أبحث عن موضوع
الخميس، 2 نوفمبر 2017
دراسة في ديوان / عصافير موغلة بالأحلام للشاعر العراقي المبدع /عبد الزهرة خالد............. بقلم الناقد والشاعر : عادل نايف البعيني / سوريا
مقدمة
عندما طلب مني الأستاذ المبدع عبد الزهرة خالد تقديما لديوانه الجديد شعرت بالرهبة، وأحسست بعظم المسؤولية، فالمهمة صعبة، وليس من السهل أن يقدِّمَ أديبٌ ما أو مهتمٌ بالأدب لكتاب بهذا الحجم، وفي زمن بدأ الأدب فيه بالتراجع، والتداعي المخيف الذي يلازم لغتنا، حيث غزت الأقلام الوليدة عبر الكتابات الالكترونية، من فيس بوك أو رويتر أو صحافة الكترونية، ومن خلال منتديات جمة لمواقع أدبية لا تخضع لرقابة لغوية ، وليس فيها من يقوّم كتابات المبتدئين، فجاءنا منهم الغثّ والسمين، حيث ينشرون النص بأخطائه الفاحشة، ضمن إطار خادع، يعرضون فيه النص فائزا أو مميزا، مطلقين على بعضهم ألقابا ابتذلوها، كالشاعر فلان، أو سفير الشعر، أو أمير البيان, إلى غير ذلك من الألقاب الزائفة. فانتشرت نصوصٌ سموها قصائد نثر وهي بعيدة كل البعد عن الشعر،و لا تمت للأدب بصلة ولا تعرف للإبداع سبيلا.
لكن هذا الوضع أفرز أيضا شعراء مشهورين، فأمدّوا الأدب بزادٍ شعري إبداعيٍّ بامتياز، وكسروا حاجز الشعر الرديء، مقدمين ما في نفوسهم من رؤى وتطلعات، في قصائد لافتة ومدهشة، سواء في مضمونها، أو في مبناها. وأخص بالذكر منهم شاعرنا عبد الزهرة خالد.
الذي استطاع أن يتجاوز المحنة، ويقدم زاداً ثقافيا راقيا.
بناء عليه لابد لي قبل كل شيء من الغوص في أعماق ديوان الشاعر ( ) ، باحثا في تضاعيفه عن تلك الجماليات التي أصبو لها، آملاً منها أن تأسر القارئ بسرّ جمالها، وتبعث المتعة والفائدة في دارسها.
لهذا كان لا بد من سبر غور هذا المنجز المميز، بالغوص في بحره المتلاطم بشتى المواضيع الباذخة الجمال، فالديوان بحر من النصوص الشعرية المبتكرة، والقصائد الإبداعية اللافتة للنظر، والتي انتشر ضوعها بين صفحاته المزدانة بقصائد متنوعة و مقطوعات نثرية مائزة، فمن خلال جولتي المعمّقة في أرجاء العمل الأدبي، وجدتني مأخوذا أمام التميز الأخاذ لما فيه من مواضيع سواء اجتماعية أو وطنية أو وجدانية. إلى جانب نصوص وجدت فيها مسحة من الغموض الجذاب، ولعلها تمثل جانب الحداثة لدى الشاعر، حيث تصب في نوع جديد وإن كان يتلاشى وهو الشعر السريالي أو العبثي . وبالتأكيد هذه النصوص ستدفع القارئ دفعا لاكتشاف ما يريده الكاتب من هذا النص أو ذاك، ولعل مرد تلك النصوص مرتبط ارتباطا وثيقا، بالحداثة العالمية من جهة، وبما تمرّ به البلاد من تعقيدات، وأحداث غاية في التداخل. مع ذلك فلا يلبث القارئ بقليل من التركيز أن يسبرَ غور تلك النصوص ويفكّ طلاسمها. ويدخل إلى أعماقها.
"صرخةُ الصخورِ
وسطَ مدينة المطرِ
الشمسُ كالعادةِ
تحتسي التضاريسَ
فوقَ موائدِ النجومِ
ظلامُ الغدِ يخيمُ
مع طلابِ الكشافةِ
كلَّ يومِ خميسٍ
في بساتينِ الشيخوخةِ"
فنحن أمام شاعر يقود جيشا جرارا من الكلمات والعبارات يقارع بها بحرية تامة، ليصنع ويبدع النص الشعري الساحر والذي يأخذك لمتاهات الفكر والظنون:
أقودُ جيشاً جراراً
من كلماتٍ وعباراتٍ
أقارعُ اللغةَ الشفويةَ
بحريةٍ تامةٍ
........
في قفصِ اتهامِ الأماني
أروضُ خيولَ الظنونِ
على مروجِ الأفكارِ
فنحن أما مبدع غاص في دهاليز الشعر الفلسفي الحكمي، وقدّمَ من كنوزه، ما يغري بالتجوال في بستانه المكتنز بثمار الإبداع، فها هو ولو بالحلم نراه صوتا مدوّيّاً .. بل حالة ضوء تحيا باللهفة، مع غناء بالصورة الشعرية الباذخة، وجمال الاستعارات البهية فنحن أما صهيل التجلد، وجواد الرغبة ، ولجام العنوان ، فيشكّل من تلك الصورة لوحته الشعرية العابقة بالجمال حيثُ يقول:
"صوتك المدوي في دهاليز الذهن
إسمكَ إنعكاس الصدى
طيفكَ حالة ضوء تحيا اللهفة المختبئة في غبار الكون٠٠
صهيل التجلد أمام مرآة الليل يضرم اللوعة في قلب الإحساس
يكبح جماح جواد الرغبة لجام العنوان المكتوب على طول اللسان
حينما أفرط بالحروف ذلك العنفوان"
ونحن أيضا أمام شاعر جعل من الوصف الإبداعي دربا ومسارا، فأجاد الوصف حيث وصف، وقدم صورة فاتنة للموصوف من خلال عباراته التي انصاعت اللغة لها فأبدع فيها الصياغة والتقديم :
لم يتعبِ الليل قط
أثناء المسير
يحمل على أكتافه
ساعاته الموغلة بوحل الظلام
يرقب دردشة النجوم
رغم غياب وجه القمر
واثقاً من مصاحبة قوافل النور
ونحن أيضا أمام مصوّر محترف يلتقط الصور الجميلة ويحبكها كلاما في عبارات شاعرية تقرّ لها العين، وتطرب لها النفس تميُّزا وجمالا:
صهيل الضوء
يجرح الفجر الكاذب
بألف طعنة
من خنجر الواقع٠٠
ولا يفوت شاعرنا أن يشير للأسباب الكامنة وراء تداعي الكتابة الجميلة، وانحسارها، أمام غبار الحروب التي اغتالت الحرف والكلمة، فيتساءل أينَ الكلام الجميل، والنصوص الإبداعية:
ياأيها الكاتب
أين الكلام الجميل؟!
