قلم وأوراق كثيرة. أريد أن أرسم موجات البحر صفحة السماء، وما بينهما، وأن أشارك المخلوقات البحرية فرحتها بالتآلف والانسجام. الكلّ يعزف على أوتار فائقة الجمال. سيخرج الجميع من صمتهم عمّا قريب ويعزفون لحن الطبيعة الخالد. وبعد حين، سنصل إلى الشاطئ، سنعانق الأرض ونبدأ من جديد مشقّة العيش. لكني سأرافقك، فالطريق معك أصبحت أكثر إشراقاً وأملاً.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)