أبحث عن موضوع
الخميس، 22 مارس 2018
تطوان!.. الحَمامَة البَيْضاء................ بقلم : محمد الزهراوي ابو نوفل / المغرب
جلسْتُ
إلى الحمامَةِ ..
حتى غابَ
جميعي في
لَطافَةِ حُسْنِها.
إطلالَتُها
قمَرٌ آخَرُ.
اَلْوَعْلَةُ
قابِعَةٌ أمامَ
المِرْآةِ هُنا..
كأنّما
لاذتْ بِالهُروبِ
أوْ خرَجتْ زَبَداً
مِن البِحارِ.
اَلسّلامُ
عليْها تبْحثُ
عنْ عاشِقٍ.
تَبينُ كالْمَلِكَةِ
بيْنَ المُدُنِ..
شُكِّلَتْ بِإِبْداعٍ
وشاهِقَةٌ كَزُغْرودَةٍ
بيْن شُمِّ الجِبالِ.
سُلْطانُها..
فَرائِدُها.
واسْمُها مِنْ
خُزامى وَعَرار.ٍ
هِي خَيْمَتي في
الأقاصي والّتي
مدّتْ لي
يَدَها في الْغُرْبَةِ.
أنا أذْكُر..إذْ
جِئْتُها مُلْتَجِئاً !
ما الّذي لا
يَراهُ الشُّعراءُ
وأُبْصِرُهُ خاشِعاً
دونَهُمْ..
في مَفاتِنِها.
هذه..
أنْدَلُسٌ صَبَأتْ.
جاءَتْ تسْبحُ
بِلا زَوْرَقٍ
على كَتِف البَحر.
كمْ تَوَغّلْتُ
مَع الْماءِ
حتَّى رُكْبَتيْها..
وقدْ أقْعَتْ
تتَوَضّأُ عِنْد النّبْعِ
أمامَ درْدارَة الوادي
إذْ كُنْتُ مُغْرىً
بِها حتّى أحْبَبْتُها.
مِنْ كَفِّها
ينْسَكِبُ الحِبْر..
فَلَوْلاها
ما طَلَعَ
النّهارُ علَيّ..
اَلْعِبارَةُ هذهِ
قِنْديلُ زَعْتَرٍ.
فاَبْتَعِدوا..
أوْ وَسِّعوا كَيْ
تَمُرّ وَتُهَرِّبَني
مِنَ البَرْدِ مِثْلَ
عَريسٍ في ..
عُرْيِها المغْرِبي.
تَمْرُقُ كالنّجْمَةِ
في الأبْهاءِ.
هِي نَفْسُها
زَهْرَةُ الخَوْخِ
الْماجِنَةُ تُقايِضُ
الظِّلالَ في
الحَديقَةِ ..
بِأنْسامِها الفاحِشَةِ.
أنا دائِخٌ أمامَ
وجْهِها بيْنَ الْعَقيقِ
والزّعْفرانِ والشّقائقِ
وَهُبوبُ الخَطْوِ
يَهُزُّ في الصّمْتِ
حَوافَ ..
قفْطانِهاالغجَري
وأححْجارها الكَريمَة.
ها هِيَ ذي
تَخْلو بِيَ
مِثْلَما شِئْتُ..
بَديعَةَ حُسْنٍ!
بِحَياءِ..
رابِعَة العَدَوِيةِ.
كَمْ صِدْتُ في
الْحُلمِ ثَناياها
أمْسَكْتُ بِأنامِلَها
تحَسّسْتُ
خَواتِمَها وهِيَ
في مَضْجَعِها
المَليكِ تتَلألؤُ
في الوَهْمِ..
ورَمْشاها أطْوَلُ
على النّهْرِ.
ألا كَمْ أشاعَتْ
حَوْلَكُمْ نورَها ؟
ضِحْكَتُها
الفاتِكَةُ تُشَكِّلُ في
الصّحْوِ أنْدَلُساً.
وفي الْهَزيعِ تَسْقي
النّسْرينَ ومَآذِنُها
تَمُدُّ لِلْعابِرينَ ..
آهاتِها وجَدائِلَها.
تَجْتاحُني الرّغْبَةُ
أن أسْمَع في
شَوارِعِها هَمْسَ
القُدودِ عنْ قُرْب.
وأحْسُوَ القَهْوَةَ
بعْدَ انْكِساراتي
والتّجْوالِ ..
بِمَكْنون خَباياها.
هِيَ ضَوْءٌ بَعيدٌ..
ألا كَمْ تتَلألأُ
كَتِمْثالٍ ذَهَِبي..
لَمْ أكْتَفِ بِالتّمَلّي
إذْ تَوَغّلْتُ
ذاتَ نَهارٍ
كما
في ألْفِ ليْلة..
إلى السِّدْرَةِ معَ
((الْحَرّاقِ)) *
حتى ظَفيرَتِها.
حُضْنُها مَلاذُ أعْراسٍ
ومَقيلُ غُزْلانٍ !
سَلو ((الصّبّاغَ)) **
أراها مَرْحى
ولا أحَدَ غَيْري
يَشْعرُ بِغُرْبَتِها
وبِعَرْبَدَةِ الْجَمالِ
في حواريها.
*هو سيدي محمد الحراق صوفي مغربي
له ضريح وزاوِيَةٌ بالمدينة
**محمد الصباغ شاعر من المدينة
يمي _ شعر عامي ..............................بقلم : عادل نايف البعيني / سوريا
دمّعْ نيروزْ شلشل على قبركْ
فَيّق زهور الدّني وحطَّها عَلَى دربك
وسقسق عطر ولهان يترحم على بابك
يستأذْنِكْ تيفوت وبغسّل قْدامِكْ
آذار يمي إجا وبوجهو حكي
بِعيونْ ملياني دَمعْ
وِخْدودْ راحَتْ تشتكي
لكنْ يا يَمّي في إلك عندي سُؤَالْ
ليشْ هالعيد هالمرّه حَزينْ
شرّش وَجَعْ ورّق أَسَى
وما ظَلْ بالوطنْ غيْرْ الأنين
بهاليوم كِنّا نِزرعِ الدنيا فَرَحْ
بهاليوم كنا نًقطف عِطِرْ ياسمين
ننشر زهورْ المحبةْ والمرَحْ
كيفِ كنا هيك يا يِمّي قَبِلْ
واليوم كبرْ الجرحْ
غابِ الصبحْ
وصارت العتمة جمرْ
معْ هلة هرَّبيع
يمي يا يمي
خيّم علينا الشرّ من عصبة قهر..
جانا يجرِّح البسماتْ
ويسوّد فجرْ
جانا غريب الدار وشَرْعَنِ الآهاتْ
وفَيّض دموعْ الإمْ والحسرات
****
يمّي خلص..
رح جفف الدمعاتْ
بْكَمشةْ صَبر
بْحَفْنةْ زهرْ
ونترك أنا والناسْ آهات الجمرْ
وننسى جحيم الهم ونوزّع عِطرْ
نْرِشْرِشْ شذى ريحانْ
نِكْتِبْ على الحِيْطان
يا يمّي انت العيدْ
والحُبْ رَحْ ينتصرْ
وبكرا الوَطَنْ يعمرْ
ويورّق من جديدْ
رمــــــــــس مــــــــــهاجر.................. بقلم : المفرجي الحسيني // العراق
شمس تنحدر ببطء
انشَغَلتُ اراقبها بدون شعور
اتجهت نحو مقبرة المدينة
غامرني شعور غامض حزن وعجز
صورة عابسة لنهاية ٍ
اتصورها
الزمن شيخ هرم
سكون الغربة
يقضُّ مضجعي
لا أريد ان ادفن غريبا
بعيدا عن قريتي
16/3/2018
سبايا ................... بقلم : بياض أحمد / المغرب
من يشق مدن البحر وينصهر كإله في الجليد ؟!..والجسد يحمل حلم الفراغ؛ حين تقتحم الطفولة شوق الأوتار الناضجة في لحن الغيم:منفيون ضلوا الطريق .تقرع الأنامل رحم السبايا.
لا غبار يناجي سيرة الرمل، لا أقداح تنير سيرة الحظ .والمدن المتخلفة تناجي الحقيقة على غربال التيه.
للسعي سيرة الدخان والأوراق الموشومة على لهجة الخريف.
.ضجيج السّكوت _ ق.ق .................. بقلم : عزيز قويدر / تونس
كيف الحال ؟
السؤال الواحد أسئلة ، حالات متلاحمة حدّ الاتّحاد تروم الاختفاء فتتمترس خلف سؤال يترجم الرّغبة في ستر ما يمور في النّفس من رغبة ورهبة وأمل وانكسار .
