مجلة صدى الفصول الالكترونية : مجلة تعنى بالمواضيع الادبية والفنية ..
رئيس التحرير : بتــول الدلـيمـي / العراق :: لجنة التدقيق والتصحيح اللغوي :: عادل نايف البعيني / سورية ......... سامية خليفة / لبنان .
هوتْ بِهم أَحْلامه إلى الْماضي السحيقِ ،اسْتمالهم ، أثَّر فيهم حتَّى جعلهم يتقبَّلون رأيَه دون تفكّر إلا كبيرهم ،تقبل فكرة الدم على أن تذهب الزعامة ، أرادَ الصّعود بهم من الهاويةِ ، هَيْهات ... شيعوا الجسد وبقي الفكر في مهب الفتنة .
كم كنتِ حرزاً لي حين تتغيَّرُ الأيامُ ، و تشتدُّ المحنُ !! يالحسرتي ! ماكنتُ أَعْلَمُ أنكِ كوكبُ الفرحِ المتوهّجِ إلا حين طافَ حزني ، واقتلعني من جذوري ، لو كنت معي لما أحسستُ بهذا الألمِ ، وماذقتُ حنظلَ الفقرِ رغم أشواكِ الإهمالِ و أشباحِ الليلِ .
لا تغادريني يا أمِّي ، أيقونةُ وجهكِ آيةٌ تُنقِّي قبحَ هذا العالم ، تُغربلُ قمحهُ من الزؤوانَ ، وضياءُ إطلالتكِ شلَّالٌ يغسلُ الكآبةَ ، ويطردُ الظلمةَ عن وجهِ الشَّمسِ .
رئيس المؤسسة الاكاديمية للدراسات والتنمية البشرية في وزاة التعليم العالي .
عبد الجبار الفياض الشاعر الجنوبي المعجون بسمرة طين سومر والمولود في العام 1947 في كرمة بني سعيد من نواحي قضاء سوق الشيوخ في محافظة ذي قار العراقية ..حيث ذرات التراب تكتب الشعر وصفحات ماء الأنهر والغدران تعكس سيمفونيات الإنتماء للزمن المتوهج بالإبداع..ثمة يعيش المرء وهو ينحت كبرياءه من مفردات الوجود من حوله..ويموت وهو مستند الى جذع النخلة مستمداً من شموخها تردد الإستسلام للنهاية المكتوبة سلفاً.
عبد الجبار الفياض عبارة عن مخاضة خصبة للنوادر واللُّقَط الثمينة التي تصطبغ بلون التأريخ..وتتزيا بزيِّ القداسة،فهو كاتب يسكب مفرداته النابعة من رؤية مستقبلية للموضوعات على الورق بمهارة الصائغ وحرفية الفنان .
الشاعر عبد الجبار الفياض جزء حيوي ومُنتِج للملموس والمحسوس من خلاصة المعرفة التي يذهب البعض لتسميتها بالفلسفة..حتى مفردات الجمال الجاذبة للّحظة الشعرية هي عند الشاعر موضوعات متماسكة بعريكة التكوين الأزلي للإنسان..فهو يعشق لأنه بعض من كون الأفلاك ومجبول علـــــى الجاذبية والإنجذاب.. ويحزن لأن مـــزاميره غــــادرها الإستعمال وجفاها التصريح..كما انه يستعير المفردة والجملة المقدسة من مكنوناتها ومضانها وكأنها ممهورة بإسمه.
عبد الجبار الفياض شاعر أحرق مراحل الإعجاب في تفعيلة الرحيل الى المجد الأزلي.ومن نافلة القول أن هذا المبدع الكبير كان قد إفترش سجادة ألوانه أمام مرأى الباحث والشاعر المرهف محمد شنيشل الربيعي الذي تلمس بأنامل الفاحص الحصيف موارد القوة والإشعاع في تناولات الشاعر الفياض دون كلل،فمن تلمس اصول الحكمة فــــي إنسياقها العام مروراً بماهية حقيقة الطين بوصفها اساس الخلق الأول وإنتهاء بمنظومة المقدسات لدى الأولين التي خلق منها الشاعر الفياض مداخل إستشراف حديثة لموضوعات على مساس عميق بحضارة البشرية ومتطلبات الرقي البشري.
محمد شنيشل الربيعي صاحب البحث الموسوم بـ (حواضر في فلسفة النص) الذي يتناول النص من وجهة نظر غير لغوية ، حيث أن معظم الذين تناولوا النص ، تناولوه عن طريق اللغة وكأنه لا يتعدى هذا المفهوم الحكائي..أما إعادة إنتاج المفاهيم والنصوص وعرضها على العقل فقد تعاطى معها الباحث بكتابات رصينة وجد قسم منها طريقه الى النشر والقسم الآخر شكل علامات منيرة في خزانة المصادر التي ينهل منها الطلاب والباحثون..ومن أهم هذه الكتابات ، كتاب معدّ للطبع (مثاقفة النص ، لوجيا علي عيدان عبد الله ) كما وأن للباحث دراستين معاصرتين الأولى تتناول (نثر الهامش) بمعنى ضد النص الموازي ، أي إلغاء ما جاء به جنيت ومتران ... وغيرهما حول مفهوم أو نظرية النص الموازي في الشعر ، فتفرد برأي خاص مفاده أن:
" لا حاجة أن نضيع هذا الكم من اللغة ونضعها أسفل النص بحجة التعريف ، والأولى أن تصعد الى المتن أو النص بواسطة (المشغل الشعري) لتدفق اللغة ، ولتثوير الدلالة .."
