سكنتْ فؤادَكَ ليتَ أنّكَ صُنتَها
غفرتْ ذنوبَكَ وآرتضَتْكَ حبيبَها..
حمَلتْكَ دمعاً ثمّ عمّرَ حزنُها
مثلَ النّسورِ وما تزالُ وجيبَها..
منحتْكَ من أنفاسِها أشجانَها
آهاتِها، احلامَها، ولهيبَها..
ورعَتْكَ طفلاً آثماً ومشاكساً
ورأتْكَ كهلاً كي تكونَ رقيبَها..
كم ليلةٍ أبقيتَها في حسرةٍ
قلقاً تفورُ وقد أرتْكَ عجيبَها..
نظرتْ الى تلكَ الليالي سلوةً
هجرتْ عوالمَ واصطفتْكَ قريبَها..
يا صومَها، من كلّ خافقةٍ لها
وتوسّدتْكَ رمالها و صليبَها..
كمْ قلتَها وتقولُها شجناً لها
و لأنتَ كنتَ ضنينَها ورهيبَها..
لوترتضيكَ فهل تصونُ لها
الهوى
وتركْتَها موجاً وكنتَ سليبَها..
كمْ قلتَ؟ كمْ أبكيتَ؟ كمْ عانتْ؟
وكمْ
لو غيرُها زفّتْ اليكَ غريبَها..
ورَمَتْكَ صوبَ الحارقاتِ ليالياً
وأنستَ بحراً وآرتضيتَ
غروبَها..
لكنّها حملتْكَ جمرةَ عاشقٍ
صبَرَتْ وكنتَ شَمالَها وجَنوبَها..