لقد أغتال حروف العواطف
غبار الحروب٠٠
وتومض في وعي شاعرنا ومضة من الأفكار المتزاحمة، فلا يتوانى عن حبكها حبكا متينا، مشرقا ومتألقاً، فيسحر وميضها القارئ، ويدهش بريقها السامع، فها هو يطالعنا بما يفوق الخيال بصور و تشابيه واستعارات باذخة، تضفي على الومضة سحرا وجمالا:
للعبور الى خريف آخر
متلاطِمِ الأوراقِ
عليكَ اجتياز سيقان القيظ.
***
يعوم الضوء
فوق مياه الفراغ
بين شواطيء وجهك
وساريات الوجد
ومما يلفت النظر عند شاعرنا عبد الزهرة خالد غياب القصائد الغزلية المبتذلة، تلك التي اعتدنا قراءتها عند العديد من الشعراء ، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، إلا أن دهشتك ستزول حينما تجد نفسك أمام شاعر خبر الدنيا، وعايشها بكل الوعي والاحتراف، فلم تأخذْه سنونَ عمره إلى الابتذال في الشعر، فظل محافظا على رزانته الأدبية، فجاءت نصوصه مشحونة بالكبرياء، مليئة بالوقار، فتراه في شعره كما في حياته، قدوة ومثلا لما يكتب ويقدم ، فهو الذي يستصعب الإبحار في عينيّ تلك الحورية المتناغمة مع الحقيقة والخيال، فتغوص كلمات الغزل رصاصا ثقيلا :
أصعبُ مغامرةٍ
الإبحارُ في عينيكِ
لا فنارٌ ولا شاطئ
تغوصُ كلماتُ الغزلِ
كالرَّصاصِ الثَّقيلِ
منْ يسحب الشبَّاك ؟!
وأنتِ حوريةٌ تناغمُ الحقيقةَ والخيالَ
ختاما .. لا يسعني إلا أن أرفع القبعة احتراما وتقديرا لذلك القلم السخي، الذي كتب شعرا فأجاد وأخلص، وكتب نثرا، فأغنى وأخصب، ولكم أيها القراء والمهتمون، أن تغوصوا فيما غُصت، وتبحثوا عما بحثت، لعلكم تفوزون بالدرر التي نثرها في محيط شعره الشاسع، ولكم أن تقرؤوا الديوان بالطريقة التي تطيب لكم. لتقطفوا منه ما يلائم ذوقكم ويحلو لأهوائكم.
عادل نايف البعيني
سورية – ناقد وشاعر
الأربعاء، 1 نوفمبر 2017
نشيد الفحول .................. بقلم : يونس عيسىٰ منصور// العراق
لنا تاجُ القصائدِ والدروعُ
فنحنُ ( عُكاظُها ) الصعْبُ المنوعُ ...
نسوقُ قطيعَها في أَلْفِ وادٍ
مساجلةً ... فينساقُ القطيعُ ...
ومِرْبَدُها التي أمستْ صقيعاً
نُؤجِّجُها ... فينصهرُ الصقيعُ ...
إذا هزَّتْ قوافينا أُصولٌ
نكونُ فروعَها ... وكذا الفروعُ ...
لوَيْنا ألفَ جامحةٍ وألفًا
فمنْ لا يستطيعُ ... سنستطيعُ ...
فلولانا لأمسىٰ كلُّ شعرٍ
كعفطةِ عنزةٍ ... ولها رجيعُ ...
ورثناها معلّقةً عليها
من التأريخِ أشرعةٌ قُلوعُ ...
فكنا والقريضَ كبدرِ ليلٍ
سُطوعاً ... والسطوعُ هو السطوعُ ...
مساجلةً ... فينساقُ القطيعُ ...
ومِرْبَدُها التي أمستْ صقيعاً
نُؤجِّجُها ... فينصهرُ الصقيعُ ...
إذا هزَّتْ قوافينا أُصولٌ
نكونُ فروعَها ... وكذا الفروعُ ...
لوَيْنا ألفَ جامحةٍ وألفًا
فمنْ لا يستطيعُ ... سنستطيعُ ...
فلولانا لأمسىٰ كلُّ شعرٍ
كعفطةِ عنزةٍ ... ولها رجيعُ ...
ورثناها معلّقةً عليها
من التأريخِ أشرعةٌ قُلوعُ ...
فكنا والقريضَ كبدرِ ليلٍ
سُطوعاً ... والسطوعُ هو السطوعُ ...
اضعت ملامحي ................ بقلم : أروى طلعت / فلسطين
اضعت ملامحي بين ذهولي و صمتي ..
وأعلنت جوارحي .. !!
هدوء نبضي .. سكون ليلي و بوحي .. ،،
انتهى ربيعي ..انتهى علو صوتي ..ضاق زماني ..
ارتجف قلبي ..ضاعت ملامحي و إنتهى أمري ..
كفراشة تشرنقت في انتظار الربيع .. !
لتعود اليَّ حياتي وَ يعود نبضي إليّ
وأعلنت جوارحي .. !!
هدوء نبضي .. سكون ليلي و بوحي .. ،،
انتهى ربيعي ..انتهى علو صوتي ..ضاق زماني ..
ارتجف قلبي ..ضاعت ملامحي و إنتهى أمري ..
كفراشة تشرنقت في انتظار الربيع .. !
لتعود اليَّ حياتي وَ يعود نبضي إليّ
أُم العروس ...!................ بقلم : محمــد عبــد المعــز / مصر
من الأمثال الدارجة "أم العروس فاضية ومشغولة" كدليلٍ على أنها لا تفعل شيئاً، في فرحِ ابنتها، لكنها مشغولةٌ بكل مَنْ وما فيه...!