اما الدراسة الثانية فتتعلق :
" بالنص المنزلق ، والنقد الإنزلاقي ، وهل أن النصوص في حقيقتها منزلقة من بعضها البعض الآخر ، أي أنها تحمل الصفات الوراثية نفسها للنص الأم ، فهي بالنتيجة (تناص) أي أنها تابعة في حقيقة الأمر الى نصٍ واحد ، وما يُكتب من نصوص لا قيمة لها على المستوى الفكري أو الجمالي ، وترابط النقدية الإنزلاقية مع النص المنزلق ، وكيفية الترابط بينهما وشيجيا .."
علما أن هاتين الدراستين جديدتان وغير مطروقتين من قبل.
يقول الباحث محمد شنيشل الربيعي عن نظرته الشعرية :
" إن ما أؤمن به ، وأُبشر ، أن يكون جميع البشر شعراء ، لذا أردد دائما قولتي المشهورة : أكتب أيها الإنسان ، فنصك محترم ، وأنت حكيم في فطرتك ، فالذي وهبك الحكمة غدا يسائلك عنها.."
فَــرْقٌ كبيــرٌ بين الحِكمةِ والتحكُّم، ويبدو هذا الفرقُ واضِحاً في الإدارة، التي لم تَعُدْ شطارة، بل عِلْمٌ له أصوله وقواعِده، ومُطَــبِّقوه، الذين ينجحون بحِكمتِهم.
أما الْـمُـتحكِّمون، فسُرعانَ ما يَفْشَلون ويُفشِّلون غيـرَهم، والواقِعُ خيـرُ شاهِدٍ ودليل، سواء في الإدارة، أو غيرها من أمور الحياة... لو كانوا يعقِلون.
قلت لها ظلمنا الولد بكثرة حبنا له وخوفنا، لا يعرف من الحياة شيئاً
اغرورقت عيناي بالدموع، كيف يمضي قدماً في الحياة، تخلَّف من الأفاعي والعقارب الكثير، سمحت له اللعب غير بعيد عن الدار مع مجموعة من الاولاد، الجامع يرفع الآذان لصلاة المغرب تأخر بالعودة
ركضنا باتجاه نهاية الزقاق، ركضت إلى مركز الشرطة أين سامر ولدي؟ ملهوفا لرؤيته أجابني الضابط بخشونة أيُّ ولد! ونادى : أجابه سامر بصوت خفيض.. أنا سامر! قال: لا توجد هوية باسم سامر أنت تحمل هوية، لم أجد هويتي لقد أفزعني الموقف، صاح الضابط بالشرطي
مدخل المدينة استحال إلى بركة مياه، اضطر الناس استعنال ممشاه للعبور، جدران الأبنية الكئيبة استعادت شيئاً من لونها الأصلي
بدت المناطق أشبه بالبقع في وجه أبهق، اقترب من بوابة العمل حرّكت خصلات شعره نسمات باردة، شَعَرَ ببعض القشعريرة سيارة فارهة تدخل البوابة، صديقه بجوارها انقبض «يموج بالغضب والحنق»
صمتٌ لم يسمع ما يدور حوله، دخل مسرعاً إلى مكتبة ولم يُعر التفاتاً إلى زملائه، أول من دخل عليه كعادته صديقه، نظر إليه كمن يراه لأول مرة، امتلأت نفسه بغيظ شديد !. صديقه يسعل بشدة ويبصق في صندوق القمامة، يمسح أنفه بمنديل، زاد الحنق والقرف عنده نظر صديقه اليه نظرة خبيثة، جَفَلَ وصَمَتَ قليلاً، يكبح جماح الغضب، خرج من مكتبه انهال بالكرسي على رأسه، يصيح بجنون خبيث مأفون مرتشٍ
لم يتحرك أحد ينظرون بذعر، تفجرت الدماء من رأس هروَل يريد باب مكتبه، أخرج مدية لمع نصلها في عُتمة المكتب، انهار الجسد وسقط على الأرض، واقفاً يلهث متقطع الأنفاس، هوى على نفسه يطعنها بنصل المدية اللامع، وصاح: لقد قتلت المرتشي، لمن أثأر للقاتل أم للقتيل وممن أثأر، ماء النهر يندفع هادراً جارفاً معه الأدران نحو الوديان.
اللهم إن تزينت لنا الدنيا فذكرنا بهوانها عندك ، وإن مالت نفوسنا لها فثبتنا على حب الآخرة بنورك وحفظك ، وإن أتتنا تحت أقدامنا فاجعلها مطية لنا إليك وإن توالت النعم فتقبلها منا قربانا لك...
رب اجعل سعادتنا في مناجاتك واجبر خواطرنا برحمتك وهداك وأنعم علينا في الدارين بمحبتك ورضاك...آمين