كيف الحال؟ متى وصلت؟ كيف تركت الجماعة؟ ...تُمطره بالأسئلة لتمنعه أن يسأل .تخشى أن ينفذ إلى ما تؤجّل البوح به ، تؤجّله دون أن تعلم إلى متى ، الأهم عندها أن تتجنّب مواجهة الموقف . يُجيبها عن كل أسئلتها بمرح طفولي فيؤلمها ، أيقدر بيُسْر أن يكتم أسراره ؟ ثم كيف يتمكّن من أن يتعامى عن ذبولها؟
ـ انتظرت وصولك ليلة البارحة .
ـ لم أتمكّن من إنهاء عملي .
ـ و نسيت أن تُعلمني بتغيير موعد وصولك ؟
لم ينتبه إلى ما في سؤالها من عتاب ولم تفته عصبيّتها وهي تنسحب إلى حجرتها مسرعة ، أتجدّد صراعها مع أخته ؟ أم أرهقتها أعمال البيت التي لا تنتهي ؟ عصبيّتها وتجهّمها الدّائم يجعل الحياة ثقيلة مملّة مؤلمة هم ّ بأن يلحق بها إلى حجرتها ويسألها عن سبب إنزعاجها ، عدل عن ذلك وخيّر أن ينتظر كعادته دائما . لم يحد مرّة واحدة عن أسلوب متوارث في التفكير: أسباب شكوى المرأة لا تتعدّى عجزها عن التعايش مع أهل زوجها أو غيرتها أو كثرة أعمالها بالبيت ومن الحكمة الإنصات إليها وتأجيل البت في شكواها حتى تعتادها ، لم يسأل نفسه مرّة واحدة : من تكون في حياته ؟؟
أما هي فأجابت عن السؤال عرضا ، كانت تشكو حالها إلى جارتها ، امرأة في مثل سنّها كتومة حكيمة تُهوّن ما يحدث لها وتنصحها بالصّبر وكانت تُجيبها : كيف أصبر على الحياة مع جار ؟؟ كانت تسمّيه جارا : يسأل عن حالها بأدب واحترام ، يسأل عن أهلها ولايزيد ، يأكل ثم ينزوي إلى عالم لا تعلم حدوده .
انتشله صوتها من شروده : لم أعد عالمك الجميل ، لم أعد الحبيبة والأم والأخت ، صرت قطعة من أثاث بيتك ، وليتك تراها من الأثاث الفاخر .
تجنّب الرّد كعادته ، أظهر عزمه على المغادرة ، وقفت بينه وبين الباب ( ...)
بائيةُ الرفض ....................... بقلم : يونس عيسى منصور // العراق
✳️ وهي أُولىٰ معلقات العصر الجاهلي الثاني في الشرقِ الأوسط ... ✳️
طَحَتْ بهواكَ فاتنةٌ طروبُ
تميسُ كأنها رشأٌ لعوبُ ...
تَقَرْمَطَ نَهدُها ، فغدا شهيّاً
طريّاً ... فهو قُرْموطٌ رطيبُ ...
إذا ظمِئَتْ فجامحةٌ عزومٌ
وإنْ رَوِيَتْ فضابحةٌ خَبُوبُ ...
تهبُّ معَ الرياحِ شذىً يتيماً
كأنَّ عبيرَهُ وطنٌ سليبُ ...
إذا ماهاجَها عهدٌ قديمٌ
تَئِنُّ كأنها عَنَقٌ شَبوبُ ...
تجولُ بيارقاً بيضاً وصبحاً
وقافِيَةً ... تُجابُ وتَسْتَجيبُ ...
تُجاوِرُني وتَعلمُ أنَّ قلبي
شروقٌ لا يُجاوِرُهُ غروبُ ...
فقلتُ لها ، وقد تسمو المعاني
إذا كانَ الحديثُ هوىً يذوبُ :
دعيني إنَّ في زمني مُشاةً
حُفاةً ... والخطىٰ دربٌ مريبُ ...
ولي خلفَ الجدارِ نشيدُ سجنٍ
عقيمٍ ... فهو جلجَلَةٌ رَقُوبُ ...
يناديني ، فتنثَلِمُ الزوايا
ولا من سامعٍ غيري يُجيبُ ...
حملتُ سجونَها عشراً عجافاً
غريباً ... والرؤى طيرٌ غريبُ ...
حملتُ سجونَها عشراً عجافاً
تَغَوَّرَ ماؤُها الطهْرُ السَّكوبُ ...
إذا وَمَضَتْ عيونُ الليلِ نجماً
فإنَّ عيونيَ الكونُ العجيبُ !!!
فياللبرقِ من برقٍ تصابىٰ
وياللرعدِ من رعدٍ يُصيبُ !!!
وياللضابحاتِ إذا ركِبنا
قوادحُها زمانٌ مُسْتَطيبُ ...
كسرتُ سجونَها وسموتُ صقراً
كأنَّ جناحيَ الفتحُ القريبُ ...
كسرتُ سجونَها وحملتُ همّاً
تذوبُ الراسياتُ ولا يذوبُ !!!
كأنَّ الزمهريرَ إذا تمادىٰ
لَهُ في كلِّ جُمْجُمَةٍ دبيبُ ...
كأنَّ عيونيَ الولهىٰ دروبٌ
لخارطةِ العراقِ ولا دروبُ ...
لبستُ الغربةَ الحمراءَ وجهَاً
لَهُ في كلِّ مرحلةٍ نُدُوبُ
ولاويتُ الصعابَ وهنَّ بِكْرٌ
وقارعتُ الشدادَ وهُنَّ شيبُ
أريها العادياتِ تجوبُ ضبحاً
وأني أيّ عاديةٍ أجوبُ !؟
أريها أنَّ بعضاً من صغاري
هُمُ للأسْدِ إنْ وثبوا نُيوبُ ...
أريها أنَّ بيتاً من قَرِيضِي
بثغرِ الفجرِ قرآنٌ عجيبُ !!!
نهضتَ بثِقلِها جبلاً أشَمَّاً
وهل ستُشابكُ الجبلَ الكُعُوبُ !!!
إذا ما مُسْتَريبٌ قد أتاني
يؤوبُ كَمُرْسَلٍ لا يستريبُ !!!
إذا مالامَسَتْني مُجْدِباتٌ !!!
تعودُ جنائناً تلكَ الجُدوبُ
مساراتي مَضَتْ جيلاً وثوباً
لهُ في كلِّ واثبةٍ وثوبُ !!!
مساراتي صَبا نجدٍ عليلٌ
شمالٌ لا تُخالِطُها جَنوبُ !!!
نَهَجْتُ مناهجَ الأعماقِ جَذْراً
لَهُ الإسمُ العظيمُ المستطيبُ
وُلِدْتُ معارِضاً ونشأتُ رفْضاً
وجئْتُ وجاءَني الأُفُقُ الرحيبُ ...
ليعلمَ مَنْ رقىٰ أفقَ المنافي
بأني حيثما أنأىٰ أطيبُ ...
فقلْ للأمّعاتِ كفى نعيقاً
وعاراً ... فالخَبوبُ هو الخَبوبُ ...
وقلْ للإنبطاحِ خسئتَ نفساً
وقلباً حينَ تُمْتَحَنُ القلوبُ ...
وَذِيْ نَفَسُ الملائكِ ... والوجيبُ ...
وطيبٌ ... إن تَضَوَّعَتِ الطيوبُ ...
إذا آحكامُهمْ فُرِضَتْ وُجوباً
فرفضُ الباطلِ الحكمُ الوُجوبُ ...
✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️
طَحَتْ بهواكَ فاتنةٌ طروبُ
تُسائلُكَ الهوىٰ ... وهوىً تُجيبُ ...
إذا رَبُعَتْ فمزهرةٌ عشوبٌ
وإنْ مَحُلَتْ فشاحبةٌ جَديبُ ...
تُريني جاهلياتِ القوافي
وكيفَ عُكاظُها وّدْقٌ صَبوبُ
تُريني أنَّ هذا العصرَ هَمْزٌ
وشيطانٌ يُصيبُ ولايَخيبُ
تُساجلُني مُعَلَّقَتي وتبكي
كما تبكي شبابَ العمرِ شيبُ :
بلاءُ العُرْبِ قاموسٌ مُشيبُ
تَوَلّدَ منهُ حرفٌ لا يَشيبُ !!!
يسيبُ مع الزمانِ كطيفِ رعْبٍ
بقافلةِ العمىٰ ... وعمىً يسيبُ !!!
بلاءُ العُرْبِ تأريخٌ ودينٌ
سِفاحاً منهما وُلِدَتْ ( شَعوبُ ) !!!
فلا التأريخُ يسترُ خُصْيَتَيْهِ
ولا الدينُ الذي يُخصي يتوبُ !!!
ولا من غابرٍ أفتى رشيدٌ
بأنَّ عواقبَ الفُتْيا حروبُ !!!
رؤوسٌ قد عَفَتْ كديارِ هندٍ
عشيةَ ربعِها طَلَلٌ كئيبُ ...
جِمالٌ سُرِّبَتْ في كلِّ وادٍ
دهوراً ... فهي هائمةٌ سَروبُ ...