ولأنها أُم العروس، فهي أُم الخطبة، والشبكة، والجهاز، وكل ما يسبقُ الزفافَ ويليه، فرحم اللهُ أمهاتٍ قدَّمن الكثير، وأعانَ الباقيات، على الباقياتِ الصالِحات، وجمع بين كل عروسين في خير، ورزق بناتِ الأمةِ برجالٍ صالحين وذُريةٍ طيبة.
ظلم و ظلام ............... بقلم : زيد الطهراوي / الاردن
رأيتم جميعاً عيوني محدقة بعيون الظلام
و حين انقسمتم تبلل بالدمع قلبي
فريق يقول: نظيف و ما زال يحمل طهر الحمام
فريق يقول: خؤون خؤون
و يسحق أزهار حبي
وحيداً سمعت الأقاويل ثم استعدت من الصبر
أغلى وسام
و نافذة قمرية
و عدت إليكم لأهتف في عالم يتجرأ في صف
أبنية من كلام
و يترك وهج الحقيقة يغرق في هاويات الظلام
هتفت بكم: قد جلست لأكسر مجذاف خصمي
و أعتق دربي من الليل و الهمجية
وحين أبيتم سماعا هتفت وقلبي تمزق من غلظة و سهام
{جلوسي مع الوحش ليس ازورارا عن البشرية}
ومضات متوجعة .................. بقلم : خديجة منادي السباعي / المغرب
* تصدع الصدق وانكمش..شدة ضجيج الكذب وتصفيق النفاق أتعباه..
* تسقط الخيمة من تسوس أعمدتها.. خشب تأكله الأرضة لا بارك الله فيه..
* كسحت رجلاه..صرنا العكاز فاشتدت السيقان وكسر العكاز....
* قصمت القشة ظهر البعير..صبغت سوادا ومهرجان الأحزان توقفت عروضه..
* وخرجت الآه بزفير ألم الوجع، بعدما استوطن قعر الزجاجة.. واحر قلباه يا وجع..
* كسحت رجلاه..صرنا العكاز فاشتدت السيقان وكسر العكاز....
* قصمت القشة ظهر البعير..صبغت سوادا ومهرجان الأحزان توقفت عروضه..
* وخرجت الآه بزفير ألم الوجع، بعدما استوطن قعر الزجاجة.. واحر قلباه يا وجع..
تكلمي يا مياسم الزهر................. بقلم : ناهد الغزالي / تونس
يا رب
تكلمي يا مياسم الزهر
يا دمع تشرين
يا كأس علقم تحتسيه قلوب المظلومين
وحيدة تولد دمعتي من ثغر ليل حزين
قيدوا بالأصفاد روحي
أسير ودمع الرصيف يغرق في دموعي
أعاند الريح، أسبقها، أحلق بجناحين مكسورين...
أوصدوا أبواب الحق...وأبواب رحمتك يا الله لا توصد...
قد نالوا من الروح تجريحا وإليك أرفع أكف الرجاء...
ناموا ملئ الجفون واتقدت بالقهر دموعي...
سيطول ليل الانتظار...لكن الشمس ستشرق
لو بعد ألف عام...
تكلمي يا مياسم الزهر
يا دمع تشرين
يا كأس علقم تحتسيه قلوب المظلومين
وحيدة تولد دمعتي من ثغر ليل حزين
قيدوا بالأصفاد روحي
أسير ودمع الرصيف يغرق في دموعي
أعاند الريح، أسبقها، أحلق بجناحين مكسورين...
أوصدوا أبواب الحق...وأبواب رحمتك يا الله لا توصد...
قد نالوا من الروح تجريحا وإليك أرفع أكف الرجاء...
ناموا ملئ الجفون واتقدت بالقهر دموعي...
سيطول ليل الانتظار...لكن الشمس ستشرق
لو بعد ألف عام...
سيكون اللقاء................... بقلم : عبد الستار الزهيري // العراق
أفاق الفجر على
هديل الحمائم ..
بعد ليلٍ طال
فيه الهجيع ..
الشمس أطلت
بنورها على جدران
السماء..
بيضاءٌ صافيةٌ
كبياض قلبكِ
متيمتي ..
أمتشقت سيفي
طالبا الورى ..
باحثا عن وحش
المنايا ..
سأزيل رأس الخطايا
أرميها في بواطن
اليم البهيم ..
طعاما للقرشِ وما
في البحر ..
أرتفعتُ بالعلا
أحاول أن أكون
سماءكِ..
وتحت قبتي يكون
أشتياقي ..
أنوار مدينتي لا تنار
ألا من لألئ مقلتيها
يراودني طيف الفجر ..
يلهمني صفاء الليل
لأكتب على الصخر
حكايتي ..
سأصطاد لكِ غيمة
من تلك السابحات
مظلة تقيكِ حرارة
لقيانا ..
سأكتبكِ أغنية
بحروفٍ صنعتُها
الي وإليكِ..
لن تكون من
صلب الأبجدية
لا يفهمها سوى
من أكتوى قلبه
بالعشقِ ..
وفاض ماء البحر
من دموع عينيه
موجات وموجات
يعلو سناها حبنا
لعبور فضاءات
الزمان
الى شرفة قصرها
هناك سيكون اللقاء
وعشقي لها كعشق
كلكامش لأرضه
الأبية..
الاعتراف الثلاثون.................. بقلم : رضا سليمان الهواري / المغرب
سيدتي ..
اقترب المساء ..
فبللي عيوني بغضب سيقانك تقلب حرث هذا السكون
السماء لون ماء عينيك ،
و البحر لون صخب تمددك في شراييني ..
فأي أزرق تركت للنوارس ، يا ابنة النور ،
كي تطعمني من شواطئك مرجان العشق الابدي ..؟
في البال زرعت لك الف أمنية ..
فمتى أينعت مملكة عشق أخبؤها لك في صدري ؟
أنا المدمن جمع المنمنمات من تضاريسك ..
اصوغها سوارا ازين به معصم الشمس ..
اليس الليل محراب العاشقين ..
والله ،
وددتُ لو أتبعثرُ حروفا ..
أصيرُ رسالةَ عشقٍ .. تلتهمُني عيناكِ
وددت لو اصير نسمة ريح
اتسلل تحت ملابسك الداخلية .. أغفو تحت جناحيك
وبينَ لساني وجيدِكِ عناقٌ وحكايا ومَلاحِم لا تنتهي ..
