أفرغَ جمجمتَهُ العطِنة
فرّقَها سموماً بألوانِ جنونِه
أضحكَ تُرابَ المقابر
ألبسَ الأرصفةَ ثياباً
تقاسمتِ الأحمرَ والأسودَ
حفناتِ رماد
تكحّلتْ بها من الملائكةِ عيون . . .
. . . . .
ألقى في الحناجرِ جُملَ صُراخٍ لم تسمعْ من قبل
أوصى الدموعَ ألآ يكونَ لها دربٌ لنهاية
لا تمسحُها كفُّ فرح . . .
منعَ الماعون
شاخصاً
تركَ الجوعَ في كُلّ الزّوايا . . .
. . . . .
العيدُ
يولدُ بلونِ البارود
يجمعُ الوانَهُ في سلّةِ رماد . . .
أنْ يمضغَ النهرُ
الرملُ
لحماً ادمياً صباحَ مساء . . .
لا أجنحةَ تحلّقُ في أُفق
الشّمسُ
تنزوي خلفَ دخانِ البنادق
ليس لها فجرٌ
يطرقُ أبوابَ خيرٍ
بُترَتْ ساقاه
فزحفاً إنْ اراد !
. . . . .
لا ممنوعَ لطقوسِ دم
تقافزتِ الضفادعُ على منابرَ
يحملْنَ الرّايات
لا يحفظُ قاموسٌ ترجمةً لنقيق
ليرحلْ ما خطّهُ قلمٌ الى الجّحيم
إلآ ما ضاقَ كرسيٌّ به
من حُثالةٍ مُتعفنة
ولو بقيَ جدارٌ
يصفّقُ لجدار !!
. . . . .
وماذا بعدُ
أيّها المعتوهُ . . .
إنّهُ أنا
شققتُ الوجودَ بإصبعٍ سومريّ
بريشتي
رسمتُ ملامحَ الأرض
بأزميلي
كوّرتُ ثدييْها
أولدتُها نوراً
استحمَّ به الكوْن تحتَ سابوطِ قصب
ارتدتهُ وجوهُ الانبياء !
. . . . .
خرجتِ الباسقاتُ من بين اصابعي
تُطعمُ
تُعلّمُ الموتَ وقوفاً . . .
أنزلتُ قرصَ الشّمسِ في الشّقوق
يُخرجُ اجنةً غافيةً في ظلام
لقمةً سائغةً لفم . . .
. . . . .
تدحرجتِ الحروفُ أمامي
مسلاتٍ
ملاحمَ
مواكبَ ضياء . . .
عشقتِ الثُريا ثراي
تجمعتِ النّجومُ تيجاناً على رؤوسِ اميراتي في أُورك . . .
اقتطعَ الخليلُ عصاهُ من هنا
ليندلقْ نورُ اللهِ هناك !
. . . . .
أولدَ نوحٌ النّبيُّ الصّحراءَ ابنتَهُ البكر
فارَ التّنورُ
قالَ اللهُ
(مجراها ومرساها)
جَرتْ
رَستْ
على راحتي
ليُنشدَ الوجودُ نشيدَهُ الاول . . .
. . . . .
مجنونٌ انت
الأحمر الذي تصبغُ به وجهَ الأرض
تابوتُك الأخير
مؤصدتي
تنزعُ لكَ جلداً . . .
حضيضٌ
لا تعلو به إلآ على ظلًكَ المنقرض
بئسَ ما يُقاسُ سلطانٌ بحذائِه . . .
تتوقفُ الكتابةُ
للقذارةِ حروفٌ أُخرى !
. . . . .
أنتَ
ومَنْ معكَ مِنْ جُندٍ
ألحقَهمْ بنسبِه الشّيطانُ في ليلةِ سِفاح . . .
تهافتّمْ ذُباباً
لكم
ما عندَ قمامة
في زريبةٍ
فقدَ حمارٌ صوتَه
للوهمِ مخلوقاتٌ بلا اسماء . . .
. . . . .
أنا
مَنْ غَدُهُ
عصا تَلْقفُ ما يُلقى
وجهُ يسوع
قلبٌ وسعَ كُلَّ الحب !
مازالَ الاخوةُ
صكُّ الرّقِ
دَمٌ كذِب
أمامَ الصّديق
لا يُعرفُ ما في قلبهِ من جديد !!
. . . . .
لستَ نِدّاً لي
لا يستوي فوقٌ
وتحت . . .
الحياةُ ولود
الموْتُ لُصّ
موتي حياةٌ
ليسَ لكَ أنْ تكونَها
لأنّها تُولدُ مرّتيْن . . .
ديموزي
يرتلُ ترتيلةَ البقاء
الشّمسُ
لم تزلْ سومريّةَ العيون !
. . . . .
25/5/2016