فغرباً أيها العربيُّ غرباً
فقرصُ الشمسِ يحضنُهُ الغروبُ ...
ولا تخشَ الفناءَ بجوفِ بحرٍ
فإنَّ بلادَك الذبحُ الطلوبُ !!!
وطلِّقْ دينَكَ الأعمى ثلاثاً
فدينُ القومِ إسلامٌ كذوبُ ...
رواياتٌ مُزَيَّفَةُ المعاني
لها في كلِّ مجزرةٍ نصيبُ
رواياتٌ مُسَرْطَنَةُ الخفايا
بألفٍ قد مَضَتْ هَدَراً تؤوبُ !!!
رواياتٌ مُفَخَّخَةُ الزوايا
يُفَجِّرُها متىٰ شاءَ الخطيبُ ...
بإسمِ الله كم سُفِكَتْ دماءٌ !
وكم أخْنَتْ علىٰ بَشَرٍ ( شَعُوبُ ) !
شقاءٌ عاثَ في شرقٍ بليدٍ
قروناً ... فهو مُنْحَدَرٌ جَبوبُ ...
فهلّا نرتقي سبعاً شداداً
فهٰذي الأرضُ قاحِلَةٌ جديبُ !؟!؟!؟
فقلتُ لها : سماواتي ثمانٍ
وثامنةُ السَّمَاوَاتِ الحبيبُ ...
✳️✳️✳️✳️✳️✳️✳️
طَحَتْ بهواكَ فاتنةٌ طروبُ
لها في ضابحاتِ الوَحْيِ طيبُ !!!
وأني شاعرٌ ماباعَ شعراً
ولن يُشْرَىٰ ... وقد يُشْرىٰ الأديبُ ...
ولستُ مُتابِعاً درباً... فمثلي
إذا ماسارَ تتْبَعُهُ الدروبُ ...
تُجالِدُني علىٰ الكلأِ الجُدوبُ
فَتُخْزىٰ ... والجُدوبُ هِيَ الجُدوبُ ...
وترميني الخطوبُ بكلِّ عَيْبٍ
وَلَيْسَ سوىٰ مُعَلَّقَتي عيوبُ ...
غيوبُ الخلقِ مرعبةٌ وَلَكِنْ
غيوبي لاتُشابِكُها الغيوبُ ...
وقد أُرمىٰ بزندقةٍ وكفرٍ
فلا هذا ... ولا ذاكَ ... المصيبُ ...
عَرَجْتُ بأبجديّاتٍ عَروبٍ
فَوَحْيِيْ أبجديّاتٌ عَروبُ ...
عقابٌ جارحٌ شَرِسٌ طلُوبُ
هصورٌ ضيغمٌ سِيْدٌ وَثُوبُ ...
تقارِعُني الليالي بالليالي
ويَرميني النهارُ فلا يصيبُ ...
وتندُبُني المنايا للمنايا
فلا قدري يُجيبُ ... ولا أُجيبُ ...
لأَنِّي ماخُلِقْتُ لِسوطِ فكرٍ
ولكنّي المريبُ المسْتَريبُ ...
وتلك غريزةُ الأسرارِ تمضي
إلىٰ غَدِها ... وبعدَ غَدٍ تؤوبُ ...
مختصر مفيد ................. بقلم : عماد الصكار // العراق
مختصر مفيد ...
تذكر .. كلما أنكأت .. جرحا"
مسيل .. الجرح من فرط .. الطعان
و أسلم .. للقضا روحا" .. و عقلا"
لعل .. الله يقضي .. باستعان
و داوي .. القلب أن أعييت .. صبرا"
فجرح .. القلب أن أهملت .. عان
شقيا" .. بات من نزف .. و شوق
و حب .. يرتقي وصف .. المعاني
الكوني ................. بقلم : محمــد عبــد المعــز / مصر
ُّ "أي حُب كل مَنْ وما في الكون"، يُـحتِّـمُ علينا قولَ الحق، ولو على أنفسنا، وليس على مَنْ نُحِب فقط، كي تستقيمَ الحياة، ويؤدي كل منا دوره على الوجه الأكمل، بحُب، لكل مَنْ وما حوله.
أما الميلُ إليه، أو إليها، في الحقِّ والباطل، فيخلِطُ العام بالخاص، ويجعلُ رِضا الْـمُحبين خاصاً، ولا يسمع به أو عنه أحد، وخصامهما "بالصوت والصورة" عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، والأهم مواقع التواصُـل الاجتماعي...!
نظرة تعبر اللهفة ...................... بقلم : سمرا عنجريني/ سورية
نظرة تعبر اللهفة
في هنيهات..
خلف النظرتين
قلوب تتغذى بأنصاف الممكن
تحلم بشبه المستحيل
فتنها نداءُ الصهيل
كأنه ماءُ الحياة..
بين النظرتين
يختلط البن المحروق
بقطرات العسل المنسكب
من جرار الشفاه..
العمر يزهو فجأة
تتقطع حبال الشوق
أنات..أنات..
يستقر قلب في الوريد
حاجبٌ يُخَمّن..يتجاهل
يُتْرَك لاحتمالات التنهيد
أأنتَ ..أانتْ..!!?
و..تختفي الألوان..
لون السماء فقط
يبقى معلقاً في الهواء
تمتد يدي
تحتضن الأنامل الحائرة
تفتش عن جواب..
القد غصن سنديانة
والثغر يكابد الاحتراق
غروب يأبى أن يطوي لفافته
فثرثرة العشق لاتصمت
تلفق عنا الأخبار ..
وحده الربيع
يدرك خفة جسدين
أعياهما لهيبُ الانتظار
أأنتِ..أأنتِ .!!?
و..تحلقُ النوارسَ عالياً
تتمدد غيمة خجلى
حين قطاف..
صوت الرعد همس
بعد شح الامطار..
قطرة تجر قطرة
عنقود سنبلةٍ غريبة
اهتز بعد احتضار
حبات تساقطت بعدجفاف
أنجبت الحياة ..
ليت العمر حبيبي
كان بين الكتابة والمحو ..
ليته لايحصي الأوقات
نسائم الصباح تنتشي
على بحة ناي
و..فأس فلاح لن يجفل
يأبى الانكسار..
أخبر الشام عني
أنها أنت
حلم لقاء لايفارقني
على مدى الأعوام ..!!!!
------------------------
13/3/2018
اسطنبول
أميرة نفسي .................. بقلم : حركات عبد الكريم / الجزائر
يا أميرة نفسي ...
هل جسدك قلم ...
أم بندقية حربية ...
تقف على أوتار نوبات ...
تزحف هادئة المشيئة ...
منتصبة الهدوء الثمل ...
تطلق رصاص الجوى ...
و تتمايل بين تجاعيدي ...
بنيران حميدة البلاغة ...
قامتها قلادة أبدية ...
سكنت سعار عطشي ...
فارتحلت تعاويذ الإحتمال ...
وارتجفت مغارة الهدوء ...
من درع عنيف قائم ...
حرك زوبعة اللذات ...
فأغمد احتواء ذاتي ...
وأنجب حرية الأشواق ...
و تحررت براءة الخشوع ...
بين ساعدي و معصمي ...
هناك بين صراع الأمل ...
تقف ذروة الوصال ...
فتلتقط أصابعي شهيقا ...
من أنفاس نفثي ...
و تدخن حبك المتمهل ...
بين نسمات الجمرات ...
و بين لساني و شفتي ...
عاطفة ثائرة الارتعاش ...
ترتقب جرعة من شراييني ...
بدم متخثر الأذواق ...
يقرع قلبا منتصر الأعضاء ...
و يذرف لغات الأمل ...
على بدن لطيف ...
وشاحه خافت الحراك ...
تشبه قامته بندقية ...
من صنع الهوى ...
وطني .................... بقلم : حمود قائد الجائفي / اليمن
لِمَسَارِهِ نقفُ
نَسْعَى ونَزْدَلِفُ
بِسَنَاكَ يايَمَنَ
الأحلامِ نَلْتَحِفُ
صنعاءُ منظرُها
الفتانُ يَخْتَلِفُ
بِثراكَ ياوطني
يَنْتَابُنِي الشَّغَفُ
نبضي به وَدَمِي
لِصَلاتِهِ اعتكفوا
يحلوالمقامُ به
والضدُّ يأتلِفُ
سرُّالعقيقِ بدا
بالنور ينكشفُ
حوريةٌ سطعتْ
بالطهرِ تتَّصِفُ
من بابِها دخلتْ
أحلامُ من وقفوا
تخطو شوارعها
والحسنُ يرتصفُ
فاقتْ محاسنُها
الأوصافَ إن وصفوا
وإليها خارطةُ
البلدانِ تنحرفُ
الكونُ جَمَّلَها
فوقَ الذي أَلِفُوا
غنتْ روائعَها
العشاقُ واحترفوا
ماضرَّها عَبَثٌ
يَرْمِيهِ مُنْحرفُ
تبقى بعزَّتِها
إن زادوا أو حذفوا
كاالبحر سيرتُه
الربانُ والهدفُ
الحسنُ صار بها
والأرضُ تغترفُ
سحرُالوجودِ إلى
عينيها ينصرفُ
المجدُ سطَّرها
والأفقُ والصُّحفُ
والعشقُ خلَّدها
ياويحَ من خَلَفُوا
لي دمعةٌ ذرفتْ
بهواكَ تعترفُ
وإليكَ ياوطني
الأشواقُ تنجرفُ
كبوة كاتب .................... بقلم : عبدالزهرة خالد // العراق
العتمةُ تستدلُ بي
على أنني هنا
لكني هناكَ
خلف القمرِ
خلف القمرِ
متكورٌ من عدةِ ذوات
أحفرُ قناةً للعبور
إلى ليلٍ آخر
لقد تعودتُ السهر.