وددت لو أصير قطرة عطر
أزرع تحت أذنك اليسرى .. أصير غابة زعتر
أملأ الكون ضجيج اشتياق
و يا ما وددت سيدتي
وددت لو أصير قهوة .. أختلط بريقك ..
أسري في حلقك .. أتمدد على لسانك ..
أداعب حرف شفاهك الداخلية .. تعزفينني شلالات قبل
فسُبحانَ من جعلَ القبلةَ فاتحةَ دورانِ الأفلاكِ من ثغرك
تسكرينني كَرَعشةِ وحي ..
و ان للقبل خشوعٍ يا كل الصلاة أنت ،
وارفةٌ ظِلالك يا ظلَّ الله في روحي
فجَلّ مَنْ سماكِ السّدرةَ والمُنتهى ورحيق الروح ..
يا رحيق الروح ..
قالت لي .................. بقلم : مصطفى النوري // العراق
قالت لي : أتدري ما هي اجمل لحظة في حياتي ؟
اجبتها وعيني لم تفارق قرص وجهها الأخاذ .
ما هي ؟
قالت : انها اللحظة التي اقابلك فيها من بعد فراق واشواق ...
من بعد ان شعرت بكنه كلماتها
واحاجي عباراتها
لأن منطوق الكلمات له ابعاد واغوار ..
غير التي نهمهم بها على المسامع بتكرار ..
قًلُتْ لُُها أتدرين ما هي اسوأ لحظة في حياتي ؟
نظرت الي بعين مفعمة بالثقة بما يحمله قلبي اتجاهها من صبابة وحنين وعشق متين ..
وتمتمت متسائلة : ما هي ؟
اجبتها وانا اتفرس ملامحها كيف سيكون وقع اجابتي عليها ..
انها اللحظة التي افارقك فيها من بعد لقاء . .
ولا ادري لماذا تأتي هذه اللحظات بسرعة البرق تباعا كمحتوم القضاء ..
ولا تترك مجالا للقاء دائم يعم الارجاء
ويفعمها بموصول العطاء .. ؟
النظرات تتعالى وتنخفض
هذه النظرات تتوقف امام وجهك ..
القلب يخفق بشدة ولا يعرف ماذا يفعل سوى الخفقان المتزايد ؟
الخالق جعلك انتي الاجمل .
ولا يبل صبابة قلبي الا اللقاء الدائم الاطول ..
واحاجي عباراتها
لأن منطوق الكلمات له ابعاد واغوار ..
غير التي نهمهم بها على المسامع بتكرار ..
قًلُتْ لُُها أتدرين ما هي اسوأ لحظة في حياتي ؟
نظرت الي بعين مفعمة بالثقة بما يحمله قلبي اتجاهها من صبابة وحنين وعشق متين ..
وتمتمت متسائلة : ما هي ؟
اجبتها وانا اتفرس ملامحها كيف سيكون وقع اجابتي عليها ..
انها اللحظة التي افارقك فيها من بعد لقاء . .
ولا ادري لماذا تأتي هذه اللحظات بسرعة البرق تباعا كمحتوم القضاء ..
ولا تترك مجالا للقاء دائم يعم الارجاء
ويفعمها بموصول العطاء .. ؟
النظرات تتعالى وتنخفض
هذه النظرات تتوقف امام وجهك ..
القلب يخفق بشدة ولا يعرف ماذا يفعل سوى الخفقان المتزايد ؟
الخالق جعلك انتي الاجمل .
ولا يبل صبابة قلبي الا اللقاء الدائم الاطول ..
سأرحل / خاطرة ..................... بقلم : مصطفى خالد بن عمارة / الجزائر
سأرحل و أنفض أسمال الانتظار البالية،أحرق صوف الذكرى الجاثم بالحشى الذي ما فتئ عقلي يرتقه براقع داكنة أتداول لبسها ساعة تلو الساعة،لكنني سأنساك،سأنسى غربتي و أنت برفقتي،سأنسى كل الورود التي جمعتها في لأي و جهد لأشكل لك أبهى الباقات قدمتها لك و السعادة شرائط تزينها،سأنسى وجلي عليك من أنياب الزمان أن تقضمك و خوفي عليك من الحزن،من المرض،من الوحدة،من نسمات الهواء أن تجرحك،سأرحل و أنسى،سأرحل إلى أراض بعيدة،أراضي لا تعرف بجاذبية أرضك و لا يطالها قانونك الجائر،سأرحل و أقطع أوراق كتابي معك،و أدون حروفا تعلو البسمة على شفاهها اليائسة البائسة و سأجعل قلمي ينفث على أوراقي الحيرى بديع الألوان بدل الحبر الذي لونه لون الظلمة الحالكة،سأرحل فبقائي بمحطة الانتظار أرهقني و جعد جسدي و رص الثلوج على شعري و الجمود على مشاعري،سأرحل فقد سئمت الوقوف ها هنا بمكاني كالشجرة تنتظر الودق لتحي و هي تنظر إلى السماء كالمتعبد تارة و إلى الأرض كالراكع للصلاة تارة أخرى علها تلقى ماء ضحضاحا يقيها مر السؤال و ذل الحاجة،سأرحل فأنت لي هنا وطن و غربة،حياة و موت.
أبتاه / مرثية ................... بقلم : قاسم حسين قاسم // العراق
أبتاه
مَنْ سيغلق حقائب الحزن
بعدك…?
مَنْ سيأخذُ دَوْرَ الوالدين
بعدك...?
من سيقول أهلٌ لك
أو أهلاً بك…?
تساؤلاتٌ
وضعتها على طاولةِ الدموعِ
وأنا أتغذى فؤادي مع بعض الوجع الساخن
بعدَ رحيلك ،
أبتاه ،
الجميع بمن فيهم أمي
وضعوا أصابعهم على مسامعِهم ..!
وا حسرتاه .. وا غربتاه ..
وا أسفاه .…………… !!!
لم يسمعني أحد ..
ولم يجبني أحد ..
آهٍ ..
لو رافقتني حتى فك الشفرة ..
أو رافقتك في أول محطة ..
إستعجلتَ ..
ولم يكنْ لدي وقتٌ للموتِ
فكلّ وقتي كان يُصرَفُ على الموتِ ..
كنتُ أرى الله في عينيك
كنتَ تبتسم ..
وأنت تسافر إلى اللاعودة ..
كنتَ تعرف بأنك ولدتَ لتصنع الحياة
وأنا عرفتُ ذلك بعد أن سألتُ ( سفيان )
أ لهذا إبتسمتْ ..?