بعد أيةِ فكرةٍ
يجدني القلمُ ذاتَ قرار
متبلوراً لم أخالفْ أحدا
ولم أبتكرْ حرفاً آخر
لكي يغني به الطربُ.
ينهالُ عليّ ترابُ النفقِ
وأبدو مقنّعاً بالغبارِ
على حينِ انتباهِ الدواوين
تنفضُ عن وجهي الكرب ،
ربما ينساني سطرٌ
على ورقةٍ خاليةٍ من نقطةِ النهاية
وأكون كاتباً من طين
أشتمُ السبب .
مدادٌ سائحٌ على هواه ،
على أركانِ القواعدِ
أينما يميلُ القوسُ
يميلُ حرفُ الهدفِ
واللون يفسرُ المعنى على ألواحِ المساكين…
ماذا لو كانت تعابيري
كالنجومِ للرحالةِ في الصحاري
لتبينَ ألف فقرةٍ
من فقراتِ الصحفِ المرميةِ في حفرةِ العدم…
دعّ قصيدتي وشأنها
إنّها مزحةٌ
تزولُ بزوالِ كبوةِ الجوعِ وسطِ المواعين…
————————————
البصرة / ١٩-٣-٢٠١٨
همسات الصباح .................... بقلم : خالدية عويس ابو رومي / فلسطين
ليل سرمدي أطلق على اخر انفاسي غزا الفؤاد فقطع كل الشرايين لم يبق للحياة وصل أو خبر يقين ويحي كم كنت جاهلا بامري حتى نسيت روحي بين فكي الليل ليمضغه ذات الشمال وذات اليمين ليل ما عرفت الراحة فيه انتظر الفجر بالصبر المبين ولكن هل مثلي له صبح ينير طريقه ام يبقى في غياهب المستحيل افكار وهلوسات قبضت على منافذ الأمل فقطعت الأورده والشرايين ويتلذذ الليل على قطرات دمي بكؤوس حتى ثمل منها المستحيل
ليت أنك تبصرين.................. بقلم : علي المضوني / اليمن
بأي عين ٍ تبصرين ؟؟
وجهي الذابل َ
فى صدرسطوري
فى مدارات الانين
وجهي المكلوم
من وخز المآسى
صارطيفاً
ليت انكِ تبصرين
وتشعرين
وتشعرين
عيناي كم تتلمسان
الحب فى عينيكِ
أعياني الظما والسهد
هل تتشوقين؟
الى مساءاتي وآهاتي
الا تتحرقين؟؟
نامت عيون الليل
الا جفني المذبوح
خاصمه الكرى
ورماه فى جُبِ السنين
يسامر الوجدَ الدفين
يعانق الدمع السخين
وأنت لاتتذكرين
هل تقدرين؟؟
على اكتساح الحزن
في جرحي
وهل تتلمسين؟
مشاعري
وأزاهري
ياعذبة
الصوت الرصين
هذي يدي
تمتد في شبق ٍ اليك
في ظلمة العمر
المطوَّق بالأنين
والروح لهفته عليك
تحدرت في دمعةٍ
من لوعةٍ وصبابةٍ
سالت تعانق راحتيك
والقلب مرهون لديك
فمتى بربك ترحمين
وتشعرين ؟
والعمر يرحل باكياً
ليل الحنين
وحرقة القلب الحزين. !!
ياآخر الليل المسافر
خلف أطياف الزمان
جفَّت ينابيع المنى
وأنا هنا روح يمزقها الأسى
ذبلت أزاهرها الحسان
والصمت في عين المكان
قد صرت وهماً
بعدما قد كان
من حبي
وكان
بأي ذنب قتلت ................. بقلم : أنيسة قاسمي / الجزائر
اذاالمؤودة سئلت بأي ذنب قتلت
براعم كالزهور تحت الركام
تصرخ ..والقلب موجوع
أين المفر من ظلم البشر
أم هذه الدنيا ماعادت لنا
أرواح تئن واجساد تمرغت تحت التراب
وأشلاء متناثرة هنا ...وهناك
استعراض الصور ..لاتمحي من الذاكرة
مات الضمير وقلوبهم من الحجر
وانهارت كل القيم الانسانية
عقول متامرة تسعي للخراب والدمار
وشعب متمسك ..كله اصرار وعزيمة
يريد العيش في سلام والخير والوئام
اين النخوة والكرامة ياعرب
الوطن غالي ياناس ..كيف يداس تحت الاقدام
بالاستخفاف وأطماع الحكام
طفولة ضاعت احلامها
وشاخت قبل الاوان
قسوة وحرمان وذل ومهانة في وطن الحب والمعطاء
سوريا قوية ..فلا تنحني لللاعداء
ولاتضعفي ..فلا بد للظلم ان ينجلي
حُفَاةٌ عَابِرون ............... بقلم : إنعام الشيخ عبود // العراق
مُهَدَّدةٌ بالانْقِرَاضْ ..
أَجْزَائِي خَامِدَهْ
حَيْثُ لاَ نَدًى
لاَ وَسْمَ اخْضِرَارْ
تآكَلْتُ فِي جَوْفِ مَحْرَقَةٍ
أَتَلَوَّى عَطَشًا
رَغْمَ طُوفَانِ يَابِسَتِي
جَسَدِي مُعَتَّقٌ بِحَرَائِقِ الآهْ
مَا تَبَقَّى غَيْرُ رَمْلةٍ أتَّكِئُ عَلَيْهَا
كَغُرَابٍ عَطْشَانْ
والجِرَارُ كَثِيرَه
حيثُ النَّهْر يستمرئَُ غَثَيَانَهْ
والعَصافيرُ طريدةٌ
لِقِيَامَةٍ ضبابِيَّهْ
تَتْلُو معَ الصَّبَاحَاتِ
صلواتِ الْغَابَاتِ
نَحْنُ حفاةٌ عابرُونْ
يَتَسرَّبُ الدِّفْءُ فِينَا
قطرةً إثرَ قطرهْ ...
رُحْتُ أَخْلُو إلَى نَفْسِي
تَحْتَ هُيَامِ الشَّمسِ
تُشَاغِلُنِي أَطْيَافٌ تُثِيرُ الدَّهْشهْ
فِي خَرِيفٍ ندِيٍّ يُنازِعُ وَهَجَ الصَّيْفْ
فتجتاحني الرّغْبَهْ :
أحبُّ أن أكونَ ذلكَ القاعُ حيْثُ يترسَّبُ وجِيبُ ضَحَكَاتِنَا
رماد السنين _قصة قصيرة...................... بقلم : مجيد الزبيدي // العراق
تمهيد
بمصباحِ الشهادةِ،والوظيفةِ ظَلّتْ تبحثُ طويلاً عن نصيبها بين إشراقةِالوجوهِ،ومحاقِها.
لكنّها قبلَ أن تتقاذَفها أمواجُ العنوسةِ؛رَكَنَتْ رغبتَها، قررتْ أن تطفيءَ نورَ عينِها الثانية.
* * *
رأيتها تنسل من بين السابلة وتقف أمامي فجأة ، امرأة لم يسبق لي أن قابلتها من قبل زرعت نظرها بوجهي عابسة.
بادرتني بقولها:
ألست أنت؟
قلت مستغربا:
من تقصدين؟
نزعت نظارتها السوداء.
قالت:
أنا آخر ضحاياك.
قلت باستغراب ودهشة :
أحضرتك تعين بما تتفوهين به؟
قالت :
نعم،ألست أنت الذي قتلتني بالأمس؟
قلت متعجبا:
أنا قتلتك؟!
قالت مبتسمة بخبث:
نعم ،هل نسيت؟!.
قلت:
ولكنني ...
اسكتتني بإشارة من يدها
قالت:
ربما أنت لا تعرفني، ولكنني أعرفك جيدا...أنت واحد من أولئك الذين يرمون خيباتهم على كواهل الآخرين ؛ليضحكوا من نهاياتهم المأساوية التي يرسمونها لهم بكل غباء.