*
سفيان صديقي وزميلي الدراسي وكان تلميذا لأبي
*
أبي كان معلّما ولازال رغم وفاته ..
عطر يحتضن الجسد ............. بقلم : طاهر مصطفى // العراق
عطر يحتضن الجسد
خذي فاصلاً
من الزمن .. دقيقة
واجلسي بقربي
لكي أعلمك
فنون الحب
أهي نار
باشتعال كبريت
سقط كبريائه
أمام جسد
يعشق عطش القلوب
تعالي لي مسرعة
اسكني في عري
ربيع عمري
واسكبي عطرك
رائحته شمس
يشرق جبين فجرها
على خدك الأسمر
جميلتي ...
صاحبة العيون العذراء
تتراقص على منحدرات
أمسيات عمرها
تترنح على ضوء القمر
لتلهو بأصابعها على جسدي
لتقتل ضجر المطر
لا تسألينني !
ما هو الحب
هو زورق تائه
في بحر الحاني
لا تلومينني في لحظة
عشقت ألواح الأرض
في ضجيج أمواج
حلقت فوقها
طيور خريف البحر
جميلتي ...
الحب لا يعرف
الزمان و المكان
غصنه كالزيتون الأخضر
يحتضن الماضي و الحاضر
ليعزف سيمفونية
تحصد فجر ظلمات العيون
علمني ألا أشتاق ................... بقلم : منيرة الغانمي / تونس
علمني ألا أشتاق
إن الدمع قد غزا الأحداق
وتعالت أصوات الشوق
إن الدمع قد غزا الأحداق
وتعالت أصوات الشوق
بالأعماق
علمني أن أبتسم
حين أرى طيفك أمام
عيني يرتسم
ُّفيكتبك القلم حرفا يَشِع
سحرا على الأوراق
ذات حنين
تتمتم الشفاه باسمك
فلازلتُ أرجو عودتك
الغياب أسال مدامعي
وآلمني الإغداق
القلب تعتصره أنّات الجوى
فمتى تهدأ نار الشوق
يا نبضا أراه دائي
علمني ألا أشتاق
علمني أن أبتسم
حين أرى طيفك أمام
عيني يرتسم
ُّفيكتبك القلم حرفا يَشِع
سحرا على الأوراق
ذات حنين
تتمتم الشفاه باسمك
فلازلتُ أرجو عودتك
الغياب أسال مدامعي
وآلمني الإغداق
القلب تعتصره أنّات الجوى
فمتى تهدأ نار الشوق
يا نبضا أراه دائي
علمني ألا أشتاق
إثمٌ شَوق ................ بقلم : صاحب الغرابي // العراق
إثمٌ شَوق
ذاتَ لَيّلة حُلم
طْافَ بيَّ
أماكنَ تَخْتَزن سِحرتارِيخ
الفَراهِيدِي وابْن المُقَفَع
والأخفش وَرابعَة العَدَوية
وَقَعَتْ عَيّني
على سِنْدباد بَحْريَّ
يَجُوب فَيافيَ بَيانٍ
ليوُشْمَ لآلئ معانٍٍ
سيّابُ العّصْر
وَهو يَسْكن ألَم جَوْف
وَحْدَه
يَرَتلُ آهات أحْزانه
وَسَط عُمْق ماءٍ
دَفِيق
هَيَجْان غَضُوب
في اخَر العٌتْمَة
أجْراسُ ألفاظٍ
منْ ضِفاف بُحيرَة
طافِحَة بألَم حُلْم
في يَوم مَطِير
إثمٌ شَوقٍٍ.
............................
سيّاب العصر:في نظري الفيلسوف الشاعر عبد الجبار الفياض.
أما يكفي .................. بقلم : ميساء زيدان / سوريا
أَما يَكْفيكَ ذُلِّي وامْتِهاني
ألا تَرْحَمْ قليلا َ يا زَماني ؟!!
أَما فيكَ انْفِراجٌ وارْتياحٌ
لِيَطْرُدَ ما غَشاني وابْتَلاني؟!!
أَلا تَرْنُو لما خَلَّفْتَ حَقَّاً
وهَلْ يُرْضيكَ كَرْبي واحْتِقاني
رَميتَ بقاتِلٍ أَحْلامَ عُمْري
وكُنْتَ لوَأْدِها فَظَّاً أَناني
وكُنْتَ لحِلْمي المَقْتُولِ سَيْفَاً
بشِفْرَتِهِ تَوارى عَنْ عَياني
مَضى يَبْكي وتَبْكيهِ الليالي
وكَمْ مِنْ عارِفٍ حالي بكاني
وكَمْ مَرَّتْ ومَرَّتْ مِنْ مَآسٍ
يَنُوءُ بثُقْلِها حَجَرُ الصُّوانِ
وكَمْ أَرْهَقْتَني وأنا نَسيمٌ
تماهى في الطَّراوةِ والِّليانِ
وكَمْ ساقَيْتَني في المُرِّ كأْسَاً
زُعافاً ما لهُ في المُرِّ ثانِ
أَنا نَبْعُ الحَنانِ ولَيْسَ مَيْنَاً
وفي قلبي بُحُورٌ للحَنانِ
أَنا الدُّرُّ الثَمينُ بلا مِراء ٍ
وروحي بَعْضُ نَفْحاتِ الجِنانِ
عَجِبْتُ لدَوْرِكَ المَرْسُومِ حِقْدَاً
وما أَبْدَيْتَ مِنْ وَجَعٍ براني
كأَنَّ لصَرْفِكَ المَوْتُورِ ثأْرَاً
يُحاصِرُني ويُمْعِنُ في طِعاني
رَمَيْتَ سعادَتي في قَعْرِ جُبٍّ
فعَرَّسَتِ التَّعاسَةُ في كياني
وأَطْلَقْتَ العَنانَ لكُلِّ غَثٍّ
تَناهَشَني وأَسْرَعَ في هَواني
أَجُولَ بطَرْفي َ المَكْسُورِ بَحْثَاً
عَنِ القَلْبِ الحَنُونِ بكُلِّ آنِ
وأَنْظُرُهُ ابْتِهاجا واشْتِياقَاً
و أحسبه نهاية ما أعاني
كفتك مواجعي و كفاك همي
ألا فارفق قليلا يا زماني
لِيَطْرُدَ ما غَشاني وابْتَلاني؟!!
أَلا تَرْنُو لما خَلَّفْتَ حَقَّاً
وهَلْ يُرْضيكَ كَرْبي واحْتِقاني
رَميتَ بقاتِلٍ أَحْلامَ عُمْري
وكُنْتَ لوَأْدِها فَظَّاً أَناني
وكُنْتَ لحِلْمي المَقْتُولِ سَيْفَاً
بشِفْرَتِهِ تَوارى عَنْ عَياني
مَضى يَبْكي وتَبْكيهِ الليالي
وكَمْ مِنْ عارِفٍ حالي بكاني
وكَمْ مَرَّتْ ومَرَّتْ مِنْ مَآسٍ
يَنُوءُ بثُقْلِها حَجَرُ الصُّوانِ
وكَمْ أَرْهَقْتَني وأنا نَسيمٌ
تماهى في الطَّراوةِ والِّليانِ
وكَمْ ساقَيْتَني في المُرِّ كأْسَاً
زُعافاً ما لهُ في المُرِّ ثانِ
أَنا نَبْعُ الحَنانِ ولَيْسَ مَيْنَاً
وفي قلبي بُحُورٌ للحَنانِ
أَنا الدُّرُّ الثَمينُ بلا مِراء ٍ
وروحي بَعْضُ نَفْحاتِ الجِنانِ
عَجِبْتُ لدَوْرِكَ المَرْسُومِ حِقْدَاً
وما أَبْدَيْتَ مِنْ وَجَعٍ براني
كأَنَّ لصَرْفِكَ المَوْتُورِ ثأْرَاً
يُحاصِرُني ويُمْعِنُ في طِعاني
رَمَيْتَ سعادَتي في قَعْرِ جُبٍّ
فعَرَّسَتِ التَّعاسَةُ في كياني
وأَطْلَقْتَ العَنانَ لكُلِّ غَثٍّ
تَناهَشَني وأَسْرَعَ في هَواني
أَجُولَ بطَرْفي َ المَكْسُورِ بَحْثَاً
عَنِ القَلْبِ الحَنُونِ بكُلِّ آنِ
وأَنْظُرُهُ ابْتِهاجا واشْتِياقَاً
و أحسبه نهاية ما أعاني
كفتك مواجعي و كفاك همي
ألا فارفق قليلا يا زماني
اوصانا أبي ............... بقلم : كاظم الراجحي // العراق
ان نأكل من أمامنا
فأطعنا
نمنا ملء جفوننا
عشقنا ان نتمسك بفقر يغنينا عن طمع
عن جوع لا يهدأ.....
ثائر لا يخشى ان يأكل كل شيء حين غفلة.
ما زال اخي يسمعنا القرآن حين تلاوة
وسر اختلاف في نبرة صوته حين خشوع
يا أبي...
الصوت القادم من جوف الليل ما زال يتوالى
والضوء الخافت يبقى نورا يضيء عتمة في ضعف نظره .
ما زال مستلقيا يناجي ربه
ويحصي سعادة ختم القرآن.
معنا يعشق سرد الاحلام العتيقة
والهمس الضاحك يدنو حين يتمادى الحلم
صدقني يا أبي احفادك في شوق دائم
كأنهم مضوا في رحلة اليك
كم تسعدهم عصاك الممدودة
تبحث عنهم كي تمنحهم درسا اول
ونشوة هروب نفتقدها
يبحثون عنك يا أبي....
يتناقلون ما صغت من قول
يفخرون بأثير ما صنعت
ما زلت ادعو بدعائك في كل فجر ساكن
يا سميع....يا معين
وانت كما انت تقف بيننا شاخصا ببصرك
تصلي كما ينبغي لك....
يااااااه الكيس الورقي يجمع احفادك
نظراتهم مترقبة
تدس اناملك تعطيهم قليلا كأنه الكنز
وتنهرهم لتحظى بأجر من لا يبوح
لم اجد غيرهم هاربين بفرحتهم كشأنهم معك
اوصيتنا يا أبي......
واطعنا
ما زلنا فقراء نأكل من بين ايدينا
ونفتقدك.
حفيد لم تره بدأ يلثغ باااااباااا
وجد ابوه سر بسمتك فيه
يهطل دمعي في شتاء ينذر بالشوق اليك
ما زلت اجوب الاماكن
احمل سيرتك فيطريني الآخرون
بك أعلو بينهم
بدونك لا رصيد لي
افتقدك يا أبي والدمع يرافقني في رحلة شوق اليك.
شعراء التصوف / رابعــة العــدويــــة الشاعرة المتصوفة.......... بقلم : فالح نصيف الحجية الكيلاني // العراق
ولدت رابعة ابنة اسماعيل البصري العدوي في مدينة البصرة عام مائة للهجرة وقيل مائة وخمسة للهجرة من اب عابد زاهد رزق بثلاث بنات قبلها ثم كانت هي الرابعة فكان اسمها يدل عليها ثم توفي الاب ورابعة لم تبلغ العاشرة ولم يترك لهن مالا يعتشن به الا زورقا صغيرا يستخدم للعبور ثم توفيت الام وبقيت البنات الاربع بدون معيل وقيل ان البصرة اصيبت بوباء فتك بالناس وسلط القحط والحرمان والجوع على اهلها وكثر السراق وقطاع الطرق والعيارين وغيرهم
.
وقيل ان سارقا قد سرق رابعة العدوية فباعها في سوق النخاسة بستة دراهم لأحد التجار القساة وكان التاجر يحمَّل رابعة فوق طاقتها كطفلة لم تكن قد شبت بعد لكنها كانت تختلي بنفسها في الليل لتستريح من عناء النهار وعذابه ولم تكن راحتها في النوم أو الطعام بل كانت في الصلاة والمناجاة؛ فكانت تتمثل بالآية الكريمة :
(وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) الحجرات\7
ثم افترقت البنات الاربع فلم تر احداهن الاخرى .
.
- أنعم الله علي رابعة بموهبة الشعر وتأججت تلك الموهبة بعاطفة قوية
ملكت حياتها فخرجت الكلمات منسابة من شفتيها تعبر عن ما يختلج بها
من وجد وعشق لله وتقدم ذلك الشعر كرسالة لمن حولها ليحبوا ذلك المحبوب العظيم.