قلت وقد ازداد استغرابي ودهشتي:
من فضلك من أنت...وماذا تريدين مني؟
قالت:
اصبر لحظات واخبرك من أنا...فقط اسمع مني لتتعلم درسا مجانياربما يفيدك مستقبلا وأنت (رسمت إشارة بيدها تعني أنت قريب من القبر) .
لقدتناسيتم يا معاشرالكتاب أن كل شيء في هذه الدنيا قد تغير ، حاول بعضكم إلباس الجيل الجديد لبوس قهركم وخيباتكم وإراداتكم الواهنة.
قلت:وما شأني أنا بهذا الهراء؟!.
ارجوك إفسحي لي الطريق لأذهب .
أوقفتني بفتح ذراعيها.
قالت بكل هدوء :
مهلا سأريح حيرتك... أنا بطلة قصتك الأخيرة التي تركتها تتدلى بحبل يأسها وخيبتها أيها القاتل.
(وجدت يدي تمسح جبهتي المتغضنة).
قلت بسخرية:
هل أنت مجنونة؟
قالت:
اخبرني لم ترسخ قناعتك الخاصة، وأفكارك في الحياة وتريد أن لا يحيد عنها الآخرون؟
قلت :
اختصري من فضلك ...اخبريني بما تريدينه.
قالت:
حسنا...لقد جعلتني أعيش دوامة من الخيبة القاتلة وأنا أبحث مثل الأخريات عن زوج المستقبل .
قلت مبتسما وكأنني تذكرت توا:
ها!!...أنت لم تكوني جميلة مثل صديقاتك الأخريات فقط .
قالت:
لكنني عوضت ما ينقصني... نلت الشهادة العليا.
قلت :
ولو...كان ينقصك ال....
أسكتتني بإشارة من يدها.
قالت:
نعم ...كانت عيني (أشارت بأصبعها إلى عينها المظلمة).
قلت كمن انتصر:
ولهذا...
قالت بسرعة:
ولهذا جعلتني أفقد الأخرى.
قلت:
أليس هذا مبررا كافيا لخيبتك، ولانتحارك؟
ضحكت بقوة وقالت:
ألم أقل لك أنك وأمثالك تمثلون ماضيا بغيضا تطوق خيباتكم أعناق الآخرين؟ألم أخبرك أن كل شيء قد تغير في هذه الدنيا وبقيتم أنتم على حالكم تتخبطون بأفكاركم القديمة التي تأبون مغادرتها ؟.
قلت:
ولكنني إنسان مثقف ، متحضر ،وأحمل رسالتي الإنسانية لكل الناس ،من خلال مؤلفاتي القصصية المعروفة، بعقل واع يدرك جيدا المعنى الحقيقي للحياة.
قالت:
آسفة إن قلت لحضرتك أنك مازلت بدويا و تحن في عقلك الباطن إلى الصحراء والواحة من حيث لا تعلم.
ندت مني ضحكة سخرية .لم تعبأ بها وواصلت كلامها:
ياسيدي أنا الذي جعلتني أنتظر مثل الأخريات فارس أحلامي طويلا بعد أن نلت شهادة العليا ، لكنك جعلت اليأس يتملكني بسرعة و أفقأ عيني الأخرى بمجرد شعوري أن ليل العنوسة يكاد يغمر ظلامه حياتي.
[تذكرت حالا قصتي القصيرة جدا ]
لقد قتلتني عامدا متعمدا ،الآن جاء دوري لأنتقم.
-كيف ؟!!
سحبت نفسا طويلا ،قالت مبتسمة بخبث:
ابنتك ميادة طالبة الدكتوراه أنا أستاذتها في الجامعة، أرجوك اخبرها إن توافق على الزواج من محمود....لقد رفضته حين فاتحها بذلك.
قلت:
هذا شأنها وهي من تحدد مسار حياتها وقناعتها..ألست أنت معي في هذا أيتها المتحضرة ،صاحبة الشهادة العليا؟
قالت:
رفضته وهو زميلها، وينتظر مثلها شهادة الدكتوراه لمجرد اكتشافها أنه بعين واحدة.
قلت بضجر : وما شأني أنا بذلك؟!
أرجوك دعيني أذهب فقد تأخرت.
قالت بخبث:
لكنك أيها البدوي لم تجرؤ أن تمسك قلمك وتكتب قصة ابنتك ...
قلت بضجر شديد وأنا أحاول الإفلات من سجني معها:
سيدتي أرجوك بعد كل هذا الهراء الممل، أفسحي لي الطريق لأذهب.
قالت :
آسفة جدا...امنحني لحظة واحدة من فضلك واذهب راشدا حيث شئت...الأمر الذي ذكرته لحضرتك لا يهمني برغم أن الطالب هو ابني وبسببه ربماسأختلق المشاكل لعزيزتك.
قلت متأففا:
إذن أنت البدوية وليس غيرك لانك تحملين داخل نفسك الشريرة روح الثأر ....والآن هل يمكنني الذهاب؟
قالت بابتسامة ماكرة:
نعم... نعم...بكل تأكيد فقد أفرغت ما في جعبتي ،لكنني أود أن أحتفظ بذكرى منك أيها القاص الكبير؛أهدني قلمك من فضلك.
على عجل ناولتها قلمي الرخيص واندفعت مسرعا بين أفواج السابلة وكأنني أخرجت توا من زنزانة ضيقة.
* * *
في تلك الليلة فززت مرعوبا من رؤية حلم غريب، بل هو كابوس ثقيل زلزل كياني ؛ فقد رأيت المرأة الغريبة تولع النار في مكتبتي الغالية،وحين حاولت منعها غرزت قلمي بعيني.
* * *
في الصباح...
هالني أن أجد ألسنة النار التي شبت في مكتبتي بسبب تماس كهربائي قد نالت جانبا كبيرا منها،والذي يضم مجموعاتي القصصية العشر، وجميع مسودات قصصي التي لم أنجزها بعد ،ولم تتركها إلا رمادا باردا.
لحظاتها بحيرة راكدة .................... بقلم : أدهام نمر حريز // العراق
كجذع يابس يصفع الريح
ينثره’ حوله وفي الاماكن الأخرى
كسنابل الحقول الخضراء
تتراقص حول فزاعة قديمة
كرماد لا يحتضن الماء
الزوايا البعيدة المنعزلة
وطن صغير تختبىء فيه
بين أضلاعها أعشاش
عصف بها الخوف
لجناح حنون يشده’ الاشتياق
يبحث عن أنثى لم يغادرها الشوق
قيثارةٌ أوتارها مشدودةُ
الاصابع و الانغام لم تغدر بها
المرآيا تعاتبها في كل صباح
تتلمس قسماتها الحزينة
أين أنتِ ؟؟!
الليل يمضي بسكون
رائحة زهورها تخفت في كل لحظة
أنها تذبل بهدوء
أحمر الشفاه هو المذكر الوحيد
الذي لامس شفتيها النديتان
مع السنين تغادر
كصخرة حطمت أسطورة
قطرات الندى
هي لا تبحث عن شيء
و لا تريد شيئاً
المزن لن تخلق جنة للصحراء
الحب سيضيع في بوصلتها
................/بغداد 2018/3/15
كسرةُ حب ................. بقلم : فادي سابق / سوريا
عاشقٌ أنا ملّهُ الحنين
أنتعلُ جمرَ الطريق
ألتحفُ أمواجَ الصقيع
أدلفُ في تلافيف الضلوع
والنفسُ أدماها اليباب
أعتمرُ الحبَّ عطراً
أرتدُّ خائباً كلَّ حين
...............
تائهٌ أنا لفحتهُ الريح
أتسكعُ في دمي
أتسربُ في ثنايا روحي
وبركة آلامي
تلسعني صرخةُ أعماقي
أدركُ أنّي ملاذي
أيخبو الربيعُ ويُستباح؟!!!
..................
أقولُ لي ابقَ قليلاً
انزعْ عن ليلكَ
ريشات الغراب
لملمْ وجهكَ
لا تلبِّ رغبةَ التراب
اصيح بي توقفْ قليلاً
دع قلبكَ موارباً
لكسرةِ حبٍ
لوردةٍ نمتْ من صلبي
لباقةٍ من الياسمين
ترهبنت منذُ الصباح...
أيقونة: محمود درويش.................. بقلم : وليد جاسم الزبيدي // العراق
في ذكرى ميلاده 13/ آذار/ 1941 .. الى الشاعر الكبير (محمود درويش)
يأتي الصّدى:
(وطني ليسَ حقيبة)
هلاّ.. أضعتَ حقيبتَكْ..؟
عددٌ هي الرّحلاتُ تستبقُ الطريقْ
وبقيتَ وحدَكَ في الحريقْ
ولا.. صديقْ
محاصراً بمدائحِ البحرِ
ترى ما لا تريدْ
وأنتَ تكتبُ من جديدْ
لحصانكَ الموعودِ تتركهُ وحيدْ
وتقولُ ثمّ تعيدْ :
قدْ تعبَ البريدْ
إذْ لا تريدُ لينتهي هذا القصيدْ
حقيبةٌ وطني.. وعنهُ أنا الطريدْ..
أنتَ في فمي قصيدة............... بقلم : سعاد محمد الناصر// العراق
أنا أعرفُ أنكَ تعرفُ كل شئٍ عني
وأنكَ أقربُ الى الوريدِ مني
وأعرفُ أنكَ تسكنُ فيّ
وتعرفُ حركة َ يديَ
وحركة جفني وأفكاري
كل خطواتي المنحنيةِ والمستقيمة
وكل أبعادي تعرفها
وما يدورُ في رأسي
معكَ الحوارُ مُتعة
قصائدي جميلةُ بكَ
أنتَ مُعلمي
أنتَ مَن ألهمتني
جمالَ الكلمات
وأنتَ مَن أنزلتَ الرسالات
حينما أفكرُ أن أستولدَ قصيدة
أنتَ في فمي قصيدة
ورسائلي اليكَ أهمُ ماعندي
لأنكَ وثيقتي الوحيدة
أكتبُها بماء الذهب
أمارسُ هوايةَ التفكيرِ بكَ
ويدفعني جنونٌ وحبٌ اليكَ
أنا ضدَ الأصطيافِ كُله
ضدَ كل مايأخذني منكَ
والبعدُ عنكَ
فأنتَ في حدقةِ عيني
ملكٌ يجتاحُ قلبي
أنتَ المطرُ الذي يحررني من ذنوبي
ومنَ الحرائقِ المشتعلة
في جسدي
وفي ثيابي
فيوض الدّلاء_ نص سردي ................... بقلم : جميلة بلطي عطوي / تونس
يا أبي
بين صحوة وغفوة تنسكب الذّكرى عبير بيلسان يُفعم خافق التّمنّي...يركب صهوة الوعد...يشدو...حداء يستحثُّ ُ مطيّة اللّقاء...يشدّ الرّسن ...يجاري خبب الخطى...يركض...يلهث...يتوقّف عند نقطة الابتداء.
بين صحوة وغفوة يعزفُني الحنين نوتات شجيّة توشوش في وريد الحرف...اِهمسْ...صوت أبي أنت يتردّد بين الحنايا... يَحملني على أكفّ الرّاحة، يراقبني أكْبرُ وبين يديه أستوي زهرة فوّاحة ...يبتهج لحركتي، لحديثي وإنْ كان أحيانا بسيطا كطفولتي الغضّة لكنّه سعيد بي وبإخوتي . ما رأيتُ أروع منكَ يا أبي ، تضحية لا شبيه لها في طبع البشر ...لقد ألغيتَ وجودكَ بعد موت أمّي لتؤمّن لنا السعادة والأمن بل كنت أبا وأمّا في ذات الآن.
ونحن بين يديك الكريمتين نكبرُ ، نتطوّر وننجح ...لن أنسى يومي الأوّل بالمدرسة وأنتَ ترافقني ، تشدّ من عزمي وتزرع فيّ من عزمكَ ما يكرّس القدرة ويعطي الدّفع أو احتفالك بنجاحاتي وأنتَ تفخر بأن ابنتك من الأوائل الذين كسروا في قريتنا مقولة أنّ المدرسة للذّكور....تلك لحظات من الزّمن تساوي العمر كلّه وهي في نفسي معين أمان على مرّ الزّمان ...كمْ أشتاق إليك يا أبي ...كمْ يضني الصّقيع النّفس في بعدك، كمْ يهزّني الحنين إلى أنفاسكَ تتردّد في أذني تداعب الطّفلة فيّ ، تهدهدني"بُنيّتي...نور الحياة أنتِ". لولا ذكراك يا أبي ما كنت أقدر على حياة فقدت بعدكَ السّمات.
لكن من عمق الوجدان ينبري إحساس خفيّ معه يرفّ النّبض رغم الآهة ويتردّد الصّدى... "بنيّتي...نبض الحياة أنتِ."
فيردُّ القلب في وهن...بعدكَ يا أبي خاصمني الضّياء.
سلمى ................. بقلم : نضال الشبيبي // العراق
ياساقي هات الكأس ، لا سَمرٰ
يحلو بنا ، الاّ اذا سكروا
ذات العيون السودِ في غَنجٍ
ذات الشفاه الحمرِ والقمرُ
ياساقي هات العودَ واطربني
لحنٌ اذا غنّى ،،،، بكى الوترُ
ياساقي هذا الجرح صانعه
سلمى وما تبديه ،،، لا كِبَرُ
سلمى ! وما ادراكَ ما سلمى
سلمى وكل الكونِ ،، لا بشَرُ
سلمى جراح الامسِ ترهقني
تغلي باعماقِ وجدي وتنفجرُ
أُواه منكِ فقد سطوتِ تَكَبُراً
وسحقتِ روحاً في جفاك تكبّرُ
هذي .. بقايا الروح سيدتي
رفقاً بها ،، ،، لا يُسْبَقُ القَدَرُ
أَخرج القلب ................. بقلم : عبد الكريم الحسون // العراق
أَخرج القلب من زنازين الأسى والحرمان
إمنحه جناحين من هوى
أتركه يطير بعيدا بعيدا
يجتاز الجبال والهضاب والوديان
يبحث عن مستقر له ومكان
فيه دفء وحنان
وزهور الياسمين وشقائق النعمان
وهديل حمام وزقزقة عصافير وخرير ماء
يبعث أمواجه لتغازل الشطأن
وظلال نخيل صنوان وغير صنوان
وعشب مخضل بالندى
هناك سأترك همومي تغادرني
إلى محطات النسيان
ويبدأ فصل ربيعي
تتفتح أزهار سروري
وتتفجر ينابيع أملي كالبركان
ثم أروض نفسي
أخبرها أني إنسان
14/3/2018
أَتشاطرني الرأي ................... بقلم : سرحان الربيعي // العراق
سافرت،
الى همهماتِ دواخلنا الرهينة ،
أُمَمياً كان قراري،
ذاتياً بالأحرى ،
يكشفُ للعالم قيحَ فؤادي،
ثم تأملت الوجهين لأكتب،
لأقارن بين مُحيا الواقع والمكنون،
بمشيمتها،
رأيت البهجة منذ قرون،
بخفيضِ جناح الصوت تقول،
أُدرك بمكوثي هذا،
إن الواقع مِرآب شجون،
وأُدرك إن قلاع الظُلم،
بِتراصٍ مُحكم ،
عالية الأسوار،
وإن العالم رغم حضارته،
من حولي مِن أصل تَتار،
أي أن الوجه الأخر غابة،
سِنَنٌ،
يتشابه فيها وجه القاتل والمقتول،
لا.....أممَ متحدة،
أو مايُشبه ذلك مِن زُور،
في غضبٍ نراه الله،
وسؤال العقل يُردد،
يُردد،
ثم يُردد،
أَ لِمثلي سُخرَّ هذا الكون..؟،
أم أن ناقة صحراء التأريخ المنسوخ،
كقبضةِ ريحٍ فيها نحن ندور..!!؟،
طيب،
هَلِموا نسوّي كل مقابرنا،
سماداً لِحبة قمحٍ،
تقصُ شريط حياة أُخرى،
ونغرس أشجار السلم،
كيدٍ تصافح يد ،
وتمر خطوط الحضر نوارس،
وعلى،
حُب الله نعيشُ عليها،
أَفهل نقدر..؟،
بأبي وكل مقامات قداستنا،
إن الشرق الأوسط أبقارٌ للحلبِ،
ونِعاج نذور،
ملوك،
أمراء،
رؤساء،
كنعامات بربعٍ خالٍ ،حين تسّف رمال الخوف ملامحهم،
تحمي جمجمة الرأس فقط،
لابأس لعورتها،
أَتشاطرني الرأي..؟،
فأنا مُنشطرٌ مابين الواقع والمكنون..!!،
ثورة الشفاه .................. بقلم : ماجد محمد طلال السوداني // العراق
اغتصبوا فرحتي العذراء
سـرقـوا ابـتسـامـة النـساء
اغتـالوا ثورة الشفـاهِ بالـفجـيـعة
خـتمـوا جوازي بتأشيرة خروج
دونَ عـودة دونَ رجـوع للـوطن
على ذراعـي قـتلوا طـفلي الوليد
ذبـحـوني من الـوريدِ الى الوريدِ
فـُقـئت عـيـون بـغـداد الـجـميله
سرقـوا خـالها مـن فـوقِ الشـفـاه
مـنـعـوا دجـلـة عـني والــفـرات
تعـهـدوا للـغـريـب بـالـولاء
تُرعـبني مـطامير السجـون
وطـنـي مــظـلـوم ســجـيـن
مـمنوع من دخـول الضياء
لا اسمع سوى صوت عويل وبكاء
أســرق بضعة دقائق مـن النهـار
أتـذكر الاهل والأصدقاء
اُطـفىء شـوقـي بالـخـيالِ
صدى صـوتكِ يغمـرني بسخاء
يمنحني الـدفء والـهناء
يـقـتـل الســهـد فـي عــيـوني
كلـماتُ عشقـكِ نبيذاً تُسكرني
أطـبـع قـبـلـة عـلى الــجـبـيـنِ
تعيد رعشة الصبا لـلدماءِ
أتـرقـب طـلـوع الشـمـس
لـهـدم السجـون الحصينة
تـطهـيـر المنطقة الغبراء
بـصوتي المـبحوح غربة
اسمعـكِ مـوالاً عـراقياً حـزين
أغـنـي قـصـيدة حُـبـاً للــوطـن
أنشـد كلـمـات عشـق وحـنـيـن
أحـطـم قـلعة صـمتي الـحزيـن
امسح من عينيكِ دمع الـعـيـون
أستقبل طيفكِ كل حين
دونَ سجن ولا سجان
بـعيداً عن الـقـضـبـان
أقبيةُ الخوف ................... بقلم : سناء السعيدي // العراق
إنفرطت حباتُ مسبحة صبري
سقطتْ في بئر الوقتِ
فاعتصمتْ دموعي بمحاجرِي
لم يعدْ ثوبي الموشى بالزهورِ
يليقُ بي...