وقيل أن سفيان الثوري العابد الزاهد سأل رابعة يوما :
ما حقيقة إيمانك؟
فاجابته : ما عبدته خوفًا من ناره، ولا حبًا لجنته
فأكون كأجير السوء، بل عبدته حبًا وشوقًا إليه.
وقيل انها كانت تصلى ألف ركعة في اليوم والليلة!
فقيل لها: ما تريدين بهذا ؟
قالت : لا أريد به ثوابًا، وإنما أفعله لكي يُسرَّ به
رسول الله يوم القيامة، فيقول للأنبياء: (انظروا إلى امرأة من أمتي هذا عملها).
سئلت رابعة: كيف حبك للرسول صلوات الله عليه ؟
اجابت : إني والله أحبه حبًا شديدًا، ولكن حب الخالق شغلني عن حب المخلوقين.
وقيل هتف رجل من العبَّاد في مجلس رابعة: اللهم ارضَ عني.
فقالت له : لو رضيت عن الله لرضي عنك.
قال : وكيف أرضى عن الله ؟
قالت : يوم تُسرُّ بالنقمة سرورك بالنعمة لأن كليهما من عند الله
.
ومما كتبه عنها الاستاذ فريد العطار - قيل عنها انها ذات ليلة استيقظ سيدها من نومه فسمع صلاتها ومناجاتها فنظر من خلال الباب
فرأى رابعة ساجدة تصلى وتقول في صلاتها : (إلهي أنت تعلم أن قلبي يتمنى طاعتك ونور عيني في خدمتك ولو كان الأمر بيدي لما انقطعت لحظة عن مناجاتك ولكنك تركتني تحت رحمة هذا المخلوق القاسي من عبادك). وخلال دعائها وصلاتها شاهد قنديلاً فوق رأسها يحلق وهو غير معلق بسلسلة ، وله ضياء يملأ البيت كله فلما أبصر هذا النور العجيب فزع وظل ساهدًا مفكرًا حتى طلع النهار فدعا رابعة وقال:
- أي رابعة وهبتك الحرية فإن شئت بقيت ونحن جميعًا في خدمتك وإن شئت رحلت أذا رغبت .
فودعته وارتحلت. وجعلت المساجد دارها .
.
من ادعيتها ومناجاتها لربها تقول :
( إلهي أنارت النجوم، ونامت العيون، وغلَّقت الملوك أبوابها، وخلا كل حبيب بحبيبه، وهذا مقامي بين يديك.. إلهي هذا الليل قد أدبر، وهذا النهار قد أسفر، فليت شعري أقبلت منى ليلتي فأهنأ، أم رددتها على فأعزى، فوعزتك هذا دأبي ما أحييتني وأعنتني، وعزتك لو طردتني عن بابك ما برحت عنه لما وقع في قلبي من محبتك).
..
يقول الاستاذ طه عبد الباقي سرور:
(وكانت رابعة في تلك الفترة في الرابعة عشر من عمرها لكن هذه المرحلة من حياتها لم تستمر طويلاً فقد اشتاقت نفسها للدنيا الخلاء من الناس المليئة بالله وحده فقد تخلص قلبها من الدنيا وكل ما فيها وخلص من الرغبات والشهوات والخوف والرجاء لم يبق فيه إلا شئ واحد الرضاء عن الله والعمل على الوصول إلى رضاء الله عنها ورفضت كل من تقدم لزواجها فليس في قلبها مكان لغير الله وليس لديها وقت تشغله في غير حب الله )
كتاب (رابعة العدوية والحياة الروحية في الإسلام)
(دار الفكر العربي- الطبعة الثالثة 1957)
.
وجاء في دائرة المعارف الإسلامية (المجلد التاسع-العدد 11 ص 440)
(إن رابعة أقامت أول أمرها بالصحراء بعد تحررها من الأسرثم انتقلت إلى البصرة حيث جمعت حولها كثيرًا من المريدين والأصحاب الذين وفدوا عليها لحضور مجلسها وذكرها لله والاستماع إلى أقواله وكان من بينهم مالك بن دينار والزاهد رباح القيسى والمحدث سفيان الثورى، والمتصوف البلخي. )
توفيت رابعة العدوية عن عمر يناهز الثمانين سنة فقد توفيت عام \185 هجرية في فلسطين و في مدينه القدس وقبرها في جبل الزيتون او جبل الطور .
.
- أنعم الله علي رابعة بموهبة الشعر وتأججت تلك الموهبة بعاطفة قوية
ملكت حياتها فخرجت الكلمات منسابة من شفتيها تعبر عن ما يختلج بها
من وجد وعشق لله وتقدم ذلك الشعر كرسالة لمن حولها ليحبوا ذلك المحبوب العظيم.
.