فخبأتهُ في أقبيةِ خوفي
ووضعتُ فوقهُ زهرة القرنفل اليابسة.
فسخرتُ نفسي مني
- لِمَ الخوف؟!
- من كثيرٍ ياروحي
الغدُ المجهول
زخاتُ الحزنِ المتواترة
وكثيرٌ كثير من القلق
.....لم تقتنع نفسي بالأجابةِ
فلملمتُ أطراف َ هواجسي
لأن بردَ الفقد
يُجمدُ أوصالٓ القلب.
الأربعاء، 21 مارس 2018
إلى .. انا ................... بقلم : حسين عنون السلطاني // العراق
كأنك زرتني
لم أكن نائما
أتحمل معك نومي؟
ساستقبلك اليوم
لتبقى معي إلى الصباح
ربما عندها سيغادر أحدنا
أنا أو أنت
أو نلتقي بعد عام
في مكان آخر
ونطوف حول البيت القديم
حيث نعبر النهر ..
في الجانب الآخر
نجدهم يتسامرون
مع صوت أكواب الشاي
ورائحة الخشب المحروق
ظلالهم تريد الرحيل..
ينتظرون الليل
وأنت ..أين ..أنت؟
إني لا أرى أحدا
مع الليل..
من أين تأتي رائحة الشاي ؟
رحلة ...ذي عشق ................ بقلم : لميس سلمان صالح / سوريا
يا خلوتي ...
.....أنت مرآتي..
مالي أرى الربيع خريفاً
والبستان جنة خالية..
تناثر فيها الخزامى
.. الحياة ...
وردة فاتنة
تحرسها الأشواك
وليل فجره باذخ الضياء ..
لا تقلقي....
سيبلغ الهلال يوماً ويصبح بدراً..
أراني في قلبٍ...
......... والله ساكنه...
قبل ذي عشق
أتاني خافقاً ذا فناء
تكسوه ورودٌ خجولة
وعلى أطرافه ماهرم منها وذبل
تكبدت الشمس بريق عينيه
تشيان باللهفة والحيرة
يتوارى خلفهما شغف عميق
صيفٌ ..والنار في الحشا مولعة
تبحث عن الحطب لتُصفق لاهبة
والأصابع مرتجفة تبحث تواقة
لتلامس الزهور اليانعة ...
فتعلو للشفاهه تتحسس الألم
وينبعث صوت متهشم كالزجاج بينهما..
باحثاً عني باستماتة...
أحبك.....نعم ....أحبك..
فتناثرت في أرجائي شظاياه الواخزة
صيفٌ...والشمس لاهبة
والبرد يصطك في ثغره...
... كما أنا...
قبل ذي عشق
ثمة لوثة غزت العقل..
والحب نخافه..وله لخاشعون
يوقظ في دمنا نبض الحياة
تخفق له قلوبْ سودتها خيبات
ينادينا بصوت رخيم كالناي
نجزع بكل احساس واختلاج
يبني فينا مسكناً بأعمدة روحية
إنه صوت الروح...
والمرايا عملاقة
تعكس دفء الهمس
وتظهر قطرات الندى
متلألئة على زهر الفجر المتفتحة
أيا نشوة الروح
مابال خدرك يبلغ فينا مبتغاه
فينضح الخافق بالكنوز..
بادئ ذي عشق
كان حُباً ....
نثر حبره ....
لتبدأ رحلة الحياة..
انقلاب ................... بقلم : ناهد الغزالي/ تونس
أجنحتي واهية ودروبك بعيدة!! أية معادلة يا صانع الغرور ومروضه، عنوة ترش سكر همسك على موطنك، وفراشة أنا لا أرعى سوى الجمال، أرفرف في قصيدتي، أدعوك لسهرة جنونية، نتقاسم فيها شهد الفرح، فيأتي طيفك خجولا تحت شمس المغيب، مابك أيتها الحروف ترتعشين؟؟ أسمعتَ!! إنها تفتقد لمسة أناملك، أدثرها بوشاح الذكريات؛ فيتضوع أريج الجوري، هناك حيث جلسنا، تواعدنا، رقصنا طربا، تحت جناح الحلم، أواه!! ماكل هذه المتناقضات؟؟ زينت لك نبضي، وأعلنت إيواءك سرا وجهرا، لكنك سحبت قاطرة الأمل، فتساقط الزهر على أنغام ناي المساء، لازلت محكومة بالسجن بين قضبان الذكريات دهرا، مع الأشواق الشاقة، والوفاء لك مدى الحياة،
أترفتَ في الهجر والغوص في أعماقه، حتى صفعني اليأس ونزعتك عني، لن أترك لك سوى قصائد خاوية لا تروي ولا تغني من لقاء مزعوم، بعد أن أوقفك حارس الزمن في كتب خرافتك المشؤومة، وقبض عليك نادما، تشعل الحروف نار فقد وهاجة لإضاءة دروب عشقنا، لقد كانت ضريبة سهادي باهظة، بعت كل ما تبقى من ذكراك وعطرك، فلا تقترب من أسوار ذاكرتي وإلا سأقتلك تجاهلا تجاهلا حتى تموت شوقا كما متّ أنا سابقا.
ودمشق تنام في النهار _ ق . ق .................. بقلم : فؤاد حسن محمد / سوريا
كان الوقت 11 آذار
وكان هذا الربيع الأخير
في هذا المساء صحا الشبح الذي كنت لا أراه... عنيفا وأنا بين فكي الجنيات والعرافين ،وكانت دمشق صبية ينسدل شعرها الأسود على كتفيها ،فيحوم ضوءها مثل هالة القمر ،تعرج من ضيائها الآلهة نحو السماء ، فتغزوني أفكار لا تشبه الثرثرة إلا كثيرا ، النساء في كل العالم لا يشبهونك إلا قليلا يا دمشق، إلا قليلا، يقينا كانت جبهتك مجعدة بعض الشيء ،وعيناك ذابلتان بشكل حزين .
هنا أيضا يسأل أبي :
- ماذا فعلتم بزريعة دمشق .
مال أبي قليلا إلى الأسفل ونظر إلى الزريعة ،وقال :
- أعتقد أن ثمة شخص مهين وحقير فعل ذلك.
أخذت أتأمل دمشق من رأسها إلى أسفل قدميها ،مددت يدي محاولا الوصول إلى يدها ،كانت عيناها دامعتين ، وكانتا تعبران بوضوح عن حنق شديد ،دوت قذيفة في الجو فارتعبت فجأة ، كان الانفجار يتشظى في أسفل شطر الزريعة ،كانت منذهشة لأن الزريعة تم تخريبها ، لم تر فيها شجرة ياسمين ، أين تغريد الطيور ،أين راح المرج،أين زينة الألوان،كل شيء قد ذهب، وبدل من ذلك خربة ممتدة أيقظها كابوس ،تائهة بين بنايات شائهة ،جذع أسود متفحم في كومة تراب منهكة مثل الأنقاض.
على مسافة غير بعيدة تقف دمشق على طرف الرصيف ، خائرة ،يسيل عليها الموت من الشرفات المغلقة بإحكام ،كان الشتاء قد أوشك على النهاية ، وكان الربيع يتهيأ للقدوم ،الصقيع مازال يتراكم في الأظلة كالأشباح .
لكن دمشق وحيدة في هذا العالم ،فقد أخبرتها والدتها أن العواصم لا تتشابه ،وأن الياسمين لا يزهر إلا تحت سمائها ،قررت أن تقطع الشارع ، وضايقها أنها القدر يتحالف ضدها ، ولأنها كانت على دراية بذلك ،شعرت أن إحدى طرق الحب لزريعتها ، أن تعيد إليها النباتات والتعريشات .