من شعرها في العشق الالهي تقول :
أحبك حبين حب الهـــوى
حبا لأنك أهل لـــذاك
فأما الذي هو حب الهوي
فشغلي بذكرك عمن سواك
أما الذي أنت أهل له
فكشفك لي الحجب حتي أراك
فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي
ولكن لك الحمد في ذا وذاك
ومن شعرها ايضا :
يـا خليّ البال قد حـرت الفكـر
صمّ عـن غيرك سمعي والبصر
هجـت نـار الحبّ فـي وجنتنا
لـن لنـا قلبـاً قسيـاً كـالحجر
أرجـع النظــرة فينـا مـقبلاً
لا تـركنـا كـهشيم المحتضـر
لـيس ينجيني مـن الغم سـوى
أجـل جـاء وأمـر قـد قـدر
ضجّت النفس مـن الموت أسـى
قلتها كوني كمن يهـوى السفر
إنّمـا فيهـا نـزلنـا عـابـرين
لـيست الدنيـا لنـا دار مـقر
مـضت النـاس علـى قنطـرة
أنـت تـمضين عليهـا بـحذر
لا منـاص اليـوم ممّـا نـزلت
فتنـاديــن بهـا أيـن المفـــــر
فامسكي بالعروة الوثقـى التـي
إن تـمسكتِ بهـا تَلقـي الظفر
سادة قـد طـابت الأرض بهـم
حيث ما ينحون من رجس طهـر
في دجى الليل الغواشي المظلـم
بعضهم شمس وبـعض كـالقمر
في سماء المجد أبدوا مشـرقين
أنـجم تعـدادهـا اثنـي عشـر
هـم أمـان الخلـق طـرّاً كلمّـا
غـاب نجـم مـنهم نجم زهـر
هم عمـاد الـدين أنـوار الهدى
مَـن تولاهـم نجى مـن كلّ شر
هم ولاة الأمـر بعـد المصطفى
بـولاهـم كـلّ ذنـب يغتفــر
عن صراط الحـقّ مَـن شايعهم
عـاجلاً سهلاً بـلا خـوف عَبـر
خاتـم فيهـم كختـم الأنبيــاء
معلـن الحــقّ وقتّـال الكفـر
هــو حــبل الله للمعتصميـن
لعــدوّ الله ســيف مشتهـر
سيدي قد ذاب قلبي فـي هـواك
لا تـدعني إنّ دائـي ذو خطـر
ولها قصيدة بعنوان ( راحتي في خلوتي):
راحتي يا أخوتي في خلوتي
وحبيبي دائماً في حضرتي
لم أجد لي عن هواه عوضاً
وهواه في البرايا محنتي
حيثما كنت أشاهد حسنه
فهو محرابي إليه قبلتي
إن أمت وجداً وماثم رضا
واعناني في الورى وشقوتي
يا طبيب القلب يا كل المنى
جد بوصل منك يشفي مهجتي
يا سروري وحياتي دائماً
نشأتي منك وأيضاً نشوتي
قد هجرت الخلق جميعاً ارتجي
منك وصلاً فهل أقضي أمنيتي
وتقول في قصيدة دالية مايلي :
خليلي ألا تدنو إلـى عيـن رائـق
تــروّ بكـأسٍ سـائـغ متــورّد
ورحل بهذا الدار وابـغ منـازلاً
رفيعـاً وسيعـاً زاكيـاً ذا تــسدّد
وجالس مع الأبرار واذكـر هنا لهم
حـديث حـبيب مـشفـق متـودد
فـطيّب لنـا نفساً بـذكر نـوالـه
وفـرّج بنـا همّـاً ببشـر مجـدد
هو الأصل في الإيجاد والكل فرعـه
بمـولـده كـان الصفـيّ مـولـد
فأحمـد إن كـان ابـن آدم صورة
وبـالصدق معنـا آدم بـن مـحمّد
هو العلم المأثور فـي ظلم الدجـى
هو العمد الممدود فـي كل مـرصد
هو الكوكب الدري فـي وسط السما
بـه مـن مضلات الغواشي لنهتدي
هو الأمن والإيمان والكهف والهدى
وهـذا هـو الديـن القويـم المؤيّد
وعتـرتُه خيـر البـريــة كلّهـا
هـم العـروة الوثقى وقصر المشيّد
بهـم فتـح الله الاُمـور بأسرهـا
علـى الخلـق طـراً ظلهـم متمدد
فهم حجج الرحمن قدماً على الورى
وفيهـم كتـاب الله بـالحقّ يشهـد
معاندهم لـو كـانت الأرض كلهّـا
لهـا ذهبـاً مـلآى بـذاك ليفتـدي
وشيعتهـم يـوم القيامـة حولهـم
علـى سـرر مستبشـرين مـروّد
لهم كلّ ما تشهي النفوس وكلّ مـا
تلـذ بـه الأبصار فـي كـل مورد
يقولون : أتمـم ربنـا نورنـا لنـا
فإنـا لهــذا اليـوم كنّـا نـزوّد
مـلائـكة يستقبلـون قـدومهـم
يـرونـهم مـن طيبيـن الممجّـد
يقولون لمّـا ينظـرون بـوجههـم
سـلام عليكـم فـادخلـوها مخلـد
فـلا تـمسكن إلاّ بحبـل ولائـهم
ولا تدحـرن عـن بـاب آل محمّـد
كفـاك بـذكـر الآل فخـراً ونعمـة
حزينة قومي واشكري وتهجّدي
وتقول ايضا :
وزادي قليل ما أراه لا مبلغي
أللزاد أبكي أم لطول مسافتي
أتحرقني بالنار يا غاية المنى
فأين رجائي فيك أين مخافتي
حبيبي ليس يعدله حبيب
ولا لسواه في قلبي نصيب
حبيب غاب عن بصري وسمعي
ولكن في فـــــؤادي ما يغيب
يا حبيب القلب ما لي سواك
فارحم اليوم مذنبــــا قد أتاك
يا رجائي وراحتي وسروري
قد أبى القلب أن يحب سواك
فليتك تحلو والحياة مريرة
وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب تراب
وقالت رابعة العدوية :
كأسي وخمري والنديم ثلاثة
وأنا المشوقة في المحبة رابعة
كأس المسرة والنعيم يديرها
ساقي المدام على المدى متتابعه
فإذا نظرت فلا أُرى إلا له
وإذا حضرت فلا أُرى إلامعه
إني جعلتك في الفؤاد محدثي
وأبحت جسمي من أراد جلوسي
فالجسم مني للجليس مؤانس
وحبيب قلبي في الفؤاد أنيسي
راحتي يا إخوتي في خلوتي
وحبيبي دائما في حضرتي
لمأجد عن هواه عوضا
وهواه في البرايا محنتي
حيثما كنت أشاهد حسنه
فهو محرابي إليه قبلتي
يا حبيب القلب يا كل المنى
جد بوصل منك يشفي مهجتي
يا سروري وحياتي دائما
نشأتي منك وأيضا نشوتي
قد هجرت الخلق جمعا أرتجي
منك وصلا فهو أقصى منيتي
وفي قصيدة اخرى تقول :
يا سروري ومنيتي وعمادي
وأنيسي وعُدتي ومرادي
أنت روح الفؤاد أنت رجائي
أنت لي مؤنس وشوقكزادي
أنت لولاك يا حياتي وأُنسي
ما تشتتُ في فسيح البلاد
كم بدتمِنة وكم لك عندي
من عطاءٍ ونعمةٍ وأيادي
حُبك الآن بُغيتيونعيمي
وجلاءُ لعين قلبي الصادي
ليس لي عندك ما حييت براحٍ
أنت منىمُمَكنُ في السواد
إن تكن راضياً عليّ فإني
يا مُنى القلب قد بداإسعادي
وارحمتاً للعاشقين! قلوبهم
في تيه ميدان المحبةهائمه
قامت قيامة عشقهم فنفوسهم
أبداً على قدم التذلل قائمه
إماإلى جنات وصل دائما
أو نار صدٍ للقلوب ملازمه
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)