نظرت إلى الأعلى ،فاختفت آذان وعيون من كانوا يراقبونها من خلف الثقوب والشقوق ،كما لو أن شبحا طردهم من خستهم ،كل مساء تقريبا ، تخرج دمشق من وجهها وتصرخ بقوة :
- لماذا خربتم زريعتي .
في مثل هذه الصرخة جفل طفل ،قال والدي :
- أغلقوا النوافذ وأسدلوا الستائر كي لا نسمع ولا نرى
لم يجبها أحد ،الطفل يبكي بصوت أرتعش له الإسمنت ، أغمضت دمشق عينيها ، وكاد الدمع يلمع على وجنتيها ،على الرغم أنها لم تبكي ،راحت تسترق السمع ،بصرامة ،إلى الطفل الذي كان ملقى على أرض الزريعة ، وقد سكر من الزعيق حتى النهاية.
بقيت كل الوجوه متخفية لا وجود لها ، فبالنسبة لهم الحادثة سواء ،اقتربت دمشق نحو الطفل ،البكاء مازال يدور مترافقا مع سكون يهمد عندما ينقطع النفس ،إنه طفل الليل الأسود الذي أتي من الدناءة ،عاريا ،لا أم تتمدد بجانبه ،إن العين ترتبك عندما تقع على لقيط،وقفت دمشق جامدة أمام الطفل ،وأول ما شعرت به أنها تسقط إلى هوة لا تدرك مداها .
دارت حوله كامرأة تسير في الحلم ،هكذا بدت لمن ينظر إليها ،تطأ الأرض في خطا وئيدة ، عزيف الجن وأنفاس أشباح وهذا الطفل الذي بدا جسمه متعرج ومنفوخ بشكل مخيف ،لا تستطيع أن تميزه في البداية ،يداه رفيعتان لها مخالب ،وشعر كأنه أشواك ،وعين واحة متصالبة وسط جبهته، حاول المسخ أن يوثق وثاقها برباط لا يرى ،همت أن تلمس المسخ ،هنا صرخ شاب يحدق من النافذة الخلفية :
- دمشق لا تحضني المسخ
سقط الشاب بقبضة فولاذية في الهواء السقيم ،ومع هذا التهاوي الذي يفصله عن تيار الحياة، لم ينحسر تنبيهه وهو يلج سرداق الموت،كانت دمشق تراه يقترب منها شيئا فشيئا ، وتنبيهه يتدفق في أصقاع الزريعة المحبطة الأشجار،بقي صوته راعشا في الأعلى ،حارا ونديا ،بينما جثته كانت تطقطق مثل الحطب، جاثمة فوق الطفل المسخ .
ساد بعض الصمت ، مسكت يده وضمتها إلى جهة قلبها،ومسحت باليد الأخرى شعرة ،وجدت نفسها فتاة صغيرة تبكي :
- هل أنت بخير
انطبع على محياه شعور بالرضا ،سمعت صوته الواهن:
-كل شيء دونك خير يا دمشق
وقفت دمشق طائشة ، وهي تراقب خيالات فوق الحدس ،تحول جسد المسخ دفعة واحدة إلى عقارب وأفاعي وجرذان وصراصير ،هاجمت جثة الشاب الذي ضحى بحياته من أجلها ،في الأعلى ثمة غرف مغلقة النوافذ مضاءة بمصابيح الكيروسين ، ومليئة بالسكان ،قال والدي :
- اجلسوا هنا ولا تحركوا ساكنا
سألته :
- لماذا ؟؟
نظر إلي بشفقة ،وأدرك أني مستعد للتضحية من أجلها ،لكنها مجرد أمنية،زم شفتيه يشكل حازم :
- أنت لست مقاتلا ...الأمر بحاجة إلى هجمة واحدة وينتهي الأمر.
قلت بحماسة :
- لكن أستطيع مساعدتها
هز كتفيه بغضب "
- أنت لا تعرف شيئا عن هذا ..سنموت في الحال إذا فعلنا ذلك
اتكأت‘ على الجدار ،كان هناك صمت مطبق رغم الضجيج الهائل في الخارج ،مبعثه عدم الاكتراث ،ولكوني شاب كنت مضطربا أكثر ، كنت أدرك معنى "دمشق" ، تقدمت بقليل من الثقة نحو النافذة ،واختلست نظرة إلى القاع ،أصوات قريبة جدا ، الضعف في النور يفقدني التمييز ، بدت لي كائنات تركض هنا وهناك،دمشق تمسك عصا غليظة بكلتا قبضتيها،عيناها تتسعان ،ومثبتتان بتركيز على المسخ،الذي فتح فمه وأفرغه من ما تبقى من الآفات المخزونة فيه .
الأصوات تزيد علوا وهياجا ، والكل يراقب فقط ،بينما يقتربون من النوافذ ثم يواصلون المراقبة من نفس المسافة ،المعركة بدت غير عادلة ،فيما والدي فرش سجادة العبادة ،لا بد أنه ورث ذلك عن جده، فهو دائما يصلي من أجل رد القضاء ،فيما يجدر به أن ينجز فروضه في حماية دمشق ،فمع مزيدا من الصلاة كان يشعر بمزيد من الثقة أنه فعل كل ما بوسعه لحمايتها .
فجأة أبطأت أمي ملامح وجهها واندفعت بسرعة في الاتجاه الذي يشير إليه إصبعها ، ثمة عقرب ذيله معقوف يدنو ببطء من كاحل والدي ،خبطت عليه قدمها بكل قوتها ، سمعت قشرته الكيتينية تنكسر ،لكنه لم يمت ، التفت والدي إلى الخلف مسك العقرب بكلتا إصبعيه ،وضعه في فمه ،وتابع صلاة الفجر ،كانت يدا دمشق تنزفان لكن جروحها ليست ثخينة ،وقفت متكأة على عصاها ،فيما جمال السماء يشرق فوقها، زحفت الحشرات إلى جحورها ،أحنت دمشق جفونها ونامت في النهار ،منتظرة قدوم المساء .
- للحبِّ باسمكِ أنْ يُعذِّبنا و أكثرْ ..................... بقلم : أحمد بوحويطا - أبو فيروز / المغرب
" للحبِّ باسمكِ أنْ يُعذِّبنا و أكثرْ ... "
ثلاثُ دقائقَ كافيةٌ ، لكي تَتفتَّقَ شَقائقُ النُّعمانِ في قَصيدتي
و ثلاثُ زنابقَ منْ حدائقِ عينيكِ كافيةٌ ، لتَحرِقَ بَيارِقَ عُمْري كلَّها
تقولُ قبِّلني على شفتَيَّ ، و اتركِ الباقي ينضجُ في مُخيلةِ البَراري
خُذْ منَ المَرْمَرِيَّةِ لُعابَها ، و وَحْوَحةَ الريحِ التي طلَّقَها الصَّدى
و لا تسألْ غيمةً عنْ حَمْلِها ، و لا البجعَ الرَّاقصَ أينَ سَيرحلْ
لنا سَروةٌ حاملٌ منْ أبِينا ، لنا حلُمٌ شريفٌ ورِتَثهُ أمُّنا عنْ أثينا
لأُمنا أنْ تُدجِّنُ كلَّ أنواعِ القَطا ، و أنْ تختارَ لكلِّ عَنْزَةٍ تُحبُّها لَقباً
و أنْ تُداعبَ قلبَها الشَّاغرَ لِئلاَّ يَصْدَأَ ، و تَغْزِلَ مِعطفاً آخرَ للشتاءْ
لها أنْ تُصدِّقَ أنَّ للمسيحِ أباً ، و لا شأنَ لها في شَنآنِ الغَمامْ
تَصرخُ النوارسُ في وجهِنا ، و يصرخُ الصَّدى أيوبُ ماتَ ، أيوبُ ماتْ
فلولا وشمُكِ البَربريُّ ، يقولُ النايُ لأُمي ، فارقَتِ الحياةُ الحياةْ
فافتَحي أُمي بابَ اليبابِ ، يعودُ الحمامُ إلى رُكبتيكِ في انتظاري
و صدِّقي فراشَ العُنَّابِ أنَّ بعضَ الغيومِ خيولٌ ، لا ينقُصها إلا الصَّهيلْ
لِلْحَجلِ أنْ يهجُرَ إناثَهُ في وَكْرِها ، إذا أفشَتْ للغُرباءِ سِرَّ مَكْرِها
لِلْحبَقِ الحقُّ فيكِ أنْ يُعنِّفَنا ، و للحبِّ باسمكِ أنْ يُعذِّبنا و أكثرْ
كلَّما قُلتُ أخيراً إبتَسمَ الأنبياءُ لي ، إتهَمتْني بالغَباءِ إناثُ الكَناري .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)